يادمعة المساء أشرعت لك نوافذ قلبى فانسكبى مطراً أسوداً بلون مساءات الوطن البائسة.

ياحمرة القان تلونين الشوراع ؛تلونين الجدران؛تلونين الأَسِرة البيضاء….يا حمرة القان تخضبين الكون شفقاً باكياً يغفو فى قلبى.

يا شهقة موت تحشرجت بحنجرتى؛يا صرخة حٌبست بأحشائى لتوقظ من مرقدها عويل الرياح وتورق مدامع الكون فى أحداقى غيوم.

أيلفك بياض الأكفان يازهر بهى وأتدثر بأسمال الحزن السرمدى؟

بأى ذنب قٌتِلت يازهر البستان ..أيواريك التراب يازهر الياسمين ياعبير الأقحوان؟

مضرج قلبى بدمائك يالب الفؤاد يالب الجَنان.

يارصاص الغدر ليتك أعمى فأخطأت الطريق قبل أن تٌطفىء فى عيون العمر ذياك البريق.

بأى ذنب قٌتِلت يافلذة الأكباد يافرحاً ودمعاً انثال على صدر البلاد؟

أيتها اليد التى قدحت الزناد ألم تبصرى ظلى حوله فتستحين من دمعى وألمى ونحيبى؟

بربك كيف تجتثين النور من عينى وتتركينى من بعده ضريرة..

بربك كيف تقتلعين الروح من جسدى لأمضى بقية العمر ألثم جبين الموت كى تطوينى الحفيرة..

أخبرنى يافلذة كبدى أتريد شربة ماء..أتريد قطعة حلوى ..أومىء بعينيك ياصغيرى.

بترت أرجل الفوضى الماجنة بغرفتك ؛كتبك ودفاترك حتى فراشك الوثير ينتظرونك.

بالله قم لمن سأزغرد وأهندم لباسه يوم عرسه وأقول هذا ولدى الصغير صار شاباً يافعاً تغار الشمس من وضاحة طلعته ويخجل الزهر من افترار ثغره..ياأرض احتضنى خطواته برفق كما احتضن قلبى خطواته الأولى.

ولدى سيصير أباً وسأصير جدة سأحمل أطفاله على كتفى وأروى لهم أقصوصاتى لطالما كانت تٌعبد للنوم طريقاً إلى أجفانك فى هدوء ياصغيرى…سندريلا والشاطر حسن وبنت السلطان.

آواه لم تترك لى سوى أقصوصة واحدة أرتلها فى خشوع على مسامع العابرين من كتاب الأسى.

شاب مٌثقل بالأحلام كان دوماً يحدثنى عن حرية سجينة وعدالة سليبة وحقوق مٌهدرة على أرصفة وطن..وطن لا كرامة فيه للفقراء فما أرخص دمائهم..وطن يزهر أديمه لحوداً لشبابه يرقص فوقها الطغاة والمأجورون.

ودعتنى ذات صباح بابتسامة عريضة لتٌسرع بك الخطى نحو الموت.

أى يد بعدك ستحملنى بعدما تأكل وتشرب السنوات من جسدى ؟

بالله قم ياقرة العين لا تتركنى فريسة بين مخالب الوحشة ؛لا تصلبنى على أرصفة انتظار من فراغ ؛أتشمم عطر ثيابك وأحشوه فى وسادتى؛لا تغرس جرحاً يتكاثر فى أعماقى.

بالله ياعزرائيل ألم تنبت فى عينيك دمعة وأنت تقبض روحى من جسده ؟

يامن تحيى العظام وهى رميم اسكب روحى فى جسده وابعثه من جديد أو انضج فجاجة الصبر فى صدرى لأعتصرها خمراً فأشرب حتى الثمالة.

رُفعت الأقلام وجفت الصحف رٌفع كتابك ياقرة العين بعدما تخضب السطر الأخير بالدمع والدم”الموت فى شرف خير من العيش فى مذلة”

فنم قرير العين ياقرة العين ياثمرة الفؤاد فما عند الله خير وأبقى فلا نصب ولا وصب.

نم فى حواصل الطير الخٌضر ترد أنهار الجنة حيث تشاء وتأكل من ثمارها حيث تشاء وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش..فانعم بضحكة الرب والحديث إليه كِفاحاً دون حجاب واهنأ بالحور العين.

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ 169 الاعراف

ربى افرغ علىَّ صبراً وألحقنى به فى دار النعيم.