فتح الفيس بوك والتويتر علينا باب التعرف على الكثيرين من الموهبين والخلاقين من أبناء العراق , من رسامين ,موسيقين ,كتاب , شعراء , علماء ,تقنين ,ناشطين أنسانين ,مفكرين دينين , ناس تتحلى بكاريزما تجعلها محط متابعه واعجاب من ناس من خلفيات مختلفة , فصار من الممكن أن تجد صفحات للتبادل فيها أخبار الرياضه ,الفن ,السياسة ,الأدب ,الموسيقى ..وصار لديك مجموعه من الصداقات مع ناس تشترك معهم في اهتمامات سياسية وفكريه واجتماعية
ورغم ضيق مساحة الاستعمال للسوشل ميديا وحداثة التقنية و تحديات الحياة تقرأء وتسمع أن هناك محاولات لنقل تلك التجارب الديجتل الى لقائات ومجتمعات على أرض الواقع بجهود شخصية أو بجهود منظمات ومؤسسات عامة
هذا شيء في قمة الجمال والروعة في بلد مثل العراق ,يذكرني بأيام زمان عندما كنا نحاول أن نقتطع اوقات لنلهو بهواياتنا بعيدا عن طبيعة المجتمع التي تنظر لأي هواية غير الرياضة بعيون السخرية أو التندر ..ولا استطيع أن اقول ان تلك النظره تختفي أو انها محصورة بمجتمع العراق ولكن في تحديات حياتنا اليوم في العراق وجود مجهود في تلك المجالات دليل على أن هناك من يحاول التغير ويبحث عن سبل للحياة
الغرض من المقدمة أن امهدلتسائل لظاهره رافقت ذلك الانفتاح تتشخص في نسبة لا بأس منها من الاشخاص المحركه له وهي النخبويه في اللغة والتصرف والتفكير
, لما لغة الكلام في تلك التجمعات واللقائات صارت تتسم بلهجة نخبوية ؟؟ لما هناك حاجة أن تقوم بأشياء معينة وبأوقت وطريقه معينة هل الرسالة منها أنك شخص خبير ومتمكن وملم بالهواية أكثر من الأخرين أو على الأقل تستحق أن تكون صاحب الموقع القيادي فيها ؟؟
لا تتصور أن الكاتب لاتخرج منه طفرات يتكلم فيها عن هواياته أو مواضيع اهتمامه وكأنها مركز الكون ,,لايوجد صاحب هواية شغف بها لايسقط في حالة افتضاح السر والتصرف بطريقه مضحكه , قد تكون تلك ظاهره عامة لمن يحب السيارات او الاسلحه او الرياضه او حتى الملابس أو الطبخ او التقينات التكنلوجية لانها طاغيه كأهتمامات في مجتمعنا ,,لكن الافلام والكتب والشعر والاغاني والعلم والاقتصاد ..الخ من الاهتمامات الاقل انتشار لها ناسها ,احيانا يتصرفون وكأنها أهم شيء في العالم ..كلنا كبشر بكل الجنسيات لنا هذه الشطحه ..لكن هناك فرق بين أن تكون مهتم وأن تكون نخبوي فيها وان تحول أهتمام معين الى شعار نخبة ..الى متطلبات لدخول نادي الناس التي تملك أهتمام حقيقي يجعلها بشر وينتخبها لتكون صاحبة الرأي ونحن اهل الأستماع والاذعان
هناك أمور صغيره صارت تنتشر في من يشكلون نواة او جزء من تلك المجتمعات , فمثلا مواقع الادب والفن والثقافة يتكلم فيها الناس بطريقه كبيرة الكلمات حتى انك لتقراء خبر مفاده سيطرح فلم غربي جديد من اخراج فلان وانتاج وتمثيل فلان ستجده قد خط الخبر بصورة ملحمية ومستعملا انصاف اسماء وكلمات شعريه تترك افضل محب للأفلام حائر فيما هو الموضع ..او أن ينشر نقد ملحمي لفلم لن تقراء مثيل له في اي مجلة سينمائيه مختصه بل ان صناع الفلم لن يصوروه بتلك الملحمية بكلماتهم ..مع تهويل للأمور والابداع حتى أن كلمه جميل واحترافي تصبح مستهلكه ..ولابد أن تعود الى قاموس المورد للخروج بصفات اكثر اعجازية ..بل أن هناك استعلاء عن التعامل مع اخبار الافلام التجارية او الكوميديه لان حب السينما في تلك المجتمعات لايكون الأ للأفلام المظلمة والمأساوية والتي تثير الملل حتى تحس بالخجل لأنك تحب افلام أسماعيل ياسين أكثر من مأساويات السينما الايطالية الواقعيه أو أفلام الوجودية الأوربيه وتخجل لأنك مغرم بكابتن أمريكا اكثر من فلم مهرجان كان الأزرق اللون الاكثر حميميه 2014
..متى تحول فن الخيال والمتعه والترفية الى حالة مزعجة من الانفجار الثقافي ؟؟ ..ألأسوء أن تجد هناك خلق لنخبة من الأفلام فنشعر أن هناك ناس لا تشاهد الأ فلم هلا لوين لنادين لبكي من السينما العربية ..ولا أعرف هل لو شاهدوا هؤلاء فلم لمحمد هنيدي سيتحولون لرماد ؟؟
ولو مضينا لمجال النشاط الثقافي فمثلا لن تجد كتاب اكثر قرأئه لديهم من كتاب الخيمائي ,, لن تجد شخص قد قرر ان يقرا دايفيد كوبر فيلد او أن يطلع على كتاب خفيف بوليسي لأجاثا كريستي أو أرسين لوبين او ان يتصفح في قصص قصيره ..لا بد أن يكون اكلاتب سريالي وعميق ويكشف اسرار الحياة ولو حبذا يساري وملحد حتى المعرفه تتم !!
