وميض القصاب
لو كنت تتابع صفحات العراقيين سترى أن الكثيرين منهم صار شغلهم الشاغل العمل لنشر فساد المؤسسات الحكومية ونقد المجتمع والظواهر السلبية في العادات وتعارضها مع المجتمع المدني ..وصار كثيرون لهم متابعين ورواد ومحبين، وهناك صفحات خاصة يجتمع بها عتاولة الناشطين الفيس بوكين لينشروا وينظموا ويحللوا
ومن ينظر للوضع من فوق بشكل عام سيرى أن تلك بشاير لنهضة ثورية وصوت معارض يحسب له الحساب، لكن مع النظر المدقق وقراءة الساحة السياسية العراقية سنرى أن تلك الأصوات لا تزن كثيرا في موازين لاعبي القوى الكبار، بالعكس أن بعضها قد تراه يجلس ويجتمع ويتحاور ويتواصل مع قوى اللعبة بدون عواقب
وتلك ليست حالة من الديمقراطية المتميزة في العراق أو حرية التعبير، لكن نظرة حصيفة من قوى تدرك حجم معارضها الحقيقي، وحجمه بحجم الفكر ولغة الحوار التي يقدمها في صفحته وهي التي تدرك أنها ليست لغه خطاب ثوري يحفز المقابل ولكن لغة مليئة بيأس محبط
أيًا كانت القوى التي تدير مقدرات الوضع السياسي العراقي فهي قد استوعبت ما يعجز ناشطونا على استيعابه وما فشل نظام صدام في توظيفه هو أن الكلاب التي تعوي لا تعض …وأن شعبًا محتقنًا بخيبات الحياة يحب أن لا يترك يعاني من اكتئاب مغلق يتطور لنوع من الهياج العصبي
لكن اترك له مساحة يصيح ويصرخ فيها، واترك الأصوات المملوءة باليأس، وخصوصا من فقدوا إيمانهم الديني، فشعب كالعراق فيه نزعة غيرة دينية يجب أن لا يكون فيه متدين متنور ولكن متنور ملحد.. طبقة مثقفة ومطلعة على خراب الوضع ضعيفة ترقد في مهاجر خارج العراق يلاحقهم الإفلاس المادي وانعدام قدرات الاندماج ليملئ فراغه أو ايجاد ما يشغل به وقته سوى متابعه أخبار العراق وتحليل أسباب الخراب
أو طبقه محصورة بالخوف وفي أماكن معدودة لممارسة نشاطها في أفضل أوقاتها تلعب في مجال بسيط من العمل على أرض الواقع في ورش ومشاريع بسيطة مستوى حركتها لا تتجاوز 1000 مواطن ويكون فيها تدخل حكومي لتخرج نتائجها ضمن حدود الخطوط الحمر لكل معادلات عدم تجاوز الأعراف والتقاليد والتابوهات الدينية، فنرى فرحه لأن صوت خرج في تقرير يشير لانتهاكات هي زبدة ما يحدث في الحقيقة وتتلقفها القوى الناشطة لتشبعها مشاركه ونشر وترويج
لمن تنشرونها ؟؟ وتروجونها ؟؟ هل أوباما مثلا ضمن قوائم أصدقائكم أم ميركيل أم هولاند أم كاميرون ؟؟ تلك هي القوى التي تغير نصف العالم والتي قادتنا للوصل لحالنا اليوم هي نفسها التي وضعت تصورها لشرقنا الجديد
أم أن بوتين ومجلس حكماء الصين مشتركين معكم في نفس البيج ؟؟ فهم حكام لعبة القوى القادمة
الحقيقة أن المثقفين والناشطين يدورون في حلقة صغيرة من المعارف ومن يدخل ويسجل في تلك الصفحات ويتابع ويقراء ويعلق ويتفاعل كلهم من نفس الشريحة…قد تجد حالات نادرة من غرباء سرعان مايخرج صوتهم مدوى لو جاءت مادة تهز حسهم الديني أو الاجتماعي ولهم نهايه البلوك والإلغاء
لو راقبت التعليقات او نشاط اي من هؤلاء الاسماء الكبيره ستراه كتب خبر مدوى عن الفساد جائه عليه 50 لايك وتعليقات تؤيد وتحلل أن الفساد من الحكام , المتهمين رئيس الوزراء من قبل السنه ورئيس البرلمان بالنسبه للمعلق الشيعي
ثم تأتي التعقيبات فالناشط ينزل بتصريح قوي يدين فيه قوى الأسلام بشكل مباشر وغير مباشر وقد ينفحنا بشيء من الشتائم ولو كان مصرح بالالحاد فسوف ينعل الله أو الدين وطبعا ملحدين العراق ألحادهم مركز مع الدين الأسلامي حتى المسيحين منهم تراهم لايوجهون كلمه نقد ضد الفكر الديني لغير الأسلام
