صناعة الرأي العام .. هي حالة من إنشاء مشروع دعم فكرة ما أو قضية ما من خلالها يتم الضغط على الجهات التشريعية والتنفيذية لتحقيقها او تحقيق غرض معين في تلك القضية …
عادة ما يتم صناعة الرأي العام من خلال افراد النخب من الجماهير الذين هم على دراية بالموضوع المُراد صناعة رأي عام له لتحقيق غرض ما وهؤلاء النخب يكونوا مهتمين بالسياسة وملمين بالأوضاع منهم نشطاء مجتمع المدني أو إعلاميين والصحفيين والمفكرين والعلماء والمثقفين وكذلك الأكاديميين والرياضيين والفنانين وكذلك يمكن لأعضاء الحكومات والبرلمانات والمجالس المحلية أن يساهموا أو يدعموا صناعة الرأي العام.
من خلال متابعتي للأوضاع في العراق كوني أعيش فيه.. ومن خلال متابعتي للأوضاع في مصر كوني مُلم ومتابع وجدت أن صناعة الرأي العالم في العراق ومصر فيه اختلاف كبير بالطريقة التي يتداول فيها الأفراد والنخب مع الوضع في بيئة تواجدهم.
ففي مصر يمكن للاعب كرة القدم أن يصنع رأيًا عام، ويمكن لمقدم برامج أن يؤثر في الجماهير ويمكن لداعية أو ناشط مدني أن يظهر من خلال الإعلام ويعمل على تأثير في المتلقي بكل بساطة، ويمكن لممثل أو فنان أو مطرب أن يحقق تأثيرًا كبيرًا على الناس. ونرى العديد من الأسماء تتصدر كل فترة أخبارهم وتصريحاتهم منابر الإعلام المصري بصورة عامة بغض النظر عن الأفكار والرؤى المطروحة، ما يهم هو هناك حالة تأثير بالناس من قبل أفراد ليست لديهم مناصب حكومية ولا أي منصب على مستوى الدولة. فقط هم أفراد متخصصون في مجالات الإعلام والرياضة والفن والدعوى.
وكل ذلك يُحسب للفرد المصري الذي يعيش في مجتمع معروف عنه بالبساطة وعدم التكلف.
لكن في العراق الوضع مختلف فلم نر أي مفكر أو كاتب أو مقدم برنامج أو شخصية رياضية أو ناشط مدني يصنع رأيًا عامًا إلا ورأيناه يطالب الحكومة ويوصي الحكومة و يتمنى من الحكومة أو نراه يحصل على منصب حكومي من خلال المنصب يود أن يخدم شعبه على حد وجهة نظره، ولدينا العديد من الأسماء بشأن ذلك.
المخجل جدا في دولة مثل العراق وهذا الموروث الحضاري والتعدد الثقافي لا نرى ليومنا هذا مفكرًاعراقيًا وطنيًا يقدم لنا رؤى وأفكار من شأنها أن تشكل رأيًا عامًا في قضية معنية ما والمعروف في العراق هناك ملايين القضايا والمواضيع التي يتوجب على كل مفكر وإعلامي وصحفي وأكاديمي ومتخصص أن يعمل على صناعة تاثير من خلال مقال أو تدوينة أو تصريح ما. بل ما نراه يتحدد فقط لفترة زمنية.. مثل إلقاء القبض على مجموعة من الناشطين وبعد أيام أفرجت عنهم وتم نسيان الأمر، أو اعتداء على صحفي ومطالبات بالاعتذر اليه وبعد ايام ننسى الموضوع ، او خطيب منبر يلقي خطبة مثيرة ونحكي فيها لبضعة ساعات وننسى ، او تصريح لشخصية ما نتداولها فيما بيننا ثم ننسى كالعادة ،
القصد هو لم اصادف يوما ” رأي عام عراقي ” إلا وللحكومة او للسياسة يد فيه والناس ليسوا سوا افراد تساعد في الترويج لها بغض النظر عن نوعها ..سواء كانت ايجابية ام سلبية تجاه المجتمع .
وهذه قناعة راسخة الان انه لا يمكن لمطرب او لاعب كرة القدم او فنان او مقدم برنامج او صحفي او مفكر او اكاديمي في العراق ان يُشكل رأي عام لانهم عن طريق المنصب يودون تحقيق ذلك او هم لا يعرفون طريق غير ذلك او هم يضطرون لذلك والاسلوب المطروح دوما هو استفزاز الحكومة عبر برامج السياسية لقنوات الغير موالية للحكومة او البرامج الساخرة او الحملات الفيسبوكية او مؤتمرات والندوات التي نجلب لها نوابا ووزراء ونقعدهم في المقدمة .
