هل أنت من تدعي على الفيس بوك ؟

في مقالة حديثه لمجلة علم النفس اليوم نظره تحليلة الى ظاهرة تشويش الفيس بوك لطريقة تواصلنا مع الأخرين و ما بداء يخلقه من تأثيرات سلبيه على عقلية المستقبل , فهو يخلق بعد جديد مابين حالة الأنعزال والسكينة بعد نهار عمل متعب وحالة الأندماج المزعج الكلي بحالة تواصل اجتماعي , مسببا ماوصفته مقالة في  مجلة ستال العلمية (كوبلاند 2011 ) بحالة الاجهاد العصبي من عدم وجود فواصل للراحه فحالة التواصل المستمرة تخلق خروج من عالم العمل الى عالم الفيس بوك ممايجبر الشخص على أن يترك حواسه متيقظه بشكل متواصل بدلا من الراحه العقلية التي يوفرها التواصل العائلي أو الرياضة , القرائه , أي نشاط روحي أو أنساني يخفف الجهد العصبي للنهار .

من توابع الفيس بوك الحديثة مانقلته قناة البي بي سي في تقرير لها عن الأنطباع الشخصي لمستعملي الفيس بوك , فأخر دراسات جامعة هارفورد ناقشت أن الانطباع يتكون بخلاف المفهوم الشائع ( الانطباع العام للافراد هو حصيلة أنجذاب لمايعجبهم ومقرب لهم أيجابا و سلبا بتحامل ضد مايختلف أو يعارض ) ( ورقة في دورية هارفورد الاقتصادية عن بحث عالمي النفس سوزان فكس من جامعه برينستون وبيتر كليك جامعه لورانس حول الانطباعات المزدوجه ) الدراسة أشارت أن الانطباع يتكون من الموده و الكفاءة , أي احساس الفرد أن المقابل حسن النية ومحق المقصد ولديه الكفائه لتقديم الأدلة على ذلك ( توفر النية بدون اختبار فعلي في الغالب ) .فعندما نتعرف على شخص نتصور مبدئيا انه انسان جيد بمقايسنا ونقارن أدائه بمن نعرفهم أكثر مما نقارنه بأدائه بشكل شخصي .. فيتولد لدينا أنطباعين واحد ثنائي الأبعاد نحن والفرد والثاني ثلاثي البعد نحن والفرد والأخرون ..

ومن خلال ماتقدم عن الأنطباع نشأ ت مشكلتان تخص الأنطباع في الفيس بوك الأول أننا نملك أنطباع أن الأخرين أفضل حال منا ..ثانيا أننا نملك أنطباع عن ناس أنهم هم في الحياة كما هم في الفيس بوك ( خصوصا في حالة معارف  الفيس بوك فقط ) ..تقرير البي بي سي يناقش الأنطباع الأول بأن يتكون لنا أنطباع شخصي أن اصدقائنا لديهم شبكه معارف أكثر منا , هم أنجح عاطفيا منا , ورغم ان اللوغريثم الرياضي للفيس بوك يجعل أهل المعدل الأعلى والنشاط الأوسع اكثر تداولا على لائحه الأخبار لدينا ,فأن معدلات تواصلنا مع من هم أفضل منا  ماديا ومعنويا  متوافره في الفيس بوك مما يخلق بشكل لا أرادي حالة مقارنة مابين حياتنا وحياتهم ويشكل لدينا انطباع أننا نعيش اقل منهم وهم يعيشون افضل منا .. وافضل مثال هي حالة المقارنه مابين من يعيش في دول عالم ثالث  ومعارفهم في دول أوربا  مقارنة وصلت حتى تشكل لدينا مفهوم الداخل والخارج ومقارنة الرفاهيه  بمدى  حق التعبير السياسي في قضايا الحياة داخل البلد ,بينما لن تجد تلك الحالة في سكان الدول المستقرة فهم يميلون أكثر لتشجيع من هم في الخارج للتواصل وتقوية الجذور لأن مستويات المعيشه متقاربة و نشاطهم المادي لايترك أنطباع الرفاهية ولكن يحقق انطباع من نوع أخر أن الشخص خارج البلد أكثر حرية في الحياة والممارسة العاطفيه والروحية ويخلق نفس الأنطباع من ناحية معنويه أكثر مما هي مادية .

