يبدو أنه ليس من السهولة جدا أن يفهم العالم العربي على الأقل على المدى القريب أن السبيل الوحيد للوصول للسلطة هو “صندوق إقتراع شفاف ونزيه”، وهو أيضا الباب العادل والمثالي الوحيد للإطاحة بالسابق وصعود المشروع اللاحق، تحت ظل مؤسسات مدنية مستقلة عن أي تدخل عسكري أو كهنوتي في مسارها السياسي المستقل، الذي يجب أن يخضع بالكامل لإرادة الشعب، عن طريق ميكانزمات تمثيلية في المسار الديموقراطي الحر والنزيه.
وفصل السلطات هو إحدى مبادِئ الديمقراطية، فهو النموذج الحثمي لنجاح الحكم الديمقراطى. هذا النموذج الذي يعرف أيضا ب Trias Politica.
كما يبدو أن جنون الإنسان العربي في عشق السلطة والتسلط، يعمي مسؤولي الجيش والمؤسسة العسكرية في هذا الركن المضطرب من العالم عن فهم أن التدخل العسكري في الحياة السياسية للمواطن، وخروجها عن العقل المدبر للمؤسسة المدنية لحكومة الشعب، هو خروج عن الدور المنوط بالمؤسسة العسكرية في حماية الوطن من الإعتداءات الخارجية أو التدخل أثناء الكوارث الطبيعية، وبالتالي هو تحول إلى خلايا سرطانية، فيخرب ويضرالوطن ولا ينفع، فينتشر الفساد ويعيش البعض على أكل البعض الآخر، فيضيع الإنسان ويضيع الوطن ويعيش الفساد في خلايا الأنانية.
هذه حكاية فرعون الذي مات منذ آلاف السنين في هذه البقعة، ولكن دون أن يتم القضاء على داء الفرعونية.
خلاصة القول نتمنى من العالم النزيه أن يدعم المسار الديموقراطي الهش بالعالم العربي، هذا المولود الجديد، الذي نتمنى له أن يعيش وأن يترعرع إلى أن يشتد عضده، لما فيه خير للأمة والشعب وتطور حقوق الإنسان.. ذلك الإنسان الذي يلزمه الكثير كي يتشبع من جذور ومعاني الإنسانية أكثر..
مجرد رأي.. والله ولي التوفيق
____________
محمد بوعلام عصامي
http://md-boualam-issamy.blogspot.com
___________________________________
4 تعليقات على انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر وصعوبة تطور المسار الديمقراطي في العالم العربي
حماية الديموقراطية هى مهمة حملها الجيش المصرى فى الثورة المصرية الأخيرة عندما استغل القادة المنتخبون تلك الديموقراطية ضد شعبها.. لك كل التحية والشكر على المشاركة وفى انتظار الجديد منك دائمًا
ما بني على الباطل فهو باطل٠
السيد مرسي بنى حلمه على أجهزة باطلة {العسكر و القضات و الإعلام} فأقطار كل ما هم ببنائه٠
لك الله يا مصر.
أتفق معك حقيقةً واستنكر بشدة موقف العقلاء ممن اخذتهم عاطفتهم ومواقفهم الشخصيه من الاخوان الى الانجراف وراء هذه السقطه الديموقراطية التي سوف تهئ مثيلات لها مستقبلا باعتبار وجود سابقه ومبرر يدعم اي تمرد شعبي آخر على الاسس والاصول الديموقراطيه السليمه
لابد من عودة أول رئيس منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر، لبناء الاسس والاصول الديموقراطيه السليمة