أتابع عددًا كبيرًا من الإعلاميين العراقيين على الفيس بوك ومن كان منهم على تويتر بسبب عدم انتشاره، بالإضافة لعدد من الناشطين والمدونين.. الصفة العامة للجميع أنهم يناقشون الوضع العراقي وسياسته وبسبب وضع سوريا صار نقاشهم عراقي سوري، تأتي مواضيع الربيع العربي وهي تنقسم ما بين فريق الربيع البحريني وفريق ربيع الدول الأخرى والسبب طائفي بحت للعوام بسبب تأييد البعض للموضع سنة وشيعة فيما عدد قليل جدا من المدونين والناشطين المحترمين ممن تعاملوا مع كل الربيع العربي والتغيرات في إيران وتركيا وعلم النيو ميديا بحرفية عالية ينقطع نظيرها فيمن أتابعهم من مدونين وإعلامين عرب حتى على مستوى قنوات ومؤسسات كبرى ودولية وهي صفة تفرد بها المدونون عن الإعلامين بتفرد
الشأن العراقي والتغير الشرق أوسطى وسوريا هي مراكز طروحات الإعلامين والمدونين والناشطين ..المدونون والناشطون أكثر تركيزًا على الشأن العراقي.. صحيح أن كثيرين دخلوا مخاض الصراع الطائفي بسبب أقلمة التدوين من ناحية من يكتب في جوانب الشؤون السياسية كما قدمت.. فالتدوين مقسم لأقليم العراق الجديد وهو من فريق يرى العراق ضمن الرؤية الأمريكية في عهد جورج بوش ولم يخرج من عقده التقيم للتجربة الأمريكية في العراق وترى أنه لا يوجد منطقة وسطية في أقليمهم فهم إما مؤيدون لعراق مثالي جدا مع تسطيح لإشكالات الواقع أو هم سوداويون غارقون في نظرية المؤامرة ويجترون ما حدث في العراق ويعيشون وكأن العراق يعيش نفس اللقطة عندما قصفت الطائرات قصر الرئاسة في 2003، عدم تعاطي كلا الفريقين بشكل مرن وسياسي مع الواقع جعل إقليمهم يلهج ما بين خطاب البروبكاندا الحكومية أو المعارضة المتطرفة
إقليم تدوين آخر هو إقليم المناطقية فأنت مدون مناطيقي تخاطب بخطاب أهل منطقتك وتتصور أنك تخاطب سواد العراق الأعظم ولكن أنت محدد بمنطقتك والحقيقة أني كنت أرى تلك نقطة سلبية لحين تعرفي على ثقافة الإعلام المحلي الدوليه وصارت صوره اكثر وضوحًا فقلة تعاطي المدون ورؤيته للعالم من منظور مناطقيته جعلته معبرًا عن محليته وهي ايجابيه من ناحيه ان الاعلام العام فاقد للمناطقيه فهو اعلام حزبي وتبعي لقوى المنطقه لانه مرتبط بتمويل، فيما المدون اكثر شراسه في النقد وحماسه للتغطيه وهي تفرد اخر لمدونينا على اعلامنا
الاقليم الاعلام المواطني وهو اخطر واحرج الفرق التدوينيه اليوم لانه يمارس دورًا قياديًا للاخرين من المدونين ويقدم اعلامًا يريد ان يجتر نفسه من تخبط الاعلام العام ولنفهم مايقوم به لابد ان اعود لبدايه المقال واكرر انى متابع لحسابات اعلامين كثيرين … إن مايكتبه الاعلامي “صحافه وتلفزيون” صار مؤدلجًا ببروكاندا المؤسسه ..الاعلامي المحترم وصاحب الرأي صار اكثر خضوعًا لمركز المال ..فهو لا يملك مناطق وسط وإن اختار الوسط اختار وسطية الأغلبية ..وخصوصا من يخاطر في الكتابة في الشؤون الإقليمية
