جمال عيد بسجائره ماركة “نيكست” وأنا أمامه غارقاً في إفرازات جيوبي الأنفية “أنا جبت معايا شوية حاجات من بيروت، والشباب في المغرب عاملين شغل هايل. بص بقي عايزين نعمل مطبوعة” لم أفهم بقية حديث جمال لأني كنت مشغولاً بهلاوس حمى الانفلونزا، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً لأفهم مشروع مطبوعة المدونات، وبعدما استوعبت الأمر ظللت متشككاً في جدوى نقل ما هو موجود على الإنترنت إلي الورق، وفي إمكانية حدوث هذا دون الإخلال بمحتوى ما هو منشور.
تعافيت من الانفلونزا، وأصبت بحساسية غريبة في قدمى (المؤمن دايماً مصاب زى ما احنا عارفين) ثم هاتفني جمال مرة ثانية “يا ابو حميد عايزين نشوف موضوع المطبوعة” ذهبت مرة ثانية إلى الشبكة لأجد جمال قد نظم اجتماعاً موسعاً لما سيعرف بعد ذلك بالهيئة الاستشارية ضم مجموعة من الصحفيين والمدونين على رأسهم خالد البلشي، خالد السرجانى، رضوان آدم، أحمد غربية وآخرين أعتذر إن لم تسعفنى الذاكرة عن تذكر جميع أسمائهم ربما بسبب الزخم وحرارة النقاشات التي شهدها هذا الاجتماع. فكلما كنا نتعمق أكثر في الفكرة كنا نقابل عشرات النقاط الخلافية بداية من طبيعة السياسية التحريرية للمطبوعة، أسس اختيار التدوينات المنشورة، حدود التدخل في المادة المنشورة، المسئولية القانونية على المطبوعة والمدون في حالة إثارة أى جزء من المادة المنشورة لمشكلة قانونية، وأخيراً النقاش المحتدم على الاسم بين وصلة و”الوصلة” بألف لام التعريف.
وبعد سلسلة طويلة من النقاشات وصلنا لمجموعة من التصورات الأولية أهمها أن المادة المنشورة لن تخضع لأي نوع من إعادة التحرير والتنقيح اللغوى أو النحوى أو حتى الإملائي. لأن هذا العشوائية اللغوية الموجودة في بعض التدوينات المنشورة على الانترنت هى عنصر أساسي من روح وتلقائية المدونات. أما السياسية التحريرية فقد رأينا أن يحاول فريق التحرير قد الإمكان تحري الحيادية وتمثيل الأطياف المتعددة للواقع الافتراضي العربي.
لكن اكتشفنا أن هذه النقاشات كانت الخطوة الأسهل في خطوات إعداد وصلة، حيث كانت المرحلة الصعبة هى الوصول إلي المدونين وإقناعهم بالفكرة وبإعطائنا تصريحاً بإعادة نشر تدويناتهم الورقية. ثم كانت الخطوة التالية هى اختيار التدوينات الصالحة للنشر، وأخيراً السهر لفترات طويلة والجدل والخناقات مع محمد جابر المخرج الفني حيث يستحيل التحكم في عدد كلمات المادة بالتالى كان جابر يواجهه مشاكل إخراجية بالغة مع كل تدوينة في تنسيقها في حدود صفحة ورقة تقاس بالسنتيمتر لا “الكيلوبايت”.
مازالت “وصلة” أشبه بمغامرة لا نعرف حدودها لكننا نثق في أن ملاحظاتكم ومساهماتكم على “وصلة” قادرة على تحويل هذه المغامرة إلي تجربة مختلف وفارقة في العلاقة بين الإعلام التقليدى والإعلام الجديدة، حيث تأمل “وصلة” أن تكون منبراً للإعلام الشعبي ونموذجاً لصحافة المواطن خارج حدود الفضاء السيبري.
* زر الموقع الرسمي لجريدة “وصلة” من هنا!
تعليق واحد على و.ص.ل.ة
فكرة المطبوعة هايلة… وتقديم ناجي عنها مركّز بدرجة شيّقة!
تحياتي للقائمين على هذه الجريدة المُبدعة! ويشرّفنا أن نقدمها لقراء شبكة شباب الشرق الأوسط.
العدد الخامس صدر في أول أغسطس:
http://wasla.anhri.net/2010/08/issue5/