ربما تكون هي تلك اللحظة التي تقرر أن تختلي فيها مع نفسك،  أو بمعني أوضح تضع نفسك أمامك وتخاطبها وتخاطبك ، وتسألها وتجيبك ، عن عيب أحاط بك ولم تستطع أن تتحاشاه بشتي الوسائل ، أو حتي لمجرد كلمة خرجت منك ولم تدرك مدي صداها عند من قيلت له  أو سمعها منك بغير قصد ،
هل سببت له ابتسامه ؟
أم وقعت عليه  بشئ من الضيق؟ جعلته يقررالإنعازل عن العالم المحيط؟
تجمع كل هذه  الأشياء وما شابهها ، وتقرر أن تأتي بنفسك كأنها شخص تريد أن تعترف له أو بمعنى أو ضح تفضفض له عن ما جرمت أو إقترفت فى يومك في حق الآخرين .
لكل إنسان له طرقه الخاصة في استجواب نفسه وإرغامها علي الاعتراف بما هو حادث ،
فأنا عندما أقرر أن أصاحب نفسي ،  أفضل أن أشرب فنجاناً من القهوة في جانب من غرفتي وعلي ضوء خافت أبدأ في مساءلة نفسي ومحاسبتها بشكل حازم ،
يكاد يكون ذلك الجو أقرب للرومانسية التي تبحر بصاحبها في الهُيام بمحبوبته التي يرسمها له خياله العميق، والتي أيضا تبحر به لكتابة بعض الجوابات الغرامية بقلم أزرق مزيناً بالقلوب أو الأشكال المختلفة للورود ،
ولكني أرى أن تهذيب النفس بالمصاحبة أفضل من وسائل كثيرة متعددة ،
فإن وجَدَتك صاحباً تعترف لها كما تعترف لك أباحت لك بكل ما عندها ، وإن وجدت غير ذلك رواغتك وخدعتك ووقعت فى شِراكها ،
فمصاحبة النفس تقطع علي الإنسان شوط كبير في التفاعل مع الآخرين في الحياة بشتي أنماطها وأشكالها ،
فإن تحقق ذلك أصبحت أسعد الناس بقرب الناس لك وباجتماعهم حولك وثقتهم فيك ……