هذاالمقال ليس سخرية من أحد ولا إستهزاء بدولة و إنما محاولة لرثاء تجارب سياسية تحدثنا عنها ، فمنتجربة ماليزيا التي نادينا بها في عهد مبتارك إلى تجربة تركيا في عهد مرسي الى تجربة رومانيا في عهد السيسي الى بشائر تجربة موريتانيا العظمى في ختام عهد السيسي كما أخشى ، عن نفسي لا اظن السيسي غبي بما فيه الكفاية لكي يرشح نفسه للرئاسة لأنه لن يقوم بعد تحصين وزارة الدفاع و منحها حق هو الاكثر غرابة في تاريخ دساتير مصر حينما يكون تعيين وزير بموافقة قادة الوزارة كأنما هذا لن يقود لإستحالة العزل لأن التعيين مستحيل فالعزل تحصيل حاصل ثم يرشح نفسه للرئاسة و يضع نفسه تحت رحمة وزير دفاع جديد خصوصا ان منصب الرئيس سيكون خاصماً من رصيده بشكل كامل ، التالي محاولة لرثاء تجربة ماليزيا التي وصلت لتجربة موريتانيا !
..
* في أغسطس 2005 قام الجيش الموريتاني بخلع الرئيس الديكتاتور معاوية ولد طايع من حكم البلاد إبان وجوده بالسعودية و تشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد في مرحلة إنتقالية تليها إنتخابات تعهد إعضاء المجلس العسكري بعدم خوضها ، إنتهت الفترة الانتقالية في مارس 2007 عبر إنتخابات رئاسية قادت إلى الحكم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الوزير السابق بنظام معاوية ولد طايع ليبدأ فترة حكم مرتبكة مع الجيش و مع الشعب كذلك.
* طيلة فترة مارس 2007 – أغسطس 2008 كان الصدام بين مؤسسة الرئاسة الموريتانية و الجيش علنياً فالرئيس له قرارات تثير الغضب كالافراج عن متشددين إسلاميين ضمن التصالح مع من يلقي السلاح و تدخلات الرئيس بحكم منصبه في شئون الامن القومي للبلاد و الجيش و العديد من الامور الاخرى ، كذلك كانت المشكلات السياسية الداخلية متوافرة بحكم الصدام بين القوى التي لم تنجح في إنتخابات الرئاسة من جانب و الرئيس من جانب آخر بالاضافة للمشكلات الداخلية و التصدع في جانب الرئيس مما قاد يوم 4 أغسطس لانهيار التحالف البرلماني الداعم له و دفع للتشجيع على القيام بإنقلاب عسكري إستبقه الرئيس بإقالة اعضاء من الجيش و الحرس الرئاسي لكن كان الوقت قد فات ليبدأ الانقلاب.
* قام الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد حرس الرئاسة و الجنرال محمد ولد الشيخ محمد بالانقلاب على الرئيس المنتخب ولد الشيخ عبد الله و انتهى اليوم بهدوء عاصف في نتائجه باعتقال رئيس الجمهورية ووزير الداخلية و آخرين ليعلن الجنرال ولد عبد العزيز البيان الشهير رقم 1 ضد النظام المنتخب صانعا انقلابا جديداً في تاريخ الجمهورية البائسة ، يوم 7 أغسطس كان بيان قادة الانقلاب العسكري في تأسيس المجلس العسكري الانتقالي من 11 جنرال يرأسهم ولد عبد العزيز ، طيلة الفترة من أغسطس 2008 إلى يوليو 2009 تمت عملية تدعيم سلطة الانقلاب و قوة محمد ولد عبد العزيز لنصل الى 2009 و إنتخابات الرئاسة.
* في يوليو 2009 نجح ولد عبد العزيز في إنتخابات مشبوهة ليصير رئيس إنقلابي شرعي مشبوة و الى اليوم يبقى الحال على ما هو عليه د لا يتوقف و حقوق انسان لا تعود للظهور من جديدو ىمال بنظام تعددي إنتخابي إنتهت على حجر الانقلاب مع ركون الحكم لعدة مظاهر قوة من سطوة كبرى للرئيس و إعادة بناء ملامح دولة معاوية الى نفوذ عناصر نظام جديد- قديم أعيد إحياؤه منذ عهد ولد الشيخ عبد الله نفسه وعلى الديموقراطية اللجوء لله !
..
اليوم تخرج صحف القاهرة بأن السيسي سيترشح و انه حسم أمره و ينتظر توكيلات مليونية للتأييد !