انا اتسأل اين هو ابو تريكة العراق !! هل لدينا باسم يوسف العراق !! هل هناك الهام شاهين العراق !! ربما يتواجد عندنا احمد زويل !! بل ممكن يكون لدينا علاء صادق او عمرو اديب او منى الشاذلي او سيف عبدالفتاح وغيرهم … طبعا بغض النظر في انتمائاتهم الفكرية والعقائدية انا هنا اتحدث عن صناعة رأي عام بدون تدخل سياسة او احزاب ومع امكان دعمهم من الحكومة او المعارضة … ان تكون اعلامي او صحافي او اكاديمي او رياضي او فنان ….
والعراق ما يزال يفتقد ذلك …. ام لكم رأي اخر يا حضرات
4 تعليقات على صناعة الرأي العام في العراق ومصر.. مقارنة صغيرة
كل مجتمع يفرز نخبته مع الوقت يا عزيزى، أيا كان توجه هذه النخبة وانتماءاتها السياسية، والعراق على عظمته وعراقة تاريخه وحضارته يحتاج لدماء جديدة تنبض بالفكر الحداثى وتعاصر الأحداث الأخيرة التى تفرض نفسها على الساحة العربية والعالمية.
موضوع المقال مهم غير أن صياغته فيما يتعلق بالجانب العراقي قد أتت خجولة ــ حتى لا أقول خائفة ـ بسبب وجود الكاتبة في العراق . إذا أردنا الدقة لابد بداية من الإعتراف أن النظام الذي يحكم العراق المحتل من قبل الدولة الكبرى وشريكها نظام الملالي الذي حلّ محلها بكامل إرادتها حيث قام الأميركان بتسليمه لها تسليم اليد .هذا النظام لا مثيل له في العمالة العلنية والسوء والنهب والطائفية والقتل على الهوية المذهبية . نظام جَمَعَهُ الأميركان بتنسيب صهيوني لأسماء معروفة لديهم من العملاء الذين كانوا يعيثون فسادا في شوارع الغرب . أما قضية عدم وجود رأي عام ولا حتى خاص في العراق المحتل فهو يعود لألف سبب وسبب لا مجال للخوض فيها . يكفينا الإشارة هنا إلى أنه إذا كان دقيقا القول ” ليس بعد الكفر ذنب ” فإنه من الدقة أيضا القول “ليس بعد العمالة خسة ودونيّة وكل ما يوصَف بالإنحطاط ” . هذا هو السبب الأساس أيها الأخت سلمى …. والباقي تفاصيل .
موضوع المقال مهم غير أن صياغته فيما يتعلق بالجانب العراقي قد أتت خجولة ــ حتى لا أقول خائفة ـ بسبب وجود الكاتب في العراق . إذا أردنا الدقة لابد بداية من الإعتراف أن النظام الذي يحكم العراق المحتل من قبل الدولة الكبرى وشريكها نظام الملالي الذي حلّ محلها بكامل إرادتها حيث قام الأميركان بتسليمه لها تسليم اليد .هذا النظام لا مثيل له في العمالة العلنية والسوء والنهب والطائفية والقتل على الهوية المذهبية . نظام جَمَعَهُ الأميركان بتنسيب صهيوني لأسماء معروفة لديهم من العملاء الذين كانوا يعيثون فسادا في شوارع الغرب . أما قضية عدم وجود رأي عام ولا حتى خاص في العراق المحتل فهو يعود لألف سبب وسبب لا مجال للخوض فيها . يكفينا الإشارة هنا إلى أنه إذا كان دقيقا القول ” ليس بعد الكفر ذنب ” فإنه من الدقة أيضا القول “ليس بعد العمالة خسة ودونيّة وكل ما يوصَف بالإنحطاط ” . هذا هو السبب الأساس …. والباقي تفاصيل .
عدم وجود رأي عام الأسباب كثيرة منها تفكيرنا محدود لايتجاوز الأنا واذا كبر يصبح عائلي وأن أصبح أوسع تمدد ليكون قبلي وامتداداتها الطائفي والقومي، واختفاء الطبقات بكل أشكالها الاقتصادية، و الاجتماعية، ، إضافة نحن شعب مستلهم لأفكار الآخرين ونمتص كل تجربة بكل جوانبها دون تفكير، ،كالقطعان، وذلك محاطين بدول قوية كالفرس بحضارتهم القومية واللغوية والدينية، والمذهبية النووية، و هناك على الجانب الآخر الدولة التركية وثقافتها العثمانية ، المذهبية وتوجه اقتصادي وقوة إقليمية، والعراق على مدى تاريخه منذ سايكس بيكو، كان أرض التصفيات الآسيوية والاوسطية والدينية والقومية واليسارية، ولانزال مستثمرين أفكار الآخرين في الصراع