من اقوال المؤلف الكبير ويليام شكسبير (ان الدنيا مسرح كبير وكل منا له دوره ينفذه كما يريد المخرج دون زيادة أو نقصان) وقد قالها وفقا لخبراته الحياتية العميقةالتى شملت معظم نواحي الحياة وما نراه الان على أرض الواقع هو أكبر دليل على صحة هذا الكلام فنحن بصدد مسرحيه من أكبر مسرحيات الحياة و هي تسعي لهدف ذميم و هو السلطة نعم انها المسرحيةالسياسية.
تبدأ المسرحيات السياسية حين يبداأنظام الحكم في الانهيار فيبدأ النظام بالقيام بمسرحيته التى يكون هو المخرج و باقي أجهزة الدولة و الشعب و خاصة الجماعات المنظمة منهم فيبدأ بتفجير كنائس ليري الشعب انه إن ترك الحكم سنري حالةمن الفوضي الغير مشهودة و التى ستدخل البلد في حرب أهليه و طائفيه و التى رأيناها في حكم نظام مبارك ومن بعده في حكم العسكر و لكن استطاعت مصر النهوض بعدها و الدخول في أكبر عمليه ديمقراطية حدثت في تاريخها و انتخاب أول رئيس منتخب من قبل الشعب حتى حدث الانقلاب و بدأت المسرحيات السياسيه من جديد.
نعود بالزمن لتبدا من قيام ثورة الثالث و العشرون من يوليو لعام اثنان و خمسون حيث ظهرت أول المسرحيات و هم الضباط الأحرار الذين سرقوا الثورة من الشعب و استغلوها لأنفسهم بعد أن كان الشعب هو قائد ثورته وأن أول من قام بالإنقلاب هم الضباط الأحرار و لم يقولوا أنهم جزء من الشعب بل اعتبروا أنفسهم شعب دون الشعب المصري وقاموا بالانقلاب على الحكم و الثورة معا و حكموا بأنظمتهم المختلفه خلال عقود امتدت لحكم مبارك الذي ثار عليه شعب بكامله مسلميه و أقباطه شعب كامل بجميع طوائفه .
في ثورة يناير بدأ النظام بإلتقاط أنفاسه الأخيرة و بدأبالتحضير لظهور أولي مسرحياته و كانت قبل الثورة و هي إعلان حرب طائفيه والتى انقلبت عليه والتف الشعب حول نفسه و شكل ولأول مرة طوفانا من السلميه أجبرت العالم كله على إحترامها في ظل هذة المسرحيه كان الاعلام المصري غافل لا يري سوي ما يريد النظام أن يراه الى أن راي العالم ثورة سلميه منظمه ليس لها فصيل معين يقودها فبدأ بالضغط على نظام يلتقط آخر انفاسه في الحياه.
بدأ نظام مبارك يشيع الفوضي و يخرج المساجين و يدعي الإعلام أن المتظاهرين مغيبين و غير أنهم ممولين من الخارج وغير ذلك وبدأ بفتح السجون و تأجير البلطجية و استخدم سبل اخري لإشاعة الفوضي و الفساد ثم بدا إستخدام العاطفه لكسب بعض المواطنين في صفه و قد فشل ايضا في فعل ذلك فلم يجد سوي تاجير البلطجيه للقيام بموقعة الجمل والتى راح ضحيتها العديد من شباب الوطن وهنا تنتهي مسرحية مبارك الذى قد سقط نظامه وتبدا المسرحيه الاكبر وتعود للعسكر مرة اخري.
المجلس العسكري بدا مسرحيته بعزل رئيس طاغيه ليكسب قلب الشعب ومحاوله للسطيرة من جديد وقد رفع الشعب صور قادته العسكريين الى ان بدات فض الاعتصامات بالقوة مرة اخري وبدا البعض ينادي بتسليم السلطه لرئيس مدنى منتخب من قبل الشعب بعد ان راى اغلبهم ما يفعله العسكر للسيطرة من جديد وما قاموا به من مجازر للالتراس وغيرهم من المتظاهرين السلميين في الميادين.
استفاق الشعب ليري طريق الحريه و العدل و المساوه الذي لطالما حلم به امامه يرسم من جديد عن طريق رئيس مدنى منتخب الى ان وجد المشكلات تتفاقم من هنا وهناك فيري ازمات الغاز و السولار والامن و الكهرباء و المياه و غيرهم من مشكلات قاموا بوضعها ضمن سيناريو من مسرحية الانقلاب الغاشم الذي قام به العسكر وسط تضليل الاعلام و غياب العقول ويعود العسكر ليسيطر من جديد ولكن هذة المرة بيده دميتين و هما الاعلام و القضاء دون عن ذلك قد روض وحشين ليستخدمهم ضد الشعب وضد المعارضه و الاحرار من الاعلاميين وهما البلطجيه والداخليه وهنا يري البعض انهم كيان واحد باختلاف التعليم وتبدا من جديد المسرحيه كما انها تفتح ستائرها لاول مرة ويراها البعض انها بمثابة عرض اول ونسي ما فعله العسكر طوال اعوام.
متى ينهض الغافلون مرة اخري لينتصروا وينصوا الحق مرة اخري ؟ متى نري مصر رئيسها مدني منتخب من قبل الشعب يدعو للعدل ولا احد يحركه من خلف ستار بسيناريو مكتوب له دور فيه يحاول تاديته دون ان يضع ما يمزة عن الذى سبقه ؟ متي سنتذكر ابطالنا العظماء وقادتنا العسكريون الذي انتصرنا بامثالهم وبعقيدتهم مثل الفريق سعد الدين الشاذلي حينما قال (ليس هناك خلاف حول حتمية تبعة القيادة العسكريه للقيادة السياسيه حيث ان الحرب امتداد للسياسه بوسائل اخري وفي الدول الديمقراطيه تكون القيادة السياسيه منتخبه من قبل الشعب وبالتالى هي تمثل الشعب وتعمل على تحقيق اهدافه في حين ان القيادة العسكريه غير منتخبه ولذلك يجب اخضاعها للقياده السياسيه ) حين يطبق هذا في مصر سنري اقوى دوله في العالم ف بمثل عقيدة هذا العظيم كان النصر حليفنا فمتى تعود مصر
تعليق واحد على المسرحية السياسية …
بصرف الظر عن الاتفاق أو الاختلاف فى المضمون السياسى للمقال يا محمد أنا أحييك على التأويل المسرحى لكل أحداث الحياة التى نعيشها، المحاكاة المسرحية هى العالم الموازى الذى ندركه أو لا ندركه لكننا نعيشه.. وإن خرجنا من قالب التمثيل والمسرح إلى قالب الواقع فمن ذا الذى يضمن لنا أن الواقع لن يكون مسرحيًا؟ تحياتى