
ففي الساعات الأولى من الثاني عشر من يوليو 2012 قررعمال الشركة أن يدخلوا في إضراب حتى تتحقق كل مطالبهم وذلك بعد أن سئموا من المماطلة والتلكؤ في تنفيد المطالب التي سبق وقدموا لادارة الشركة،حيث قام هؤلاء العمال بالتجمع عند مدخل الشركة ومنعوا دخول مقراتها على غير الأجانب، ورفعوا المطالب التالية :
1. تعويض مبلغ الضريبة على الأجور، انطلاقا من ملحق عقد MCM؛
2. التسديد، بأثر رجعي، لعلاوات التضخم والتقييم لسنة 2011؛
3. منح علاوة الماء والكهرباء لجميع العمال
4. تسديد علاوة التنقل لعمال المالية؛
5.تعويض العلاوات المختلفة والضريبة على الأجور؛
6. تسجل ساعة لتناوب الورديات وراحة لعمال المقلع على غرار كل فرق في قطاع المنجم؛
7. التكفل بنقل وإقامة والإستشفاء في الخارج، وإلغاء إلزامية الاستشارة الطبية في عيادة الشركة؛
8.التطبيق الكامل لجميع النقاط الواردة في محضر الصلح بتاريخ 28 دجمبر 2011؛
9.إنشاء مصلحة خاصة لجمع القمامات المنزلية وتطهير المرافق الصحية؛
10.منح أرقام تسلسلية للعمال الذين سيستفيدون من منح سكن.
وفي فجر الخامس عشر من يوليو قررالنظام أن يضع حداً لاعتصام العمال السلمي وأن يكون سوطاً لشركة أجنبية يقتل بكل حقد أحلام المواطنيين وأرسل فرقة من الحرس”الوطني “فجر ذلك اليوم لتغدر وتنكل بهم فقد أمطرتهم بمسيلات الدموع والهروات وضربتهم بشكل بشع حتى أسقطت أحدهم،وهو العامل محمد ولد المشظوفي حيث قام عناصر الحرس بأخده بعيداً عن مكام الاعتصام وضربوه ضربا مبرحا ورموه داخل سيارة بعد أن أجهزوا عليه ليصل إلى المستشفى وهو جثة مقيد اليد رفقة زميل له يدعى ولد بيبة ظل على قيد الحياة وكان شاهداًعلى ماقامت به عناصر الحرس في حق ولد المشظوفي.
مقتل المشظوفي نقل الاعتصام إلى مرحلة أخرى فبعد إنتشار الخبر قام العمال الغاضبون من مقتل زميلهم باحتلال ساحة الاعتصام مرة أخرى والسيطرة على مباني الشركة في ظل تضامن منقطع النظير من قبل سكان مدينة أكجوجت.
ونقل ولد المشظفي في مابعد الى المستشفى المركزي في العاصمة نواكشوط في محاولة لايهام الرأي العام أنه سيفتح التحقيق في سبب وفاته إلا أن نائب وكيل الجمهورية خرج ليقول أن وفاته كانت طبيعية من دون أن تشرح جثته أو يقدم الطب الشرعي رأيه في حالته -لانه باختصار لاوجود للطب الشرعي في موريتانيا -، لترجع جثته إلى مدينة أكجوجت ويدفن في ظل حالة من الحزن سكنت أرجاء المدينة ويخرج بعد ذلك سكان المدينة في مظاهرات تطالب بفتح تحقيق في مقتل المشظفي و معاقبة قتلته، والتعامل بايجابية مع مطالب العمال .
لكن شي لم يتغير فحتى ونحن نحي الذكرى الأولى للاستشهاد ولم المشظوفي لم يعاقب من قتل رغم أن العمال يحكون تفاصيل ماحدث للمشظوفي له ويصفون بشاعة تنكيل الحرس به.
ومع مرور الأيام وخذلان المواطنيين والصحافة والنشطاء الحقوقيين والسياسيين ونزوع أهل ولد المشظوفي إلى الصمت بدأت قصة قتل ولد المشظوفي تذهب في غياهب النسيان رغم محاولات البعض التذكير بها.
مما جعل الشركة الأجنبية تتأسد على العمال وتضربهم بشراسة وتنكل بمن يحاول أن يقف في وجه جبروتها ويطالب بحقه، وأخذت تنتهج سياسة الفصل التعسفي في حق كل من شارك في الاضراب، وهو ماحدثني عنه صديقي الصحفي عبد القادر ولد أحمدناه القاطن في مدينة أكجوجت والمهتم بقضايا العمال والشركات المنجمية الأجنبية :
“إستخدمت شركةmcm كل الأوارق والحيل من أجل إفشال إضراب العمال ، فقام الوالي يومها جالو عمر، بالعزف على وتر العنصرية فجذب الزنوج من العمال وجعلهم يقفون في صف الشركة ضد الاضراب و تم اختراق نقابة CGTM وهي تمثل غالبية العمال،وفصل مندوب نقابة (CNTM) عثمان ولد كريفيت العامل الذي قاد الاضراب وكان يفاوض الشركة باسم العمال،ليصبح كبش فداء بعد أن قتل إبن عمه ولد المشظوفي، واستطاعت في النهاية فرقة من الشرطة الخاصة القادمة من انواكشوط أن تفرض بالقوة دخول العمال إلى الشركة أو اعتبارهم مفصولين “
تعليق واحد على إضراب عمال mcm :ذكرى بطعم الذل
هى ليست ذكرى بطعم الذل بل طعم الأمل والنضال الذى لن تخلو منه الدماء الحرة فى كل أنحاء العالم.. أشكر لك تذكيرنا بهذا النضال الشريف حتى تُثار عزائمنا كلما رقدت.. تحياتى