الولد الصغير الذي يراسلني على فيسبوك
عمره 12 سنة لا أكثر
يضع صورة كريستيانو رونالدو ك”بروفايل”
ويغضب جدا لكل عدوان اسرائيلي ..
أو “صلافة غربية”
ولديه الكثير من القضايا الكونية التي يود إشراكي إياه فيها
يريد أن يحسم كل شيء
وأن أساعده في هذا الحسم
لأني بنظره “مثل أعلى” وشخص يلم بكل ما يقع بين السماء والأرض
كما أنني_بنظره_ أعرف سرا ما للتفوق
وهو يريد أن ألقنه هذا السر على نحو صوفي يليق بشيخ ومريد
يرسل أسئلته من وقت لآخر:
1-كيف أكون انسانا جيدا؟
2-كيف يمكن أن نواجه إسرائيل؟
3-ما هي الكتب التي تقرؤها؟
4-كيف أصبح مثقفا؟
5-كيف أتعامل مع أمي التي ………؟
هي أسئلة تحتاج لنبي مرسل أو عارف بالله، وليس مجرد صديق على فيسبوك..
لكنني لو قلت له الإجابة التي يمليها علي ضميري..لن يرتاح..
أكتب له شرحا مطولا كيف يمكن أن يكون إنسانا جيدا
وأنقل له قائمة من الكتب التي يمكن أن يقرؤها وتفيده في مثل هذه السن
وأجاوب على كل أسئلته بتفان مطلق
أحتفظ بهذه الإجابات في فايل ورد على ديسك توب جهازي
أنسخها وأرسلها لثلاثة آخرين في مثل سنه يتواصلون معي على نفس النحو
أود أن أصارحهم:
أنا لم أكن متفانيا في مذاكرة دروسي..
ولا تصدقوا كل ما تسمعوه مني على تيت راديو
الحياة ليست مجرد أيتمات نصفي من خلالها حسابتنا الشخصية ونروج عبرها قناعاتنا المخالفة للإجماع العام…
أحبهم جدا وأحب صورة كريستيانو رونالدو على البروفايل
أحس فيهم نقائي الأول..وأرى وجهي صغيرا صافيا من علامات العمر
وأقول إنهم حين يكبرون قليلا..وتتشكل قناعاتهم العامة في الحياة
سيعذرونني وسيتفهمون إجاباتي عليهم
لأنهم ربما يحتفظون بها في فايل ورد على الديسك توب
كي يرسلونها لأصدقاء صغار (في حوالي الثانية عشر)
سيضيفونهم مستقبلا
ويضعون صورة لاعب كرة كبروفايل على فيسبوك
ويتساءلون:
كيف يمكن أن أكون انسانا جيدا؟
تعليق واحد على الولد الصغير الذي يضع صورة كريستيانو رونالدو كبروفايل
هى المرحلة التى مر بها جميعنا يا عزيزى، أنت بالنسبة لهم الشخصية “الحلم”.. حلم بالتجاوز السنى لمرحلة المراهقة والتجاوز العقلى والنفسى والفكرى لها أيضا.. أصدقك القول أنى أشعر بارتباك يحوى “سعادة خفية” حين أواجه نفس هذه المواقف. تحياتى