كم من أشياء ترتكب تحت مظلة هذين الحرفين —الحاء و الباء
فبإسمك ايها الحب ترتكب كل حماقات الحياة
كثيراً ما قرأت قصصاَ وعرفت محبين ينهلون من هذا النهر الخالد
و كنت أعتقد في كثير من الاحيان انك الشىء الوحيد في هذا الكون القادر على جعل الجميع يرغبون في الحياة
ولكن أجميعاً نتمتع بالمازوشيه ؟
من أين يأتي هذا الوله والمتعه التي لا تنتهي بهذا العذاب ؟
و الغريب حقاً أن الجميع مستمتعون يلقون بأنفسهم راغبين طائعين في هذا البركان الجائع لابتلاع كل ما يلقى بداخله
و لكن كم هي أوقات السعادة مقابل ذلك الإحساس الآخر على الناحية الأخرى من الطريق ؟
اللقاء المستحيل و سرقته .الرغبه في إكمال القصة والعقبات التي أمامها .
الصدمة كثيراً في واقع المحبوب .
ما هذا النوع من العذاب الجميل ؟
أضنيت عقلي كثيراً في التفكير في هذا العذاب المستحب و رغبة العاشقين النهمه في إلقاء أنفسهم في ذلك البركان الثائر
سمعت أحدهم يوماً يتمنى أن يكون له قصة حب حتى يستطيع أن يعيش هذا الألم
كم نحن غرباء ندرك أن هذا النصل سيقطع أيدينا و نضعه عليها .ندرك ان الطريق بلانهاية و نسير فيه
ما هذا الجنون العبثي ؟
والغريب أنني ايضا مثل الجميع أسلمت نفسي اليه.ألقيت نفسي داخل البركان أحترق داخله كل يوم و أوهم نفسي أني شفيت من تلك الرغبه المرضية في تعذيب حالي
و لكن ما أن تندمل جراح جسدي حتى أسارع مرة أخري بإلقاء نفسي للحمم تلتهم البقية الباقية من جسدي المليء بالجراح و الندوب
و أقف و جسدي يتساقط منه الدماء و أسال حالي
لماذا تفعلين ذلك و انت أدري بنتائجه .وأجدني في كل مرة على أمل أن أكون كإبراهيم الذي ألقي في النار فكانت بردا و سلاما عليه .
أطامعة أنا أن اكون في مصاف الانبياء؟ألم يعيشوا أيضا في جراح ؟
أيساوي هذا الإحساس الأولي بالحب والسعاده به .هذا الإنتحار البطيء؟ .لا أعرف
فأنا لم اعد أعرف الحق من الباطل في زمن إختلطت فيه المقاييس
و أختلط فيه الأبيض و الأسود و لم نعد حتى نعيش الرمادي و لكننا أصبحنا في زمن يتلون بألوان الطيف جميعها في نهار واحد
محاصرة أنا بالوان كثيرة و لا استطيع أن اجد لونا واحدا مثلي.
يقولون أن الأبيض يتناغم مع جميع الألوان .نعم انه كذلك .و لكنه دائما وحيدا يعطي اللون الآخر ما يريده من كسر للضوء و حدته و لكنه لا يأخذ منه سوى أنه يتعكر
لهذا يا سيدي .أدركت منذ فتره انك لم تعطني شيئا .فانت لون من الالوان التي ارادت ان تكسر حدتها بي و لكنك لم تضفي لي شيئا
كان لونك زاعقا ..يصيب من يراه بالرغبه في اغماض عينيه لفتره يريحهما من هذا الابهار فأخذتني لأريح عيون الاخرين .لا لتكتمل بي او اكتمل بك .
لون اسود اريد .لون واضح قوى من الابيض يستفزه و يكسره ويكون معه سلسة لا نهائيه من الخيالات و الظلال .فوحدهما الابيض و الاسود هما القادرين أن يكونا ظلالا لبعضهما .
أعترف أني عجزت عن قرائتك .أنا التي تخيلت يوما اننا أبيض و أسود
و لكن كانت خيالتي خاطئة
فقد كنت فقط لونا صارخا مختفي وراء ورقة سوداء أردتني أن أتصور أنها لونك
أنت من يريدني لونا يكسر حدتك
و أنا اريد ان نكون أبيض و أسود

أميرة   – يونيو  2008