طريقان كلاهما تأسسا لخدمة المواطن المصري ، فالقادم من مدينة أكتوبر متجها إلي منطقة وسط البلد يعتلي كوبري “المحور” والذي يأتي أيضا من نفس المكان متجها إلي منطقة الجيزة وضواحيها يسلك الطريق الدائري ، فكلاهما أصبحا يستنزفان المصريين بشتى الطرق ” الوقت – المال- الصحة ” وكل ذلك يترتب عليه الكثير من الأضرار التي تصاحب ذلك الاستنزاف .
 
يحضرني المشهد المتكرر اليومي علي أول “طلعة ” المحور ، يبدأ المشهد ” زحام شديد وسيارات ملتصقة ببعضها البعض ، ظهور علامات الضيق والتذمر علي وجوه السائقين والركاب ثم رد الفعل المناسب لتلك المشهد الصوت العالي والمستمر “للكلاكس ” وكلٌ علي حسب صوت سيارته ، قد يكون هو رد فعل السائقين تضمانا مع الركاب أو قد يكون يهدأ من روعهم ، سيمفونية حية وفعالة تُعزف يوميا علي الأقل مرتين في اليوم “صباحا ومساءً ، تتحرك السيارة في بطء قد

تستغرق الساعة والنصف ساعة . 
ولكن ما هو السبب الحقيقي لكل هذه الزحمة؟
 

الكل يترجم بعقله أن هناك تصادم بين أحد السيارات المارة بسرعة 10,000ك /س 

وأيضا البعض يترجم بعقله أن هناك لجنة مرورية تقوم بحملة علي كوبري المحور للكشف علي الرخص أو قد تكون “كمين” لضبط بعض العصابات المُبلغ عنها من جهات أمنية مختلفة” 
ولكن الإجابة لا 
 شيء مما ترجمه عقل هذا وذاك ، نعم  هي تلك الإجابة الحقيقية لهذا السؤال . نعم لا شيء ، بعد مرور الكثير من الوقت المستنزف فجأة تجد الطريق في قمة نشاطه ، كأن شيء لم يحدث 
ويصل كل منا إلي عمله متأخرا مرهقا ويوقع عليه عقوبة التأخير ” خصم يوم/ أو نص يوم – وأضعف الإيمان في ذلك ” كلمتين من المدير يسم بدنك باقي اليوم “
 
أما علي “الطريق الدائري”
 
علي العكس تماما من نظيره ” المحور” سرعة فائقة علي الأرض تقابلها أبواب السماء المفتوحة لتتلقي ما يصعد إليها من أرواح بريئة ، مسافات بعيدة بين السيارة والأخرى وفجأة تجد كل منهما اصطدم بالآخر فأصبح من بداخلهم كومة من اللحم المطحون بالعظم .
 
أو يكون الاصطدام 
 نتيجة الطريق الغير مناسب للسير عليه ” الأسفلت “  
إلي متي ومصر واقفة علي تلك النقطة ؟
 
إلي متي والأرواح البريئة تصعد إلي السماء بدون أي وجه حق؟
 
هل ستنفك العُصابة عن أعين المصريين ؟ أم سنظل هكذا ؟
 إنها قذارة مسئولين وجهالة شعب