لله الأمر من قبل ومن بعد وله في خلقه شؤون ، فله أن يختبر خلقه كيفما يتراءى له ، ومن صور اختبارات الله لخلقه الشدائد فأنت إن وُضِعت في شدة وليس لك منها فكاك فينظر الله كيف يدبر عقلك الأمر وكيف تشعر بالاختبار وله أن يرفعه وقتما يشاء أو يبقيه لوقت معلوم .
أأنت أفضل من أنبيائه ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ؟ كلا ورب الشفق فكليم الله سيدنا موسى – صلى الله عليه وسلم – وُضِع في اختبارات عدة فكان له النصيب العظيم من الثقة بالله فقال عزوجل : ” لَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ” ، أنظر عظيم الثقة بالله !! أنظر رد سيدنا موسى على أصحابه حين تيقنوا – بقلة ثقتهم – أنهم مدركون !! ، رد سريع وفوري على قولهم أن معه الله سيهديه إلى الصواب من العمل .. لم تهتز ثقته قط ولا لحظة فأتاه الوحي بأسرع من البرق “فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ” ، تمعن جليا في الفاء التي تسبق “أوحينا” .. في علم اللغة الفاء تفيد التعقيب والسرعة ، جاء وحي الله في أقل من لمح البصر لسيدنا موسى بعظيم ثقته بالعزيز الجبار . فبقدر ثقتك في الله في الشدائد يأتي فرج الله في لمح بالبصر.
ثق بالله ولا تيأس من الله فهو عند ظنك به فإنك إن وثقت به كان لك أوثق من وريدك الذي يلف جسدك مطيا .