بهذا تكتمل الصورة فتجربة ماليزيا سيئة و تجربة تركيا أسوأ و تجربة رومانيا غير مرحب بها في بلد مسلم فلا يتبقى لنا إلا تجربة جمهورية موريتانيا العظمى خير منارة و مرشد لمصر في طريقها الديموقراطي الجديد المُطعم بعناصر الحزب الوطني و رجال امن الدولة الذي بعضهم تحول لمذيعين -أحمد موسى نموذجاً- و جنرالات الاعلام المرتبطين بحملة الاخ شفيق و الاخ موافي -الجنرال لميس نموذجاً- و غيرهم من رجالات و نسوة الساعة !
هذا بلد فيما يبدوا نسي أن مشكلته بدأت بتغيير نظام حكم دون ان يمتلك بديل يوم 11 فبراير 2011 ليبدأ صراع الورثة بين الجيش و الاخوان و تم حسمه بأصوات الشعب للإخوان ثم بفشل ذريع تصاعدت التظاهرات الى مليونية 30 يونيو التي تلاها حسم المؤسسة العسكرية للحرب بإنقلاب عسكري يوم 1 يوليو أكدته يوم 3 يوليو ثم تُجهز الان كما نسمع لتدعيم سطوتها عبر السيسي و كما رأينا تدعم حكمها بدستورهم و قوانينهم.
إن حكومتنا الرشيدة و هي تستلهم تجربة موريتانيا قد حققت طموحات هذا الشعب فإلى الامام يا سيسي توكل على الله فتجربة موريتانيا العظمى منيرة و نحن لسنا أقل من نواكشوط !
على بركة الله إغرقي يا نورماندي تو !
للتواصل مع الكاتب : https://www.facebook.com/mahmoud.arafat.7503?ref=tn_tnmn
7 تعليقات على إنطلق يا سيسي فمصر ليست أقل من موريتانيا العظمى !
على طريقة حمدى أحمد فى فيلم القاهرة 30:
هننزل درجة.. هننزل درجة..
هكذا نفعل!
تحياتى للأستاذ محمود عرفات.. ودعائى لوطننا المعذب بنا “مصر”!
لاتزال تكتب ضد التيار يا محمود! ظني أن مقالا بهذا المعنى سيجلب قدرا من الغضب على قلمك…
قبل أيام مرت عيني على مقالة بعنوان “نعم للحاكم العسكري, لا للحكم العسكري”! وكأن المصريين ناقصين المزيد من الغموض والمواقف الرمادية…لم يدرك البعض بعد أن المصريين في حال لا تسمح بتسويات معلى شاكلة ما كان يخرج به دكتور مصطفى الفقي أيام حكم مبارك…
مهما يكن…تبقى الحالة المصرية المتمثلة في أيقنة الأشخاص…نحن شعب يعرف كيف يصنع أيقوناته ويقدسها بحق…مودتي
أعجبتني الجملة الأولى “هذاالمقال ليس سخرية من أحد ولا إستهزاء بدولة و إنما محاولة لرثاء تجارب سياسية تحدثنا عنها” ليس كوني شخصيا (تحتها خط) أعتبرها توضيحا للبس قد يحدث، إنما قد يراها بعض الغوغاء كذلك، على العموم ما ذكرت عن موريتانيا الا الصواب ، فنحن نرفل في نعمة الإنقلابات منذ 1978 للأسف وفي نقاش مع بعض الشباب قلنا أن التجربة المصرية آيلة الى نظيرتها عندنا، حكم للعسكر وبعض من أشباه المثقفين في جوقة تصفيق ومديح للحاكم العسكري وفي النهاية لتذهب الديمقراطية الى الجحيم.
عوضكم الله خيرا مما ابتلانا به
___
بالود
للأسف هناك من يقدسون اليمقراطية كأنها هى التى ستأتى بالخير لبلدنا
الديمقراطية ما هى الا اختيار الشعب لحاكمه ولبرلمانه والحاكم بدوره يقوم بادارة شئون البلاد ورعاية مصالح الشعب
الديمقراطية وسيلة وليست غاية
لم كل هذا الهجوم على الجيش وعلى المؤسسة العسكرية
ماذا فعل الجيش ليهاجم كل هذا الهجوم ومن المستفيد من هذا الهجوم
ماذا رأيتم من الجيش حتى تهاجموه كل هذا الهجوم
ويل لشعب قام بنصف ثورة / الثورة المضادة لاترحم – اسألوا التاريخ !
كنت كتبت تعليقاً على هذا المقال والآن غير موجود .
هل من سبب لحذفه ولماذا ؟! أرجو ان يُجاب على سؤالي .
مع تحياتي .