وسيجد من كلامه الكثيرين باب لاخراج الحاد مستتر وضغينه ضد المسلمين او الحجه الأسهل وهي الطائفيه المستتره فترى تعليقات تسيء لمراجع السنه والشيعه من باب كشف وتأيد ماقاله الناشط وكأن لايوجد فكره ايجابيه واحده لدى الطائفتين غير مايقدمه متطرفيها وهلم جرا
أرى في ناشطينا الكبار على الفيس بوك اطباء نفسين مصابين بالاكتئاب فهم من قله الحيله يفرغون همهم واحباطهم الحياتي في الفيس بوك وللأسف احباط البعض من الوصول لقطعه من كعكعه السلطه أو لبعض النوارد منهم وسيله لتصفيه الحسابات ومسح الجوف بغطاء وطني
ولكن هؤلاء الكبار يلعبون دور جدران نفسيه للبقيه من المحبطين ممن يضربون رؤسهم بها ويردودن تمائمها ويخرجون مايعبئ أرواحهم
ولأن المحلل النفسي لا يلعب دورًا قياديًا ولكن هو نفسه يفرغ همه فيصبح الوضع مجرد تفريغ كبير لمشاعر سلبيه تقود لفكره لاتتغير أن العراق والعراقيين حاله ميؤس منها ونهايتها الحتميه والعادله هي الموت والخراب والتقسيم وان الاستسلام التام لقدرنا الجيني بسبب تخلفنا وجهلنا ووووالخ
وهنا مربط الفرس وسبب ترك الحبل لهم للتنظير ,ليكون الجميع مجرد مرضى في ردهه كبيره للمجانين ويقود الاشراف عليها احكم المرضى واقدمهم
للأسف انتشار تلك الظاهرة صار أسلوب حتى أن أحد الشباب من الناشطين أصابته نوبة صراخ هستيري بعد حادث ارهابي فلعن وشتم ووجد من خلفه كثير من المتابعين والمندمجين في هستيريا حالته فقرر ان يتهجها اسلوب وصار يقدم لنا غث الفعل بعد كل تفجير أو نقد المهم ان يبداء بسب وشتم حتى يتفاعل الجمهور بسرعه وله جمهور يستعد لتمزيق الثوب والعواء خلفه بصوره وصار مايعتبر عمليه نواح شكل من اشكال النشاط وهو اقرب لاستراتيجيه نفسيه ان تطلب من المريض الصراخ والبكاء لترويح عن النفس
تجاوز الكبار على المقدسات بفظاظة واستغلالهم للنزاع مع القوى الدينية شجع البقيه لتقليد فترى من ينشر ماده مسيئة للمسلمين بحجه انه ملحد وتتابع صفحته فترى كل متابعيه اصدقاء واهل وأغلبهم مسلمين ..فهل من الطبيعي ان تقرر أن تنشر ماده تسيء لهم ؟؟ ما الفكره منها ؟؟ فكره التبشير والتوعيه التي يتقمصها البعض تكون فارغه لان لايوجد من متابعيه عضو اسلامي شهير او شيخ …هي مجرد دخول لغرفه استقبال في المنزل لترى محبيك فتبصق بوجههم وتترك المكان وتعتبرها حريه تعبير
تلك ليست فعاليات ناشطين طبيعين ولا تتماشى مع فكره النشاط نفسه ولكن فعاليات نفسيه لمرضى يحاولن التفريغ ولانهم وجدوا في ضلال الكبار وطرقهم الملتويه والمريضه وسيله صار التلقيد والمتابعه مجرد عاده مرضيه
تلك كلها وسائل تحد من انتشار فكر ثوري تصحيحي وتضع المصحح والمصلح في قائمه واحده مع الفوضوين والاناركيين والمحبطين لخدمه فكره خلق عالم ديجتل فيه حريه لنشر الاحباط واليأس واشغال الفرد عن حقيقه واقعه وامكانيه النجاه قبل غرق وخراب كاملين
صاله امراض نفسيه ديجتل ..وع الموده !!!
تعليق واحد على الفيس بوك العراقي أمراض نفسية ديجيتال
كل الشعوب العربية تحتاج إلى فكر ثورى تصحيحى وليس المجتمع العراقى وحده يا عزيزى… وكما أردد دائما: وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين شديد الحساسية والخطورة. لك كل الشكر والتحية