افهم غزة 1 !

لا يمكن لغزيّ عاقل مهما كان مشربه أن يصدق حجم الإشاعات حول غزة ، حتي أصبح أكثرنا هدوءً و عقلانية لا يجد في مثل هذه الاتهامات إلا ” حربا مبرمجة ” وجزءا لا يتجزأ من مخطط حصار أكثر الأماكن في العالم .. اكتظاظا و ازعاجا! .

والمؤسف أن مثل هذه الادعاءات لا تتصف ” بالجدلية” فالاتهام قائم علي الجدل بين طرفين “مدعي ومدعى” عليه يحمل كل منهما وجهة نظر تتسم ولو بالحد الأدني ب بوجود جدل ، إلا أننا كغزيين نجد أنه من الغباء أن تدافع عن نفسك في مواجه اتهام لك بأنك سبب إنقطاع الكهرباء في مصر مثلا !

محمد علي باشا ، أنشأ في عام 1832 شبرا الخيمه وفي عام 2013 أصبحت هذه المدينه تستقبل من غير ساكنيها 62.000 مصري ! وهذا العدد هو 3 أرباع عدد الساكنين في مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون مجتمعتين !! وعدد سكان شبرا الخيمه يساوي نصف عدد سكان قطاع غزه بأكمله ، ثم تخيل يا صديقي أن عدد العمال في شركة ” كريستال عصفور ” في شبرا الخيمه 40.000 عامل وهو عدد يساوي نصف عدد سكان حي الشجاعيه واحد من أكبر الاحياء السمنيه في مدينة غزة

علي العموم كل ما أقصده من خلال هذه المقارنه هو ان تفهم أن غزه بكل حاراتها و شوارعها لا يعدو كونها – رغم عظمتها في أعيننا – إبره في كومة قش جمعها فلاح من صعيد مصر بعد الحصاد ! فهل من المعقول أن تحرم غزة الصغيرة مصر الكبيرة من الكهرباء ؟ هو ضرب من الجنون!!

 تحصل غزة علي الكهرباء من 3 مصادر هي إسرائيل ، و مصر ، وشركة الكهرباء الفلسطينية، أما المصدر الأول فهو لا يمنح الكهرباء للفلسطينيين مجانا بل يشتريه منها الفلسطينيون بموجب اتفاقيات لاحقه علي إتفاقية أوسلو وحجم ما نشتريه هو 120 ميجا واط من الكهرباء ! أما مصر فهي لا تمد غزه سوي ب 22 ميجا واط فقط ” مجانا ” وهذه الخطوط منحت في عهد المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق وهي لا تغذي سوي مدينة رفح فقط !! أي أن حجم ما تزود مصر به غزة من كهرباء أقل من ربع ما يشتريه الفلسطينيون من إسرائيل عدوّهم اللدود !

أما المصدر الثالث ، فهي شركة توليد الكهرباء الفلسطينية، تملك 4 مولدات قصفت إسرائيل إثنين منهما إبان إختطاف الجندي جلعاد شاليط ، وهذه المولدات تعمل بالسولار الصناعي الذي تتبرع به قطر للفلسطينيين و تمنع السلطات المصرية – منذ عهد حسني سيئ الصيت و السمعة و إنتهاء بعهد المخلوع محمد مرسي – إدخاله رغم أنها لم تنفق في تخزينه و نقله ( مليما واحدا ).

ورغم ذالك تقطع الكهرباء في غزه بمعدل 8-10 ساعات يوميا !!

سأعود لأكتب عن أشياء أخري قريبا ..