من خلال تتبعنا لسيرة واقوال محمد بن عبد الوهاب سنرى انه يضع نفسه فى مقام النبوة ، فقد اعتبر ان زيارة القبور والتبرك بالاولياء وممارسة السحرهو الشرك بعينه ، وان دعوته هى فى الاساس الدعوة الى التوحيد ، رافضا ان يكون صاحب مذهب متشبها بالنبى (ص) مع ان دعوة التوحيد التى جاء بها النبى كانت ضد عبادة الاصنام من دون الله وليس مجرد التبرك بالاولياء اوزيارة القبور ، رافضا ان يكون مجرد ضاحب مذهب ولكنه صاحب دعوة الى التوحيد بالاضافة الى ادعائه انه وحده يمتلك الحقيقة المطلقة . فماذا بقى له من تشابهات مع النبى .
سنعرف ذلك من اللقاء الاول بينه وبين الامير محمد بن سعود حاكم الدرعية ، ففى الوقت الذى طرده امير العينية كان محمد بن سعود فى انتظاره ، كان محمد بن عبد الوهاب يبحث عن مناصر لدعوته، وكان بن سعود يبحث عن دعم ديني يسود به القبائل والامارات المتناثرة فى فيافى صحراء نجد ، اى انها كانت علاقة برجماتية نفعية بين الاثنين تحت غطاء الدين .
فى اللقاء الاول قال له الامير : أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة، فقال الشيخ: (وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك ) ونلاحظ هنا انه اقر لابن سعود بتوارث الملك لابنائه من بعده وهو مالم يقره النبى فى حياته لنرى انه تجاوز حتى صلاحيات النبوة .
وعن المؤرخ السعودى الذى عاصر تلك الاحداث تحت راية بن سعود ” عثمان بن بشر “: : (وفي حوار الأمير مع الشيخ ، قبل المبايعة ، عندما وعده الشيخ ” يملك العياد والبلاد ” قال الأمير : علي شرط إلا تغادرنا إذا فتح الله البلاد ، وانتشـر الاسـلام ، فرد الشيخ : الدم الدم ، والهدم الهدم ” .. فطلب الأمير إعفاء موارد الإمارة من فتاوى الشيخ ، وقبل الشيخ علي مضض ، وفي مرونة ، وإن لم يفته إن يؤكد للأمير إن موارد الثورة من الغنائم ستكون أكبر، فتغني الأمير عن أموال رعيته )
وبالنسبـــة لوراثة الملك (فقد وافق الشيخ علي بقاء الملك في بيت واحد وقد رفض الأمير فى ذكاء، أن يكون مجرد أمير يهديه الشيخ، ثم ينطلق إلي غيره من الإمارات والدول، فلا يكون أكثر من أحد الأمراء، ولذلك سأل الشيخ حول موقفه في المستقبل، وانتزع منه التزاما بالبقاء تحت رأيه البيت السعودى ، أي أن يكون في هذا البيت وحده زعامة تلك الحركة التي يدعو إليها الشيخ )
الدم الدم .. الهدم الهدم . انتشار الاسلام ……….!!!!! العبارة الاولى قالها اهل يثرب فى بيعه العقبة للنبى (ص) ونرى محمد بن عبدالوهاب يكررها لمحمد بن سعود كانه يضع نفسه موضع النبى مع الاختلاف كما ذكرت من قبل بين نبى جاء على عبارة الاصنام ومدعى نبوه جاء على قوم يشهدون ان لا اله الا الله ومحمد رسول الله فيكفرهم بزعم زيارة القبور والتبرك بالاولياء … ونراه فى النهاية يقول : اذا انتشر الاسلام ….. !!!! ايه رأيكم دام فضلكم …!!!! يحارب الشرك وينشر الاسلام والدم الدم الهدم الهدم فهل عرفتم لماذا رفض ان يكون صاحب مذهب ؟
وتاكيدا لذلك اقول لكم اننى واثناء عملى فى مملكة آل سعود لم اسمع اطلاقا من اى شخص ام من اى شيخ عن شئ اسمه الوهابية ولكنه صحيح الاسلام الذى يطبقونه .