ولتحليل الأنطباع الثاني عن مانراه من الأشخاص في الفيس بوك وحقيقتهم في الواقع أجرت جامعه ميزوري دراسه تعتمد التعبير الوجهي بربط وجه المشاركين بمقياس للنشاط العضلي لتعابير الوجه وتركوهم يستعملون الفيس بوك فأكتشوا أن بداية الأستعمال كان المشاركين أكثر نشاط مقارنه بميل للتعبير السلبي وحالة ملل و انفصال تتزايد خصوصا مع محاولتهم لتحليل حقيقة المحيطين بهم في عالمهم الخيالي .. 
الأستعمال المستمر للفيس بوك يولد نوع من الأدمان وجاء في دراسة نرويجيه 2012 أن علامات الأدمان تتمثل في مستعمل الفيس بوك بكثره من خلال تبدل جدول الأولويات لديه , فتولد حالة من التهرب العاطفي من الحياة والمشاكل الخارجيه الى شخصيه ألكترونية تجعله يعيش وهم أن الفيس بوك عالم حقيقي لاشركة أمريكيه تديرها مؤسسة خاصة تتحكم بوجودها مقدرات مالية وأقتصادية وتقنية ,, وحالة عالم لايفنى ولايموت فهو لايكبر بالعمر ولا يخضع لحكم الأخرين على شكله ,حجمه , طريقة كلامه أو عاداته الأجتماعية ..هو طليق اللسان قد يختبيء خلف أسم وهمي أو قد يستغل مايتوفر لديه من ألأيات حماية ليعبر لمن يريد عما يريد .. مع أنشغال مستمر بجوده مايكتبه ونوعيته ودمج وهم الوجود مع الحقيقة ,,فتصبح له منازلات وجدالات وقضايا ومجاميع .. وخصوصا لو تبنى شخصية بقضايا يستطيع منها بشكل لاواعي أن يعبر عن أحباطه اليومي ,فربما أغنيه لن تعجبه في المذياع تتحول لدية الى تصريح عميق يندد به بالظواهر الأجتماعية أو بصعود الطبقات الأجتماعية وتداخل الثقافات , ربما عدم توفر الطماطم في المتجر تتحول لديه الى تصريح عنصري أو كاره ..
وهنا يتولد لدى من يحتك به أنه أقدر على الخلق  عما هو في أرض الواقع , فهو أسير ألية الأنطباع الموده والكفائه ومايوفره الفيس بوك من مساحه لعمل فوتشوب للشخصيه توفر الأرضية لنعيش وهم تلك الشخوص وأن يعيشوا هم وهم أنطباعاتنا فيهم وقد يوفر له حل للتعبير عن أحباطه في حياته العاطفية والتي يزيدها أصدقاء الفيس بوك احباطا , فيتبعه ويخلق منه كيانا وقد يدخل معه في أراء ويتفرع عنه الى مدرسة فكريه مستقلة فتجد حالات الكروبات التي تتشابه بالاسماء وتجد أن مديريها كانوا في الأصل في كروب واحد وتفرقوا منه ليمارس كل منهم كيانه , ومنهم من يدخل في تنظيم وتشبيك ويتصور انه تحول لقوه وكيان , بينما الحقيقة أن مجرد أنطباع متولد من أنطبعات الأخرين المغلوطه عنه في نفس الشبكة
أن  أدامن المستعمل لشخصيته يجعله يعاني من نوبات قد تكون مفهومه لو تعرفنا على بيئته الخارجية ولكن تبدوا وكأنها نوبات من التناقض وتبداء بكشف جانب مظلم من شخصيه المقابل الالكترونية , فهو لايحمل الموده التي تصورناها وقد تكون له أجنده لانعرفها فيتولد لنا مراحل الصدمه  ,الاحباط , الانكار , الأيمان والتسليم .

تنصح كل التقارير بأجازه من العالم الديجتل والتركيز في الحياه العادية ,, ربما سيخف الضغط وربما سيكون تأثير التقنيه علينا أخف مما نتصور  وقد نعود لأستعمال نشط وايجابي في ظل المنطق .. ويبقى السؤال هل نحن من ندعي على الفيس بوك ؟