حين تخترق الكلمات حاجز الصوت برأسي أسمع لها انفجارا مدويا يشبه صرخات محشرجة لا تجد طريقها للخروج عبر منفذها الشرعي الوحيد وهو الحنجرة.

اعتدت الاستماع لهذا الصراخ والأنين الداخلي..حيث أتوارى من العالم داخل نفسي الضعيفة الهشة وأترك الاخرين يتصورون ان هذا الحاجز الزجاجي الذي يحيط بي مقاوم للرصاص مع أنه فقاعة صابون لكن أكثرهم لا يعلمون.

تلقي بي أفكاري الكئيبة هذه الايام في رحلة بحث عن الذات لا أجد فيها أي متعة ولا أعرف لها هدفا وتسير عكس اتجاه المنطق. فأجدني أتساءل مرارا عما أفعله بحياتي وكيف وصلت إليه رغم أنني لم أخطط له أو أقصده من البداية. كنت دائما أسير في الحياة بلا هدف واضح ولا خطة محكمة ذات خطوات ثابتة..بل أترك نفسي للقدر وللمصير الذي لا أحاول تغييره أو تخيله.

كافحت من أجل الحصول على سراب وتركت بارادتي الحرة أهدافا كانت تستحق الكفاح من أجلها. يا فتاتي العزيزة الايام لا تعود إلى الوراء ولا جدوى من هذا الهراء الان. أقرع باب نفسي فلا أجد من يجيب. يبدو أنني قد رحلت عن نفسي إلى الأبد.