تحديث: تم نشر المقال بتاريخ 16 يونيو 2014 و قمت بتحديث ميعاد النشر أكتوبر 2014 و تاريخ النشر و التحديث موجود بالتفصيل لدى إدارة الموقع .

..
تحديث 2:
رداً على تلفيق شبكة ناصر تهمة سرقة المقال المضحكة :
http://ar.mideastyouth.com/?p=45237
..

لو تكلمنا في أي مجلس يضم “مثقفين” عن حادث الجُندي سليمان خاطر سنجد مجموعة من المعلومات  كأن يُقال أن الجندي كان حارس لنقطة حدودية مع اسرائيل و رصد جواسيس فأطلق الرصاص عليهم (و احيانا رصد جاسوسة عارية فقتلها من باب الشطة الصحفية) و أن الدولة بدلا من مكافأته على حماية أسرار مصر (التي يمنحها مبارك بإنتظام وقتها لإسرائيل) سجنوه ثم قتلوه !
الكوميديا دوماً هي فعل أو قول يثير الضحك حسب التفسير البسيط فلو جعلنا الفعل او القوم دون تخصيص فيكون السابق كوميديا حقيقية ، هؤلاء “السبوبجية” من أهل (ام الرشراش مصرية) و من أتباع (لا لا لا كما قال عبد الناصر) و من قوم (ضد الصهيونية و الامبريالية) كلهم يرقصون على أنغام السبوبة القومجية و العروبجية و الصمودجية و لو جاء لا قدر الله صعلوك  مثلي كل مؤهلاته انه يقرأ و يقوم بالتحضير قبل الكلام ليقول لهم أن هذا كله هراء لا يمت للحقيقة و أنتم تتسببون في تجهيل البشر نرى جوقة المطبلين تقول لا نسمح مطلقا  بالتطاول على أساتذة كبار و مناضلين عِظام مثلهم ليستمر التجهيل الى أن يجد أحد حملة الطبلة نفسه في موقف محرج في منتدى دولي حينما يضحك عليه الناس بعدما يتكلم ، حادثة سليمان خاطر جزء من هذا و مثال فج لا يقل عن نكتة مصرية أم الشراش !
سليمان خاطر خالف الاوامر و قتل بلا مبرر بل و قال انه فعل هذا بدون قصد و الشاهد الوحيد على كل هذا هو سليمان خاطر نفسه لأنه ببساطة لم يكن هناك جندي اخر حاضضر للواقعة برؤيا العين .. سليمان خاطر قضية خاسرة لو تريد الدفاع عنها .. مؤسف أن هذا الجندي حولوه لبطل فقط لأن ضحاياة السبعة الذي منهم 4 أطفال و أسرة كاملة إسرائيليون !!
عيب !!
..

-1- أين وقعت الحادثة؟
على خلاف المتداول لم تقع الحادثة عند نقطة حدودية عند خط الحدود الدولي 1906/1979 بل حدثت في منتجع رأس برقة الجبلي بمنطقة نويبع أي بمسافة تزيد عن 30 كم من الحدود و بعد مسافة من الحواجز الخاصة بالشرطة و الامن المركزي و نقاط الحدود فالواقعة في منتجع ملئ بالسياح المصطافين مرتدين ملابس السياحة و على مسافة من خط الحدود الدولي ، الحادث وقع بمنطقة جبلية معدة للتخييم بشكل منتظم و التسلق كذلك و لها صفة سياحية معروفة ، الفكرة أن الايحاء بكون مقر الحادثة نقطة حدودية هو الايحاء بأن الضحايا متسللين او عملاء و هو المقصود بالكذب لكن لو قلنا منتجع سياحي فهنا فكرة التجسس ستنخفض خاصة مع كون نقاط المقار العسكرية بالمنطقة ج كما هو معروف محروسة جيداً و لا تضم بالواقع اسراراً و قريبة  لمراكز القوات الدولية ، فالكذب يبدأ من مكان الحادث بهدف تعميم فكرة التسلل و التجسس و الغاء حقيقة من هم الضحايا.

مكان الحادث تماماً و به منشآت سياحية "قرية بساطة" تم إنشاؤها 1986

-2- من الضحايا؟
الضحايا مجموعة من السياح الاسرائيليين كانوا في عطلة بمنتجع رأس برقة منذ 48 ساعة سبقت الحادثة أي انهم كانوا لمدة 48 ساعة قبل الحادثة أمام الجنود بتلك البقعة ، شاء حظهم العاثر أن يكونوا قرب كوخ خشبي يقوم عليه جندي نصف جاهل تعليمياً لظروفه المؤسفة محشو بشائعات و ضغوط (كما سنوضح لاحقاً) مستفيدين من سماح مصر للسياح الاسرائيليين بدخول جنوب سيناء دون التقيد بإجراءات دخول الاجانب التقليدية و بدون تأشيرات مسبقة ، الضحايا هم:
قاضي اسرائيلي و زوجته و ابنتهما (10 سنوات).

