أن تشعر أنك زوجٌ وأبٌ فى نفس اللحظة، أن تمارس زوجتك مهام عملها فى ميادين قتال واشتباكات وتتابع أنت تحضيراتها الصباحية قبل النزول: الحذاء الرياضى المناسب للجرى والوقوف لفترات طويلة، والكاميرا، والأوراق والأقلام علها تكتب شيئًا، والموبايل المشحون، وحتى كريم الشمس لكى لا تحترق وجنتاها.. عندما تتم بنفسك إعداد الإفطار وتتأكد من تناولها إياه  لتتمكن من الثبات والمواصلة، واتصالك بها كل نصف ساعة على الأرجح لتسأل بجدية: ايه الأخبار؟ وهترجعى امتى؟؟

وليتغير لونك وإيقاع عملك حين تتصل بها ولا ترد لسبب أو لآخر، ولتفكر جديًا بعد غيابها المتواصل لمدة ساعة على الأكثر لأن تبلغ جميع أجهزة المخابرات وجمعيات حقوق الإنسان وحماية الإعلاميين بعملية اختطاف مدبرة ومنظمة قد مورست عليها بالفعل، ولتنظر إلى هاتفك كل خمس دقائق تنتظر محادثة من تلك الجماعة أو تلك تخبرك بمسؤوليتها عن الاختطاف، وإن لم يرن الهاتف فلتبدأ فى النزول إلى حيثما كانت ولتبحث بنفسك مسخرًا كل الجهات الإعلامية، وأعدك بأن تظهر هى وسط كل ذلك غير عابئة بما حدث وستحكى لك بكل سرعة ولهفة عما تم خلال اليوم وستسيران سويًا إلى البيت تاركين أجهزة المخابرات تنشغل بكما لبعض الوقت