كلما اجلس مع أحد اصدقائى فى الكلية او احد العاطلين على المقاهى او احد الراكبين بجوارى فى وسائل النقل العامة او احد اقاربى اجد انه مؤمن تماما أن الاسلام وضع لنا دستور وان الازمة العالمية قامت امريكا حلها بالاستعانة من المنهج الاسلامى والاقتصاد الاسلامى بل ولا يعطونى فرصة لكى ادافع عن فكرة العلمانية و مبدأ فصل الدين عن الدولة…..لماذا كلما تحدثت مع احد المواطنين المصريين فى السياسة يأخذ الحوار الى منحنى دينى خطير يصل الى التكفير ؟..لماذا دائما عندما نتحدث عن مدنية الدولة وان الدولة الاسلامية مصطلح خاطىء لان الدولة شخصية اعتبارية يثور الجالسين؟ وعندما نقول من الممكن نستخدم الفاظ اخرى للتعبير مثل الحضارة الاسلامية بدلا من فكرة الدولة الدينية.. ..اضطر دائما فى نهاية الامر الى انهاء الحوار(رغم قوة حجتى الا من يسمعنى أصم),,,, واذهب وانا ألعن المشايخ السلفيين والاخوان المسلمين الذين خدعوا الشعب المسكين بأسطورة الا سلام هو الحل وألعن أيضا الأصوليين من كل الاديان الحالمين بأسطورة ان الدين سواء يهود مسحيين مسلمين (كما يفهمه علماء الدين وهذه مصيبة لوحدها)نظام كامل لكل حياتنا, وكانهم يريدون ضرب فكرة التطور العلمى والثقافى بحجة وجدنا عليها اباؤنا عاكفون.

الاسلام دين شخصى فانت لا تحتاج الى مجتمع مثالى لكى تنفذ الاسلام تستطيع ان تنفذه فى اى مكان( وإلا المسلم الذى يعيش فى امريكا لانعتبر اسلامه كامل لإنه يحيا فى دولة كافرة بمفهوم الاسلاميين على إعتبار ان للدولة الدين. حتى ولو نفذ الحديث الصحيح الشهير بنى الاسلام على خمس..فهو مسلم ناقص الاهلية الدينية). فلما فكرة( لكى يتم تطبيق الاسلام فى حياتى لابد انا اعيش فى مجتمع اسلامى)؟ ألم يحيا الرسول ثلاثة عشر عام فى مكة وكانت مكة مجتمع كافر كما يؤمن المسلمون والاسلاميون؟

انا حاولت ان ابحث عن بعض المواقف التى أثبت بها ان الاسلام لا يتنافى مع الدولة المدنية الحديثة:

1.عندما جاءت معركة بدر الكبرى وذهب الرسول وقرر ان يكون المعسكر فى مكان ما سأله ..الخباب وهو احد الصحابة وقال له أهو وحى السماء ام انها الحرب والخديعة؟. قال له إنما هى الحرب والخديعة. قال له الخباب:اذن نعسكر عند المياه اى بئر بدر .
(اليس هذا دليل على ان الرسول له شخصية الرسول التى تنطق عن الوحى وشخصية القائد السياسى وكلامه ذو صبغة سياسية تماما قابلة للنقاش والأخذ والرد).

2.قصة المرأة التى اتت إلى النبى وقالت له يا رسول الله إنى وقعت فى الزنا قال لها إذهبى وضعى حملك ثم أتت بعد أن أنجبت فقال لها إذهبى واتى بعد ان تنهى الرضاعة ثم اتت مرة اخرى إلى ان أقام عليها الحد أليس هذا دليل على أن الحدود الاسلامية ليست مقصد فى حد ذاتها وان هناك مقصد أكبر من تنفيذ الحد ذاته لماذا نتعامل مع الحدود على انها المقصد … فى رأيى المقصد التقوى التى محلها القلب.

3. القصة الشهيرة التى تتعلق بتلقيح النخل عندما قال الرسول لاصحابه فى المدينة لما تفعلون ذلك ما أظن ان هذا يغنى من الله شىء فتركوا ذلك ..فلم يؤتى النخل ثماره المعتاد .فقال لهم رسول الله مقولته الشهيرة انتم اعلم بشئون دنياكم(أليست السياسة من شئون دنيانا لما نريد لأصحاب العمائم التحكم فى شئون دنيانا . كان أولى للنبي الذى لا ينطق عن الهوى كما يؤمن المسلمين أن يتحكم فى شئون دنيانا

هناك ادلةأخرى ولكنى سأختصر… نظرا لحزنى الشديد على حال الثقافة فى مصر واشعر باليأس

4. عمر بن الخطاب قام ببتعطيل حد السرقة فى عام الجفاف نظرا لانه قام بالتفكير وفكر قائلا كيف انفذ حد السرقة والشعب جائع… أليس هذا تعطيل صحيح و واضح للشريعة الاسلامية كما يدعى الاسلاميون الان ؟ا.
ألم يقم عمر بن الخطاب بتعطيل آية قرانية (لو فكرنا بعقلية الاسلاميين لا يوجد شخص من حقه التشريع الا الله ورسوله)؟

ومع ذلك عمر من افضل الحكام السياسيين. قام بإستخدام عقله إستخداما جليا. الم يقول الرسول فيما معناه لو كان نبيا بعدى لكان عمر. وها نحن العلمانيون نستخدم منطق عمر . منطق العقل وتقديمه على النقل .فالنقل يحمل معانى عديدة لكى يستطيع العقل ربطه بالواقع.

6. عندما دخل الرسول محمد إلى المدينة وبعد إستقباله بحفاوة كما تروى النصوص الاسلامية ماذا فعل؟ قام بعقد وثيقة السلام او ميثاق المدينة الذى يعد مثالا لفكرة المواطنة عندما قال فى الميثاق لليهود دينهم ولنا ديننا …ولهم شرعهم و لنا شرعنا أليس هذا مثال للفكرة تعايش طوائف عديدة داخل بوتقة واحدة (على قدر الرقى الانسانى المتاح فى هذه الفترة الزمنية). بوتقة الوطن (هذا لينك لأحد المواقع السلفية يذكر بعض بنود المعاهدة لكن يا ليتهم يفقهون ما ينقلون).

5. الم يمت الرسول ولم يترك نظام سياسى واضح لإرث الحكم وترك امر المسلمين شورى وقال فيما معنى الحديث الصحيح ان الخلافة من بعدى ثلاثون عام ثم ملك غضوض (أليس فى هذا إشارة الى فكرة عدم إحتكار السلطة) وساحكى هذه القصة بالتفصيل فى الجزء القادم و ساحاول الشرح بإستفاضة والبحث عن ادلة أكثر.