القاضي Hamman Shelach و زوجته Ilana Shelach و ابنتهما Tzlil Shelach ، من ضحايا حادث رأس برقة عام 1985 حينما قام الجندي سليمان خاطر بقتل 7 سياح منهم 4 اطفال بمنطقة رأس برقة السياحية

عالمة إجتماع  بجامعة القدس و ناشطة بحركة السلام الآن (إبنتها الوحيدة الباقية على قيد الحياة بعد حماية امها لها بجسدها) .

أنيتا جريفل أستاذة الاجتماع بالجامعة العبرية بالقدس التي قتلها الجندي سليمان خاطر أثناء رحلة سياحية بسيناء هذه المسكينة قتلها الجندي المضطرب سليمان خاطر ضمن 7 سياح بالمايوهات بمنطقة سياحية في أكتوبر 1985 ، الطفلة بالصورة كانت معها و لولا ان الأم حمت ابنتها بجسدها لماتت هي الأخرى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثلاثة أطفال (طفلين 10 سنوات و طفلة 13 سنة) .

من اليمين إلى اليسار: ديانا باري 10 سنوات ، عوفري توريل 13 سنة ، أمير باوم 10 سنوات .. من ضحايا حادث رأس برقة اكتوبر 1985 حينما قتل الجندي سليمان خاطر 7 سياح منهم 4 اطفال في منطقة سياحية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

..

-4- هنا نقطة مرتبكة غير واضحة فالحديث عن جندي حراسة ذُكر إعلامياً أنه تم قتله بيد سليمان خاطر حينما حاول منعه من قتل الضحايا و الى هذه اللحظة بعض المواقع الانجليزية و العبرية تذكر هذا الموضوع ،  لم يتم تعميم الامر لاحقاً بل تعمد كل المتحدثين الصمت عنه دون إنكار او تاكيد وقتها و لم تذكره التحقيقات المعلنة من النيابة العسكرية على الرغم من أن بيان الحادث الاول ذكر هذا ثم تم اغلاق الحديث عنه ربما حتى لا تنكسر فكرة “”بطل سيناء”" و يبين كجندي لسبب ما فقد اعصابة و قتل ابرياء و معهم زميله.

* من هنا نجد أن الضحايا لكل ذي عيني مدنيين و ليسوا عسكريين ، سياح و ليسوا جواسيس ، معهم اطفال و ليسوا مجموعة من رجال البذلات السوداء ، و ربما لو تم تأكيد الامر فأحد الضحايا جندي قتله القاتل عمداً و تم السكوت عليه من الجانبين فالحكومة لا تريد أي إشارة لعصيان و عنف بين الامن المركزي و المنتفعين من أسطورة خاطر يريدون ارتزاق على أسطورة البطل المغوار الذي قتل الجواسيس فقتلته الدولة !
..
-3- كيف وقعت الواقعة؟
أ- في الخامسة عصراً يوم السبت 5 أكتوبر 1985 تولى المجند سليمان خاطر نوبة حراسته في كشك عسكري تابع للامن المركزي بالنقطة المكلف بها مع رفاقه من 24 فبراير 1984.

ب- في الرابعة و النصف عصراً بدأت مجموعة من السياح المدنيين الاسرائيليين تسلق القمة و كانوا وصلوا للسياحة يوم 3 أكتوبر.

ج- بالخامسة (بعد غروب الشمس عن المكان الجبلي حسب وصف الجنود) انتبه لوجود المجموعة التي كنت انتهت من التسلق و تسير باتجاه الكشك فطلب منهم الوقوف إلا انهم لم يتوقفوا لكونهم راغبين في عبور كامل التلة.

د- فجأة قام سليمان خاطر و هو يرى بوضوح انهم نساء و اطفال بملابس السباحة و عُزل على بعد 40 متر منه بفتح النار عليهم بالمخالفة لكل الاوامر مما دفع زملاؤه الى محاولة منعه مما يوضح مخالفة التصرف لكل التعليمات.

د- اصيب 7 أفراد و هرب باقي السياح (12 فرد هرب 5) و تم تجميد وضع سليمان و لم ينزل سلاحه و هدد بإطلاق النار على نفسه.

ه- كان سليمان على علم كامل بأنهم إسرائيليون و قد صاح بهستيريا يطالب باغلاق المنطقة حتى لا يتدخل الاسرائيليون لو علموا بالحادث و السبب في هذا يعود غالباً لكلمة “شالوم” التي صاح بها السياح قبل اطلاق النار مباشرة.

و- أشارت التحقيقات لأشياء يمكن اعتبارها دافع لسليمان خاطر لقتل السياح لأسباب سياسية و دينية و إن ظلت تكهنات من خلال الكلام دون ادلة حقيقية.

ز- لفت الانتباة تكرار كلمة “حماية الجهاز بالكشك” و هو قول يشير لوجود جهاز اتصال حديث بشفرة معينة على الاكثر نظراً لأن عدد الجنود بالمكان و تدريبهم و طبيعة المكان أقل من ان تحوي شئ أهم من هذا.

