أفتح عيني بصعوبة وأنا أعرف أنني لن أقدر على مغادرة الفراش الآن.. وربما بقيت في الفراش طوال اليوم.. أتأمل حقارة غرفتي بتدقيق شديد وأتعجب أكثر من تفاهة الحديث عن جمال الألم إذا ما صح الجمع بين الكلمتين في توصيف واحد
يقول بعض الناس إنهم يرون في الفقر والنكبة والألم والخراب جمالا خاصا.. ولا أظن أن بين هؤلاء الناس فقيرا أو منكوبا أو متأملا أو مصدوما
أي جمال في هذا الأثاث المحدود الذي يغلب عليه اللون الكالح؟.. خشب الفراش كالح والملاءة لم يعد لها لون محدد وقطعة السجاد البالية على الأرض أيضا لونها كالح
الأصح أن فقدان الألوان هو آخر العلامات البصرية الظاهرة للفقر.. والحق أنني أعتبر الألوان أول العلامات البصرية الظاهرة للجمال
أغمض عيني وأغرق في بحر من الألوان التي خلفتها أحلام الليلة الفائتة.. وألوك بين النوم والصحو مفردات نظريتي اللونية الجديدة
2 تعليقات على كالح
انتشار رؤية ان للخراب والدمار والفقر جمال خاص يثبت ان هناك اتفاق ضمني بين وزارة الثقافة ووزارة الاقتصاد في دول العالم الثالث حتى تحقق للمواطن اعلى مستوى من الرفاهية.
افتقاد الرغبة فى رؤية الجمال أحد أسباب عدم رؤيته يا إبراهيم.. ولرب الحالة النفسية التى يكون فيها الفرد تضفى الشرود والملل بل والقبح على عينيه وعلى كل ما ينظر… ربما لن يكن الأمر بهذا السوء إذا كنت فى حالة داخلية من الجمال.. تحياتى وأرجو دوام إثرائنا بكتابتك المتميزة