تنظيمات الإرهاب والتكفير في عهد مبارك- الجماعة الإسلامية – الجزء الأول

النشأة:

واحدة من جماعات التكفير التي نشأت بعد اغتيال (السادات) وامتد نشاطها ليغطي كامل الجمهورية وان تركز في الصعيد والقاهرة واميرها هو (عمر عبد الرحمن)، وكان قد صدر له الحكم بالبراءة في قضية اغتيال (السادات) لعدم ثبوت تهمة اصدارة فتوى الاغتيال، وبعد خروجه سارع إلى تكوين جماعته وعناصرها هم نفس عناصر تنظيم الجهاد ومن أعضاء تنظيمات الإرهاب والتكفير في مصر السابق سجن أعضائها والمفرج عنهم.

الوصول للسلطة:

لم تعتمد الجماعة الإسلامية على فكرة الاغتيالات والانقلابات والثورة في رأس السلطة وإنما اعتمدت على نشر أفكارها ومبادئها وسط طبقة المتعلمين والجامعيين حتى تدفعهم إلى التمرد والثورة على الدولة القائمة والمجتمع القائم والمطالبة بالحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والنظام الإسلامي.

الأفكار والايديولوجيا المحركة للجماعة الإسلامية:

  • أصدر (عمر عبد الرحمن) كتابًا يحمل عنوان (كلمة حق) واعتمد فيه أفكار التكفير والجهاد وتضمن الكتاب أيضًا مرافعته في قضية تنظيم الجهاد الجناية 84 لسنة 1982 أمن دولة عليا، ومن ضمن أفكاره تكفير الحاكم والمجتمع وضرورة الجهاد ليتضمن المواجهة والتصدي لكل ما هو قائم في المجتمع المصري مخالفا للإسلام.
  • اتبع الآية “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وهو يعنى الاستنهاض والحشد والإعداد لممارسة الجهاد حتى يكون “الدين كله لله” واعتمد على مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأنه تكليف شرعي.
  • التزموا الفتاوى الوهابية وأقوال بن باز مسئول دار الافتاء في السعودية فاطلقوا اللحى والتزموا الجلباب(نتذكر قضية الضباط الملتحين ومالها من معنى سياسي)

معنى الحاكمية والتكفير عند (عمر عبد الرحمن):

اتخذوا من تفسير الآية الكريمة “ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون” قضية أولى لاشتقاق فكر الحاكمية حيث نزلت الآية في اليهود ولكن عند (عمر عبد الرحمن) فهي تشمل الجميع مسلمين ومسيحيين ويهود! فالله خالق كل شيء ومالك كل شيء، لله حق التصرف فيما يملك، وله الامر وله الحكم ومن لم يحكم بما انزل الله فهو كافر، والحاكم في مصر لا يحكم بما انزل الله فهو كافر ونحن مجتمع جاهلي لأنه لا يصح لشخص ان يشرع لمجموعه و التشريع عندنا مصدرة البشر وليس حكم الله فهو كفر وجاهلية، ومصر دار كفر لأنها تحكم بغير شرع الله.

إذا أعطى المسلم حق الأمر والنهى للحاكم في الدولة أصبح المسلم كافرا وقام بما يتعارض مع الشهادتين اذ اعطى لمن لا يستحق حق التشريع ولذا فقد كفر المسلمين ومن ثم تصبح الخلافة هي الصيغة المثالية لوضع سياسي واجتماعي مقبول وبالتالي اصبحت الديموقراطية كفر لأنها تتعارض مع ايديولوجية ونظام الاسلام لان الامة تشرع لنفسها ما يناسبها وهو ما يتعارض مع قبول التشريع الإلهي والحكم بشرع الله في دولة الخلافة فنحن مع الديموقراطية نعيش في جاهلية وتشرع وفقا لأهوائنا.

عارضت الجماعة الإسلامية اشتراك الإسلاميين بصفة عامة والإخوان المسلمين بصفة خاصة في الانتخابات سنة 1984 (وهو ما ينفى عن النظام السابق شبهه اضطهاد الاخوان ومنعهم من العمل السياسي) وكان هذا الاعتراض متسقًا مع فكر الجماعة الاسلامية التي رأت في البرلمان جزء من منظومة القوانين الوضعية فالبرلمان لا يعمل وفق الشريعة الاسلامية وبالتالي لابد من الجهاد ضدة وحرقة كما احرق الرسول مسجد (الضرار) الذى بناه المنافقون.

عارضت الجماعة الاسلامية عمل الاحزاب السياسية ورفضتها تماما فالأحزاب هما اثنان فقط حزب الله وحزب الشيطان.

تركز نشاط الجماعة على ثلاثة محاور:

  1. 1.    الدعوة الى الله في المساجد والمقاهي والمدارس والقطارات والقاء الخطب والدروس والندوات في النوادي والمدارس والجامعات.
  2. 2.    الامر بالمعروف والنهى عن المنكر يبدأ بالتعريف، الوعظ ثم التعنيف حتى يقوم دين الله حسب شريعته واغلاق مصانع الخمور وفرض الجزية على غير المسلمين وجمع اموال الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية.
  3. 3.    الجهاد في سبيل الله حتى يتحقق الحكم بشرع الله بصورة تامة.

يتبع،