– تنظيمات الإرهاب والتكفير في عهد مبارك- الجماعة الإسلامية – الجزء الثاني
اتخذت الجماعة الإسلامية لنفسها حق تغيير المنكر باليد لأن النظام القائم لا يلتزم بالإسلام ولا يطبق الشريعة ويكون كذلك مع أصحاب المعاصي الظاهرة مثل السكارى، محلات بيع الخمور، محلات اشرطة الفيديو، السائحات، العروض المسرحية والنشاط الفني والمسرح الغنائي في الكليات، واصبح هذا المفهوم حول مسألة النهى عن المنكر يؤدى الى الصدام مع السلطة ومع الشعب وبذلك حلت الجماعة الاسلامية محل الإخوان في استخدام العنف ضد المواطنين.
انتشر فكر الجماعة الإسلامية في أسيوط لأن بها جامعة أنشئت سنة 1957 وكان بها عدد كبير من الطلاب استعدوا لاستقبال كل أنواع الأفكار خاصة في بيئة محافظة وذات قاعدة شعبية مسلمة أقل من المسيحيين بها، المنيا، لوجود قيادات تنظيم الجهاد بها ومنهم فؤاد محمود حنفي ، محمد عصاد الدين دربالة، عاصم عبد الماجد ماضي، كرم محمد زهدي، وعلى عبد الفتاح ابراهيم أمير الجماعة في المنيا، حيث اتخذوا من أحد مساجد المنيا مقرا لهم فاستمرو في بث أفكارهم بين ابناء الطبقة المتوسطة التي تميل الى الفقر كذلك انتشرت في سوهاج ، الفيوم وبنى سويف وفى القاهرة في مناطق بولاق الدكرور و عين شمس.
منذ عام 1984وحتى عام 1985 بدأ عمل الجماعة الإسلامية في المنيا والدعوة لمبادئ التنظيم واكتساب أعضاء.
عام1986خرجت الجماعة في شكل مجموعات للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فاعتدوا على بعض محال بيع “الخمور “وأندية الفيديو.
يوم 24 اغسطس 1986 قطعت الجماعة الإسلامية طريق القاهرة – أسوان وألقوا حمولة سيارة نقل من البيرة في الطريق.
يوم 28 أغسطس 1986 تصادمت الجماعة الإسلامية مع السلطة حيث اشتبكت مع قوات الأمن والقى القبض على عدد كبير منهم واحتجزوا لتهم ارتكبوها وللحد من خطورتهم وهربت قيادات التنظيم!
انتهجت الجماعة الإسلامية أسلوب التصفية الجسدية للمنشقين عنها حيث انشق عنهم حسام البطوطى أمير الجماعة في بنى سويف فتصدت له مجموعة مجدى كمال وقتلوه وأصابوا أتباع الأمير المنشق.
الصدام بين الجماعة الإسلامية والأمن في القاهرة والفيوم:
في القاهرة تكونت في منطقة عين شمس خلية تابعه لتنظيم الجماعة الاسلامية وقيادات تنظيم الجهاد المفرج عنهم في قضايا سابقة ومنهم حازم الحسيني، اكرم هريدي، بركات هريدي، محمد عبد الرؤوف نوفل، اسماعيل رفاعي حيث تابعو نشاطهم ودعوتهم من مسجد منشية التحرير في منطقة عين شمس وفى يوم 12 اغسطس 1988 حدث اول صدام بينهم وبين الدولة ممثلة في قوات الامن حيث احرق المصلون اطارات السيارات والقوا كرات اللهب والحجارة على قوات الامن اللذين جرت تسميتهم في كتب عمر عبد الرحمن (جنود فرعون – هامان وجنوده) وتم القبض على اعضاء الجماعة الاسلامية ممن شاركوا في الاشتباكات.
ثم اعتمدت الجماعة الإسلامية فكرة ضرب السياحة لان ملابس السائحات تثير الشباب المتدين، ومن ثم تعلموا صناعة المفرقعات للدفاع عن انفسهم ضد قوات الشرطة الكافرة ولتنفيذ مخطط النهى عن المنكر بالقوة.
اما في محافظة الفيوم فقد قررت نقابة المهن الزراعية عرض مسرحية (اصل وخمسة) فاستفز ذلك الجماعة الاسلامية وحاولوا منع العرض بالقوة والقوا قنبلة على سرادق العرض وأصابوا ضابط برتبه مقدم.
قادت الجماعة الإسلامية مظاهرة بقيادة (عمر عبد الرحمن) حاملة اسلحة نارية وقبض عليهم وقدموا للمحاكمة.
بعد اقالة اللواء زكى بدر وتعيين محمد عبد الحليم موسى وزير للداخلية اعدت الجماعة الاسلامية خطة لاختبار نوايا الوزير الجديد وكان ذلك يوم عيد الشرطة 25 يناير 1990 حيث قامت الجماعة بمظاهرات لاستعراض القوة في محافظات عدة وقاموا بالاستيلاء على ثلاثة مساجد كبرى في الفيوم واسيوط والقاهرة واطلق بعض اعضائها النار في كل اتجاه وكسروا واجهات المحلات واصابوا مواطنين ثم عرضوا مطاليهم السياسية اثناء القاء الرئيس (مبارك) للخطاب السياسي في عيد الشرطة وكانت مطالب الجماعة هي الاتي:
- 1. الافراج عن عمر عبد الرحمن وباقي أعضاء الجماعة الإسلامية المقبوض عليهم في المظاهرات (بالأسلحة النارية).
- 2. تقديم اللواء زكى بدر للمحاكمة!
ومن الجدير بالإشارة الية ان (عمر عبد الرحمن) هذا كان قد تحدث الى جريدة (الشعب) الناطقة باسم الجماعات الإسلامية عموما والإخوان المسلمين خصوصا قائلا: “ان الوزير الجديد ما هو إلا امتداد للقديم لأنهما ينفذان سياسة واحدة”،” ليس هناك مجال للتفاهم او الحوار مع الوزير إلا اذا عاد ورجالة الى الحق”.
وكانت هذه التصريحات من امير الجماعة الاسلامية ايذانا باستمرار المعركة بين الدولة وجماعات الارهاب حتى انتصار طرف منهما.
تعليق واحد على تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر (15)
المعركة بين الجماعات المتأسلمة من جهة وبين الدولة والشعب من جهة ستظل قائمة مادامت تلك الجماعات تنصب نفسها إلها يحاسب الناس ويقتل ويذبح ويدمر باسم الدين، وبعد أن سقطت الأقنعة عنهم مؤخرًا لن يكون هناك استجابة لهم من عامة الشعب أبدا بإذن الله