الدارس لتاريخ الدعوة الوهابية يحد انها لم تطرح ابدا فى بدايتها مطلبا واحدا يمكن او يوصف بالمطلب السياسى . بل ان قراءة كتب محمد بن عبدالوهاب ومنشوراته تعطى انطباعا وكانه يعيش خارخ التاريخ، فليس له من تعليق على حدث معاصر خارج محيطه ، بل يناقش قضايا فقهية سبق بحثها وصدرت وصدرت فيها اجابات حاسمه .. قبل مولده بقرون عديدة – لقد ترك الشيخ 19 مؤلفا لايمكن لايمكن ان تصنف واحدا منها تحت مسمى ” السياسة ” : كتاب التوحيد – كشف الشبهات – شروط الصلاة واركانها – كتاب المستفيد فى حكم تارك التوحيد – تفسير سورة الفاتحة …. ، ومامن احد يزعم ان محمد بن عبد الوهاب قد اتى بجديد فى تفسير الفاتحة ، ولاكل ماطرحه من آراء فى التوحيد – ثم القول المتهافت : لااله الا الله – نفى واثبات ….!! هذا القول يردده الوهابيين حتى اليوم فتجده بدون مناسبه يقول لك : لااله الاالله – نفى واثبات ، فتسأل عن المراد بهذه الفلسفه الايمانية فيقال لك : لا اله – هو نفى ، الاالله – هو اثبات ….. !! ياسلام …!!
وعلى درب التهافت نسير :
-بعد اكتشافه الخطير لقضية النفى والاثبات فى عبارة لااله الاالله – نرى التهافت فى قضية التوحيد التى قدمها على كل القضايا وجعلها نقطة البدء فى الاسلام ، وبالتالى نقطة البدء فى دعوته ( فهو يكتب لصديق بعث اليه رسالة فى التوحيد فيها كلام من احسن الكلام ، ولكنه لايقبل منه هذا الكلام ، بل يعنفه لانه قال : ” واجب على كل ذكر وانثى ، النظر فى الوجود ثم معرفة العقيدة ، ثم علم التوحيد ” يرفض بن عبدالوهاب هذا التعليق الفلسفى قائلا له : هذا خطأ وهو من علم الكلام الذى اجمع السلف على ذمه – وانما الذى اتت به الرسل هو ان واجب هو التوحيد وليس النظر فى الوجود ، ولامعرفة العقيدة ، كما ذكرت انت فى الاوراق )
- في رفضه لقوله كاتب رسالة اليه من تلاميذه ” بن عباد ” نراه يقول (” لا أراك الله مكروها ” فإعلم أن هذه الكلمة تضاد التوحيد لأن التوحيد لا يعرفه إلا من عرف الجاهلية ، والجاهلية هي المكروه فمن لم يعلم المكروه لا يعلم الحق، فمعناها لا علمت خيرا. فهي كلمة عامية جاهلة ولايجوزلأهل العلم ان يقتدوا بالجهال )
- فى حديث للنبى (ص) يقول : لاتجتمع امتى على باطل . ولكى يبرر محمد بن عبدالوهاب انه واتباعه القليلون هم اهل السنه والجماعه رغم هذا الحديث فقال ( ان الحق هو الاغلبية والجماعه ) . والحق من وجه نظره هي الحقيقة التي اكتشفها. (فإن كان كل الناس علي باطل الا واحد، فهم الشاذون.. وقد شذ الناس كلهم في زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة ) ولذلك سمى جماعته ” المّدينه ) اى المتدينون وماعداهم هم الكفار .
نتوقف هنا .. والحديث لم يتوقف ، فالى لقاءــــــــــــــ
27
مارس
2014
تاريخ الحركة الوهابية (2)
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف إرهاب, الأسلمة, الإخوان المسلمون, الإسلام السياسي, الشريعة الإسلامية, القاعدة, وهابية/سلفية.