الكلمات تبقى لها قوتها على الدوام ، كلمات تجعل المعنى وسيلة ، وهي تصريح بالحقيقة ، والحقيقة ان هناك خطا عظيم في البلاد “جميع البلاد دون تحديد” من قساوة وجور وتعصب واضطهاد …

 وبينما كانت لنا حرية الاختلاف والتفكير والتكلم بما نراه مناسبا ، فالان لدينا تعتيمات وانظمة مراقبة تطوق انسجامنا وتحث خضوعنا ، كيف حدث هذا؟؟ ومن الملام؟؟ طبعا هناك المسؤولين الملامين اكثر من غيرهم ، ولكن مجددا وحتى نقول الحقيقة ، لو كنا نبحث عن المذنب  فكل ما علينا هو النظر بالمرآة …

اعلم لما فعلنا هذا … لاننا كنا خائفين ….

من لم يكن ليخاف؟ الحرب ، والارهاب ، والوباء ، والعديد من المشاكل التي لا حصر لها ، ومن الامثلة ما فعله هتلر بان وصل الى الحكم ثم قضى على جميع معارضيه ونصب نفسه قائدا للامة “الفوهرر” وعلى شاكلته موسيليني في ايطاليا وفرانكو في اسبانيا ، مع انهم كانوا قد اعطوا شعوبهم الكثير ولكن كان الثمن الذي دفعته هذه الشعوب مقابل الخيرات والثروات التي استمدوها من انظمتهم هو فقدانهم للحرية، وانما اعدت هذه المشاكل لافساد رجاحتنا وتجريدنا من منطقنا.

… “الخوف”…..

افضل ما لدينا ، وفي خضم ذعرنا اتجهنا الى بر يوصلنا الى الامان وهي الانظمة والحكومات … وعدونا بالنظام والامن وكل ما طلبوه في المقابل كان اذعاننا الصامت المبرم … ،

فالنظام السوري نموذجا … منذ سنوات وهو يعتبر قلب العروبة النابض ، الحامي والمدافع عن العروبة ، ولكن باول تهديد لزعزعة استقراره قتل وحرق ودمر واغتصب ، لا باعدائه بل بالشعب الذي كان السبب في وصوله الى مركزه ، وكان هذا مقابل مطالب شعبية واكبرها “الحرية” وهي سهلة باعطائها للشعب لكنها صعبة باخذها من قبل الشعب ، وكما قال رونالد ريغان “ان الحرية احد اعمق وانبل مطامح الروح البشرية” والحرية هي فكرة ، وقوة الفكرة بكونها لا تموت ، وقد يموت الكثير من الاشخاص في سبيلها لكنها ستبقى خالدة حتى الحصول عليها ، ونذكر قصة جاي فوكس الذي حاول حرق مبنى البرلمان الانجليزي في الخامس من نوفمبر عام 1605 من اجل قتل الملك واعضاء البرلمان وتنصيب الاميرة اليزابيث ملكة على البلاد ، ولكنه فشل وتم اعتقاله واعدامه …

لكن في كل سنة يحيي البريطانيون يوم الخامس من نوفمبر من معارضين ومؤيدين للفكرة ، والمهم ان بعض المقربين منه اكدوا ان ما فعله هي مؤامرة … والمؤامرة لا تنسى او تقتل او تعتقل بعكس الرجل …… وهذا ما اريد ايصاله الى جميع الشعوب العربية عامة والشعب السوري خاصة ، انه مهما كانت الخسائر من رجال ونساء واطفال وشيوخ فاننا سنصل يوما ما الى ما نسعى اليه وكما قلت فان الفكرة لاتنسى ، ونحن لن ننسى الحرية والتحرر من الخوف فهي اصغر حقوقنا كبشر.. وللذين يقفون في طريقنا لتحقيق هدفنا “الحرية” تذكروا ما قاله ابو العتاهية:

اما  والله  ان  الظلم  لوم ،،،،، وما زال المسيء هو الظلوم

الى ديان يوم الدين نمضي،،،،،وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في الحساب اذا التقينا،،،،،غدا عند الاله من الملوم

ويوهمنا الغرب بانه مع انتشار الديموقراطية في العالم اجمع ولكن كيف ونحن لم ننل حريتنا التي هي اصغر حقوقنا….كيف وقد يجلس شخص متخلف على كرسي الحكم في سوريا مثل بشار الاسد وهو ضد رغبة الشعب … اليست الديموقراطية ان تختار الشعوب حكامها؟؟ اليست الديموقراطية بترك الشعوب تختار مصيرها؟؟ كيف هذا ودول الغرب هي من تتحكم في دولنا؟؟ اليست روسيا هي من تتحكم في بشار الاسد؟؟ اين الديموقراطية التي تريدونها؟؟ ماذا فعلتم لنشر الديموقراطية في دولنا؟؟…وانتهي بمقولة احمد بن نعمان:”لا ديموقراطية في البلاد العربية بدون استقلال وحرية”!!