في إحدى  ميادين القاهرة ” بمدينة السادس من أكتوبر “  كنت ذاهبا لزيارة أحد أصدقائي المقربين وهناك شاهدت مسيرة للإخوان المسلمون بعد صلاة الجمعة ، هي تلك المشاهد الأخيرة من المسلسل السياسي اليومي “سقوط دولة الإخوان المسلمون” والتي ظل المنتج عاكفا عليها أكثر من عام بمشاركة هيئة التمثيل ذوات الحبكة الدرامية التي جعلت من كل طوائف المجتمع يلتفون حول حلقات هذا المسلسل ليتابعوه أولا بأول حتى قرر المخرج نهاية المسلسل بأحداث درامية سياسية وهي الحكم علي البطل الإخوانى الذي أصبح كبش الفداء من اجل بقاء دولة الإخوان ” محمد مرسي” من هيئة القضاء العادل. 

أبطال المسلسل:
( الإخوان ويمثلهم الرئيس المعزول  - الجيش ويمثله الفريق أول عبد الفتاح السيسي – الشعب بفئاته المختلفة ” أحزاب سياسية / قبائل/ محافظات/ بلدان/ ضحايا / شهداء “

تجمعات غير قليلة من فئات العمر المختلفة ، الرايات الصفراء المرسوم عليها رمز الأربع أصابع ، والتي تعلوا علم مصر ،
حياتهم أصبحت أشبه بالروتين اليومي لموظفي الحكومة مرتدي البذلة الرمادية ذات الجيب الواحد  في اليمين الأعلى للجاكت وواضعي  القلمين الأزرق والأحمر، الذي أعتاد الانضباط في المواعيد ، دفتر الحضور والانصراف ، وأيضا حرص الموظف النشيط أو كثير الحركة وصاحب الجهد الأعلى بأن يراه رئيسه أو زملائه والثناء عليه في ذلك ،
هو كذلك حال الإخوان المسلمون في العديد من الميادين التي يتوافدون إليها كل يوم جمعة بعد أداة الصلاة ، يحافظون علي وقت انطلاق المسيرة ، يتوافقون في الجزء الأعلى من أجسادهم ” اللحية ، الطاقية الشبكية علي الرؤوس والتي تحمل اللونين ” الرمادي ، الأبيض” ويختلفون جزئيا في النصف الأسفل من الجسد فمنهم من يرتدي الجلباب الأبيض القصير ومنهم من يرتدي البنطلونات بمختلف ألوانها.

أما السيدات فالجلباب الأسود والحجاب الأسود أيضا ، وكأنهن يرتدين هذا حدادا على ما وقع بهم من هزيمة ، تسلط الكاميرا الضوء
وتنطلق المسيرة أشبه بالخط المتعرج، أوله ممتلكي السيارات والذين يقومون بتحفيز بقية المسيرة بالهتافات العالية عندما يقومون بإصدار الكلاكسات العالية ، أما الوسط فيتميز بالشباب والسيدات المنقبات  والغير منقبات بمختلف الأعمار وأصحاب اللحى البيضاء والسوداء رافعين راية ” رابعة ” راية النصر كما يظنون ،

ويجاورهم قارعي الطبول بنغمات معينة وهتافات لا جدوى لها بالوطنية أو الاعتزاز بمصر ، بل كل ما تحتويه تلك المقولات هو التنديد بأخذ الثأر من الحكومة والجيش والشرطة .

أما نهاية المسيرة فتكون فيها الحماية ، من  بعض شباب الإخوان والذين  يسيرون في مؤخرة المسيرة والبعض الآخر علي اليمين وعلي اليسار .

المشهد بكامله أشبه بالجيوش الإسلامية من شبة الجزية العربية  لفتح  بلد ما ، باختلاف ما يحمله كلٌ منهم ، أو ربما لاختلاف الزمان والمكان …

وقد تكون آخر حلقة في هذا المسلسل هو الحكم على الرئيس المعزول محمد مرسي ، ووضعه خلف الأسوار كمن سبقوه من الظلمة والجهلاء السياسيين .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه والناتج عن نهاية الأحداث الجارية

أين سيكون الوطن  الجديد للإخوان المسلمون بعد انتهاء دولتهم ؟
هل سيكون ملجئهم للحركات الإرهابية المختلفة خارج مصر ؟
أم ستكون المناطق الغير مأهولة حياتيا لأي بشر لاستعادة نشاطهم المدمر في التخريب ؟
إن الإخوان المسلمون بين الأمل والرجاء ” يتقربون إلي الله بدعواتهم الكثيرة وبإلحاحهم في الطلب  بخروج الرئيس المعزول مما نُسب إليه من اتهامات في قضايا متعددة .  وعودته لحكم مصر، يغمرهم الأمل في ذلك وتملأهم الحماسة بذلك .
يجأرون إلي الله في عسرهم ويتناسوه في يسرهم .
ولكن هل سيتغير روتين هذا الموظف حتى بعد التغيرات التي طرأت عليه

أم سيظل علي ما تعود عليه حتى يصل إلي سن الستين فتتم إحالته على المعاش ويظل في منزله بلا فائدة

“ الـــــــــــــــــنهايـــــــــــــــة”