كثيرون هم الذين يصابون ” بصدمات الخداع” وخاصة مرتادى صفحات التواصل الإجتماعى أو الذين يتعارفون فى ملتقى الشباب مما يسمى ” بالدردشة ” وهؤلاء الذين يلتقون بين همسات الصمت وسكون البشر ، ووهم العشق فى ليالى السهر، عبر رقصات وخداعات الهواتف النقالة ، يتحاكى أحدهم للأخر كطائرين يتقافزان حول الشراك ليحاول كل منهما إدخال الأخر فى قفص يراه حديقة فى جنات مزهرة ، ويرسم كل منهما للأخر سراباً وكأنه تحول من صحراء إلى جنة وردية ، الله أعلم بنواياهم فبعضهم يملئ جنتة بالفل وريحان العنبر وقطرات السكر ، ونسمات الهواء المعطر ، والأخر يحاول بكل ما يملك أن يسابق قرينه بأحلى الكلمات .
هى عصفورة تحاكيه على أن الكون قد إزداد بوجوده جمالاً ، وأنه قد عاد إليها الشوق بعدما طال الإنتظار ، هو الأول والأخير ، بل هو أكثر من ذلك بكثير ، تعاهده من أول الوهله على أن تكون له سراً وسكناً وفى ضلوعها تسكن روحه .
هو ينثر عبير كلماته ويتغنى ويتزوق رحيق الشوق إليها وكأنه قد عاد بعدما طال الغياب كما أكدته هى بأنفاسها الحارة التى ربما يكون قد إشتم رأئحتها منذ سنوات طوال مضت ، يراها أزهاراً هو لها قطرات الندى ، دنياه مظلمة أشرقت شمسها لتنير حياته ويمضى بهما العمر ليكشف لهما صياد الحكايات …. الخدعة !!!!
فقد جربت ذات مرة فى زمن ما ، أن أنصب شباكى لحكاية ، تشاقيت وراء أمنيتى ، لكننى لم أتخيل أن الحكاية تحتاج إلى كل تلك المشقة فى نصب الشباك ، ولم أتعمد أن أتعامل بها أصلاً وإنما القدر أتى بها إلى ليحاول أن يثبت لى ” الخدعة ” فقد أتت الحكاية إلى شباكى منسابة صافية ، لكننى كنت أركض وحيداً وراء سراب الحكايات ، وأكتشف لاحقاً ، وفى وقت مبكر أننى لم أمتلك الشباك الجيدة القادرة على الصيد ، شباكى كانت ضعيفة ، لا تغرى أى طائر من عصافير الحكايات ، فهى عفوية وتلقائية وبدائية ، هى من تلقائية ربى التى وضعها فى قلبى ، فلم أعتد يوماً ما أن أنصب شباكاً لأحد أو أن أتعامل بحيل أو مكر أو دهاء وإنما هى خلقة ربى فى وأتعامل بها حيثما رزقنى أيها دونما أى خبث أو خيانة ، لم أتعمد يوماً ما أن أرمى بجمرة الحب أحداً فتتساقط الكلمات فى فخاخى .
تلك هى يومياتنا وقصة حياتنا …. تروى بأشكال متعددة ، وفى خاتمتها نحاسب حصادنا ،،، وإن كان مستحقاً للبقاء نحمله حين نضع النقطة الأخيرة فى خاتمة الحكاية ، او ستذهب مع الريح فى يوم عاصف .
تعليق واحد على الخدعة … وصياد الحكايات !!!!
مرحبا علي…تقديري انك طرقت عصبا حساسا بتدوينتك تلك…ومن منا لا يملك خاطرة أو حكاية أوخبرة تخصه أو تخص من يخصه في هذا السياق؟ بعضها مفرح وبعضها مخيف وكثيرها محزن أو مزعج… على حكايتك تغري آخرين بالحكي يا علي…شكرا و في انتظار جديدك