ح- ذُكر ان الجاني سليمان خاطر نزع سلاح رفاقه الاربعة و منعهم من الحركة و لكن هذا لم أقرأ له واقع في التحقيقات و مع هذا يظل الى اليوم هذا الموضوع مذكور دون نفي خاصة مع كونه بدأ من الصحافة المصرية.
..
-4- في مسألة سليمان خاطر:
من الهام التأكيد على خلاصة المسألة:

-1- سليمان جندي أمن مركزي بالثانوية العامة منتسب للحقوق تم القاؤه بسلاح كلاشينكوف في مكان سياحي و تم حشو عقله بأوهام العدو الشرير (هو نفسه العدو الذي أسهب سليمان في شرح تعاون ضباطه مع رؤسائه علناً).

-2- تم حشو عقل سليمان و زملاؤه بواقعة وهمية حول دخول سائحة بمايوة مثير الى الكشك و الاطلاع على أسرار الدولة (كأن كشك بالمنطقة ج مع عدد من المجندين سيحوي شئ حقيقي).

-3- في نهاية آخر يوم له بالحراسة قبل انتهاء التجنيد واجه سليمان بكل تلك الضغوط مشهد مربك مع اسرائيليين لو كان تعرض له صباحاً او بشكل أبسط لما كان ما حدث تم.

-4- سليمان قاتل لكنه قاتل غير متعمد على الاغلب تضافرت كل الضغوط لتجعله يقتل “عدو” يكرهه و يرى رؤسائه يتعاملون معه و يحذروه منه.

-5- سليمان خاطر لم يقتل جواسيس بل مدنيين عُزل أطفال و نساء لكن تعليمات القيادة و أساطير النساء العاريات الجواسس كانت حاسمة مع عوامل اخرى ليقتلهم.

-6- كان تصرف سليمان مخالفاً لكل التعليمات لدرجة قيام كل من حوله بالكشك بمحاولة منعه و الصدمة مما جرى مما يؤكد أن التحجج بالتعليمات لا محل له من الصدق خاصةً بعد تحقيقات النيابة العسكرية.

-7- الى اليوم لا أحد يعرف حقيقة الجندي الذي تم ذكر قتله ثم السكوت عنه و لا نعرف حقاً هل وسط حالة الهستيريا قام خاطر بقتل زميل أم لا.

-8- على الاغلب إنتحر سليمان خاطر فحالة الاكتئاب و الهستيريا و المبالغة في الانفعالات مع الشعور بالذنب و الضياع كافين جداً للإنتحار علماً بأنها ليست السابقة الأولى وسط قطاعات غلابة الامن المركزي.

-9- سليمان ضحية منظومة تلقى بالشباب الساذج الغير مؤهل في صحراء سيناء مع أساطير العدو الخارق و التهويل بالعقاب و الضغط النفسي و الى اليوم لم يتم اصلاح هذا الخطأ.

-10- أخيراً مات سليمان و لم نحسم تماماً طبيعة موته و إن كان على الغالب من وصف حالته النفسية إنتحار (أو سماح له بالانتحار) و لم يتغير وضع الجنود المساكين و لا المنظومة التل تتعاون مع اسرائيل نهاراً و تحذر الجنود منهم ليلاً.

..
مصادر:
* قبل الكتابة هنا أبدي أسفي الشديد لأنه بعد 29 سنة و بالقرن ال 21 أجد سؤال (أين مصدرك) .. ماذا تفعل بعد القراءة؟  ألا تملك جهاز كمبيوتر لتقوم ببحثك الخاص؟ طبعاً أنا أعلم بحتميةتصدير كل المقالات لكن هناك نوع من المقالات أكثر علانية و انتشارا و معرفة من أن نصدرها بتوثيق كغيرها ، هل اتكلم عن شئ حدث بالامس؟ حدث من 29 سنة موثق بقوة أنت تحتاج ان اكتب لك مصدر فيه؟  انا تعمدت بالبداية الا اكتب مصدر و الان مضطر لكتابة مصدر لمقال مثله مئات عبر الانترنت في اهانة حقيقية لي أن اكتب مصدر لمقال موضوعه لا يُكتب له مصادر بأي مكان لشدة قدمه و علانيته !!

-1- محاضر التحقيق مع سليمان خاطر و زملاؤه المنشورة بالجرائد المصرية 1985 و المجمع بعضها بكتاب السلام الموساد الموت لعادل حمودة.
-2- التغطية الاعلامية للحدث دولياً و نذكر أهم تحقيقين :
1
2
3
4
5
6
-3- بيان الخارجية  المصرية 1989 لتعزية كل أسرة من أسر الضحايا و التعويض المالي لكل أسرة.
-4- صفحات التعريف الاسرائيلية  الشخصية لبعض ضحايا الحادث (تم صرف تعويضات لذويهم 1989).
1

2
3
4
5
6

-5- بيان وزارة الصحة عن الحادث و الضحايا و اسماؤهم و اعمارهم وقت الحادث .
للتواصل مع الكاتب : https://www.facebook.com/mahmoud.arafat.7503?ref=tn_tnmn