طبعا لا نريد ان نتكلم معهم في سياسه او ثقافه فنحن كلنا حمقى ولن نجاريهم في كلامهم ,,فحال أن تقول كلمه يجاوبك بقاموس اكسفورد ..وانت يجب ان تحدد ما أنت وما أنت معهم كحالة مستمرة ..فمثلا لو كنت مؤمن بمغامرات رجل الفضاء كرندايزر فأنت سواء قررت ان تكلمهم في تربيه الكلاب أو صبغ غرفه نوم او فلسفه ارسطو تبقى عباره عن مؤمن فضائي لعين متغيب في خرافه رجال كوكب فيغا وعبد لرمزيه المجتمع الذكوري للوحش كراندايزر مقابل تهميشه للأنا الأنثويه في البطله المسلسل الكارتوني وبالتالي أن لن كأنسان لأنك رجل ورمانسي وتؤمن بالابراج فلست أمين على تربية سمكه ذهبيه أو حتى نبته صبار
. أنت احمق وتحتاج ان تقراء كتاب كبير جدا فيه علم نفس وفلسفه لتفهم وتستوعب ,ووربما عملية قطع قناه الدفق لديك ستكون أكثر امان للبشريه للحد من أنتشار جيناتك في الجو !!
أنا لا أسخر من احد ولكن لا أفهم لما نحن محتاجين لتلك الطريقه ؟؟ لما هناك ناس تحرص أن تكتب تغريدات وتعليقات تظهرها في اوقات الحرب والحياة في العراق كأبطال الروايات ؟؟ هل هناك احد يتعاقد معهم لنشر قصصهم فيما بعد ؟؟ هل من يعبر عن مأساته بطريقه ملحميه شاعريه فلسفيه هو اكثر معانه منا نحن الهبل المسيرين بكلام الشارع والناس العادية ؟؟ هل كانوا الأمريكان والأرهابين يطلقون عليهم رصاص حي وعلينا رصاص صوت ؟
قبل يومين قرأئت عنوان ندوه حوارية استغرقت نصف ساعه لاحلل ماهو المقصود منه؟ لأول مره اجد من يتحاور بعنوان معقد ويطرح السؤال ويقدم النتيجه مره واحده ؟؟ على ماذا ستتحاورون لو كان الخلاصه في العنوان ؟؟ وبأس لغه سيكون مستوى الحوار ؟؟ هل سنفهمه ام سنحتاج لمترجم ليخبرنا ما يقول العقلاء ..
انا متأكد ان هناك ناس مثقفه وفنانه وعارفه بالفلسفه اكثر مني ومن كل من اعرفهم ..ولكن نحن اغبياء ونحن كثر ..نحن ناس نحب , نشاهد , نسمع , نقراء بحواسنا الخمسه وبربع مخ لان الباقي مشغول في البقاء على قيد الحياة والخلاص .. كنا مثلكم هناك في نفس المواقف لكن حقيقه الموت والدمار لم تتح لنا فرصه ان نطبع صوره خياليه لاحاسيسنا في تلك اللحظه ..والموت والدمار اليوم لايجعلنا عاشقين لصياغه ملحمه شعرية لتلك اللحظات …نحن مثلكم لكن اقل فلسفه ولانحتاج لنقراء دار املعارف البريطانيه لندرك ان القانون جيد والعنف سيء …
نحن مثلكم نحب العراق وقد ندمع لسماع أغنيه لكن لانحتاج أن نرتدي كوفيه ونمضي للمتنبي اسبوعيا ونشرب أرجيله ونحن نناقش مأساه فاوست لندرك أن اولطن غالي وحاله صعب اليوم ونحن مثلكم نعرف مشاكله وعلاجها ولكن نعرف حجم أمكانياتكم وامكانياتنا ونحاول ان نعمل بها
نحن مثلكم نحب ان نشاهد ونحتاج 10 دقائق لنفكر في هوايه سخيفه لتخفف علينا عبيء الموت والاحباط والعالم من حولنا ..فكلمونا بما نفهم ..انزلوا لمستوانا ..ربما ستجدونا اكثر تسليه وفهم مما تتصورون في اماكنكم العاليه فوق ومن تواضع لله رفعه