حينما تعبث مع الشيطان فلا تتوقع أن يكون هُناك فرصة للتفاوض – و حينما تبحث عن الحيوان و القاتل بداخل كُل إنسان فلا تتوقع سوى أنك ستجده.

كتب كلمات رائعة ذلك الشخص الذي أتبنأ له بمُستقبل صحفي باهر بجوار عمله كطبيب – محمد أبو الغيط سلسلة من مقالات الرائعة التي تحتاج من القيادات أن تقرأها و لكن السؤال الأكثر صعوبة يظل:  هل تقرأ القيادات؟!

هو هذا السؤال!

هل تستطيع القيادات القراءة من الأصل؟

تحدث أبو الغيط عن الكثير و الكثير من تجارُب العُنف و العُنف المُضاد في كُل الدول التي سبقتنا في تلك التجرُبة المريرة مرة أُخرى يُخطئ هذا الرائع حينما يتخيل أن قد نظرنا في تجارُبنا نحن قبل أن ننظُر في تجارُب الآخرين – تحدث عن لُبنان و الجزائر عن أيرالندا الشمالية و الحزب الجمهوري و ما حدث هُناك من دماء لا يستطيع أحد أن يُحدد بدقة حجمها تحدثعن جنوب أفريقيا و عن أكُذوبة التغيير السلمي هُناك و يبدو أنه أسرف في الحديث حتى انفض كُل المُستمعين من حوله و لكن و هل كان هُناك أحد القيادات يستمع.

لماذا ينجح الغربي بهذه السهولة و ينجح أبناء الشرق الأقصى بهذه السهولة و لا ينجح على الإطلاق أبناء الشرق الأوسط اللهُم إلا في الشوفينية و العصبية المُزيفة – الإجابة أنهم هُناك يقرأون يستمعون يُناقشون يتحاورون – و عشان مش عاوز أقلب مُفيد فوزي هقول من الآخر إنهم هناك مش لازم تبلُغ من العُمر أرذله عشان يبقى ليك صوت كما أنه مش لازم إنك تأفور في كُل حاجة و تحرك خيالك الأدبي في مقالة صحفية من المُفترض إنها مُجرد نقل لأخبار أو تحليل لأخبار, يعني هناك مُمكن تلاقي أوباما و هو مروح من ألمانيا بعد ما خلص تجسس عليها ماسك كتاب في إيديه و عمال يقرأ و غالباً هتلاقي فريق من المُتخصصين بيقدموا ليه تقارير عن أهم الحجات المكتوبة و أهم الأراء اللي طلعت من المؤتمرات و الندوات – إحنا بقى عندنا المؤتمرات و الندوات بتبقى فُرصة إننا ناكُل و نشرب ببلاش و مُمكن نطلع بسبوبة منها.

كُل إنسان فينا جواه قُدرة على التحمُل يعني مثلاً أنا كُنت أعرف شابا أنيقا و مُهذبا و صحته حلوة أوي كان دايما من البيت للنادي و من النادي للبيت و جيم بقى و ألعاب قتالية و شُغل عالي و كان عريض المنكبين شلولح آه و الله زي ما بأقولك كده المُهم الشاب ده كان من الصعب أوي إنك تستفزه لأن عضلاته كانت صناعة ألمانية و أعصابه كانت صناعة إنجليزية لكن و مع ذلك مرة أتنرفز عشان اتنين من البلطجية حاولوا أنهم يثبتوه عشان ياخدوا منه موبيل نوكيا معفن من أبو شريحتين الحصيلة كانت إنه أتعور صحيح بمطواة بس واحد من البلطجية بيتحاسب دلوقتي بالعدل السماوي و التاني مش بيعرف يتحرك.

أوعى تكون فاكر إنك إنسان مُسالم و غلبان و مالكش فيه إنت كمان جواك نفس الشخص القادر على أنه على الأقل يحارب عشان خاطر حاجة مُهمة في حياته زي الراجل الكبير اللي صحيح أتعور جامد و هو بينقذ إبنه من معركة بالأسلحة البيضاء إلا إنه أتجنن على شوية البلطجية و عرف يعمل معاهم السليمة و إبنه كمان لما شاف دم أبوه أتجنن عليهم أكتر و أتنين بس قدروا إنهم يواجهوا خمسة بلطجية.

البلطجي مش قوي أوي بالضرورة… القوة بتاعته جاية من الحكايات الأسطورية اللي بتتحكي عنه لكن في حقيقة الأمر هو غالباً بتكون المُخدرات و الكحوليات خلته مالوش لازمة لكن لازم نعترف إنه بيمتلك جُرأة و شجاعة و سُرعة لكن قوة بدنية مثلاً زي جون سينا أو أندر تايكر للحسن الحظ لأ.

الكلام اللي فوق ده كُله كان مدخل عشان أقول إنك مُمكن تفتري على واحد مرة و أتنين و تلاتة لكن أكيد في مرة من المرات اللي إنت عمال تعد فيها دي و فرحان بنفسك ممكن الشخص ده يقرر إنه جه وقت المواجهة و دي معناها إنه خلاص مش بيخاف و معندوش حاجة يخسرها – يعني من الآخر هيموت مثلاً مش فارقة المُهم إنه هيأذيك كتير أوي أوي قبل ما يموت و ده اللي ناس كتيرة زي الأخ البرادعي إتكلم عنه بصورة مُنمقة و أكاديمية و هي إن العُنف هيكون ليه رد فعل و مُمكن يكون رد فعل أقوى من فعلك نفسه و نبدأ نُخش في دوامة الدم الي هي أصلاً مش بترحم و محتاجة إنها تكون تحت السيطرة إلى حد ما و السيطرة الوحيدة على الدوامة دي هي أيه تخيل!!!! العدل إن يكون فيه عدل في البلد إن اللي يغلط يتحاسب إنما لو غلط واحد بدقن يتفشخ و لو غلط واحد بيغني تسلم الأيادي يبقى مفيش مُشكلة.

في البداية مش هيبقى فيه مُشكلة لأن الغِل و الكراهية لسه موصلتش للكُتلة الحرجة و كمان حُط معاهم الرغبة في الثأر و غالباً الثأر هيكون من المُجتمع اللي كان واقف بيتفرج و كان سعيد و فرحان و فيه ناس بتموت من الطرف اللي هو ضده و تبدأ تستمر دوامة الدم إلى مالا نهاية, الكاتب الصحفي محمد أبو الغيط بأسلوبه الأدبي المُتميز كان بيحاول يقول تعالوا نختصر كُل الأحداث الدامية القادمة و نُقعد و نتكلم و نوصل لحل لكن للأسف المسعورين فقط هُم من لهم حق الحديث