الشؤون الاقليمه هي حقل متفجرات لكل من يريد الكتابة فيها ..فكما قدمت البحرين خلقت مشكله كبيره للكتاب وفيما عدا القله التي قدمتها لن تجد احدًا استطاع ان يقدم صورة واقعيه للوضع ..فأما من دخل حاله العمى عن اي سلبيات او من دخل حاله التهيج ..وتعامل الاعلام الفاشل مع البحرين انجر مع سوريا ومتغيرات الدول الاسلاميه ..وزاد عليها مظاهرات العراق في مناطق المحافظات السنيه ..مما جعل حقل الالغام يتحول من شأن اقليمي لشأن داخلي
وهنا نرى ان البعض يختار دخول الموضع برؤيته النابعه من المناطقيه للمستقل او المؤسساتيه للمحترف ..مما يجعل صفه الانحراف عن الحق والمصداقيه تنحصر لديه مهما توخى الانتباه ولان المدون اكثر مرونه فهو متقبل للنقاش والدخول فيه بحكم انه لايرى نفسه صنم اعلامي ولايحصر نفسه في كرسي ولابتوب ومستعد للدخول لزوايه مظلمه من الانترنيت في مناقشاته ..فترى منتوجه اكثر حيويه وقابل للتغير او التعاطي حتى مع وجهه نظر الاخرين لحدود قد تكون قليله وقد تكون كبيره ..بينما صاحب العامود فهو يحصل على رد فعل محدود وتراه يقود مواقع تواصله الاجتماعيه بعصى يهش بها اي مخالف او عنصر معارض
الحقيقه ان هناك مشاكل لاتتغير في الشأن العراقي وثوابت منها واضح كالفساد وصراع الاحزاب ومنها متغاضى عنه كواقع التهميش لطبقات من المجتمع وحاله الدولة المركزيه والامركزيه..وان تسخيف او تدويل اي مشكله او التغاضي عنها لايعني انها تزول ولكنها تدخل ضمن مشكله المنطقه وتتحول للغم
المشكله ان المدون فرقه عن الاعلامي انه قد لايستوعب ان اساس المشاكل هو الاقتصاد والقوة والسياسه قبل الدين والتطرف وان مايحدث اليوم في الشرق الاوسط يوجد له مناهج سياسيه وتاريخه وان التعامل معها يحدده هل انت تخاطب الناس كجماعه فيكون خطابك لحوار عدوك قبل صديقك ام انت تخاطب لتحصل على اعجاب وتطبيل ؟؟
. الاعلامي يعرف تلك الامور لانه دارس لها ولانه سلطه رابعه وهو القاضي لو انحرف فلايمكن ان تعود نزاهته بسهوله
و ما يجعل تعاطيه مع الشأن بطريقه فجه ومتطرفه خطر وضعف …المدون قابل للتوقف او محدود الانتشار او متقبل للتغير لكن الاعلامي فاقد للأهليه واكثر انتشار ومستعد للتلون ..وعليه فأن مستقبلنا لايشير ببصيص امل في تطور الاعلامين بدون احتمال خروج كيانات تدوينه فيها القدره على التمرس الاكثر احترافا ليرتقوا بل الاعلام ..خوفي انهم قد يتصورون انهم يرتقون ليكونوا اعلامين وهنا يسقطون في حقل الغام من سبقوهم ويتحولوا الى رماد
تعليق واحد على حقول الألغام في العالم التدويني والإعلامي
الإعلام عاد بمفهومه لمعناه اللغوى “إعلام من يُعلم” وعلى ذلك فكل من أراد أن يُعلم أحدًا بشىء ما يعلمه بدون أى رابط أو مقيم للمادة، معك كل الحق فيما ذكرت من أن الإعلامى إن انحرف لا يعود للنزاهة بسهولة.. أشكر لك الجهد والمشاركة وفى انتظار جديدك