البيك والجنرال والشيخ وامرأة الحكيم ووجه السيد حضروا لينتخبوا الأستاذ!! كيف لا؟؟؟ وعهودهم السابقة واللاحقة لصقت اسماءهم على كل كرسي. واصبح من ممتلكاتهم الغير منقولة بالتأكيد من المجلس. فالدخول الى مجلس المجالس ليس كالخروج منه، فبالاضافة لكونك لبنانيا منذ أكثر من 10 سنوات وعمرك فوق 25 عاما، متمنعا بحقوقك المدنية وغير محكوم عليك بجناية او جنحة.فالحكم مسبق اما باغتيال الأب ام الزوج ام الأخ، او بوضعك على لائحة انتصارها لوجه الله او طائفية الزعيم!!…

ليس من العجائب ان تعلم انه في مجلس المجالس من يحصد أكثر الأصوات يمثل نفسه، وربما زوجته المعتكفة عن التصويت، وان ممثل الشعب فيه يمثل مسرحية تعرض لأربع اعوام متتالية، واصحاب الوجوه البهية شرعوا لأنفسهم قانون البقاء الأبدي بين حيطانه وتقاسموا الوليمة!!…

فقائد الأوركسترا يعزف نوتته بمطرقته،
والقائد الالهي يلوح بيوم مجيد بعباءته ،
والزعيم العلماني يدور في فلك طائفته،
ومهووس السلطة ينحدر في جدول مرضه
وحكيم يصف دواء لغير علته ،
وأمير يشحذ التاج لسحنته
وشيخ يشتري الدنيا بحصالته .

في مجلس المجالس، موقف السيارات يشبه معارض “الكسر”!! اما المواكب المارة بالقرب منه تنشر الهلع في النفوس، فمن قبل كان اللبناني عندما يرى موكبا سياسيا يلحق به ليهرب من زحمة السير أصبح الآن يبدأ بالاستيعاذ بالله عندما يلمحه آتيا من بعيد، وسرعان يغير وجهة سيره. كما ان الرصاصات الطائشة التي تحلق في الأفق بعد ان يطل أحدهم مكشرا على الشاشة الصغيرة، او للتعبيرعن فرحه برئيس سئمت الكرسي منه، او بآخر كان خلفا لمن سلف!!هذه هي صورة لوطن رسمته دمى متحركة وحكمته اجساد عفنة.