أحمد جمال قد يكون مجرد شاب صوته مقبول.. “من وجهة نظر البعض”.. وقد يكون شاباً فاسقاً لأنه يغني “من وجهة نظر البعض”.. وقد لا يعرفه كثيرون.. وقد يعرفه كثيرون.. ولكن كل هؤلاء لا يقدرون أن ينكروا حقيقة واحدة.. أن هذا الشاب الصيدلاني الطنطاوي أصبح ظاهرة مصرية خالصة.. لأن الشاب الذي يمتلك وجهاً يشبه في سماره نهر النيل، وصوتاً دافئاً قادراً على إحياء القلوب الميتة قد تحول وجوده في برنامج محبوب العرب arabidol حدثاً تنتظره البيوت المصرية ليلة كل جمعة وسبت، وأصبح حديثاً للناس ليس كل الناس حتى لا أكون كاذباً ولكن على الأقل لجماهيره.. وجماهيره هنا هم الظاهرة في الأصل، أحمد مطرب عظيم وتلك ليست وجهة نظري أنا لأني مجرد مهتم بسماع “الموسيقى” و”الأغاني” ولكنها شهادة فنانين عظام منهم الملحن العظيم “عمار الشريعي” الذي قال:

“انتبهوا أيها السادة.. مش الفيلم دا بجد.. انتبهوا لهذا الصوت ولهذا الشاب.. أسمه أحمد جمال.. طالب في رابعة صيدلة.. حائز على جائزة المطرب الأول لجامعة عين شمس.. وقال: أرجوكم اسمعوا صوت هذا الشاب باهتمام.. بصوا على الإحساس.. بصوا على المساحة.. وعلى التمكن الغنائي.. الواد دا قارينا وعارفنا وعارف عربي كويس أوي أوي.. وحايكون من أهم العلامات الغنائية في مستقبلنا القريب”.

هذا هو الفنان الراحل “عمار الشريعي” يتحدث عن موهبة شاب استمع له لأغنية  ”قسمة ونصيب” فقال عنه ما قال.. ولم يتوقف دعم الراحل له فقد لحن له ثلاث أغنيات: مقدمة ونهاية مسلسل “بيت الباشا” و”حبيبتي” ضمن أحداث نفس المسلسل.. ثم كان دعم الملك “محمد منير” له بعدما تغنى بصوته أغنية يونس التي شكره عليها “الكينج” وأكد له أنه غناها كأحسن ما يكون، ثم الملحن والعواد العراقي “نُصير شمة”، والموسيقار الرائع “هاني مهنى” والموسيقار الحاد والذي لا يعجبه العجب “حلمي بكر”، والفنانة “أنغام” والفنانة “أصالة” وغيرهم كثيرون قد لا يكفي المقال ذكر أسماءهم، هؤلاء جميعاً اتفقوا أن صوت هذا الشاب سيعيد من جديد الريادة للأغنية المصرية، هؤلاء جميعاً اتفقوا أن “أحمد جمال” حالة استثنائية، هؤلاء جمعياً آمنوا بموهبته ودعا كل منهم جمهوره للتصويت للشاب، ودعم هؤلاء ليس في حد ذاته الظاهرة، وعن الظاهرة سأكتب في السطور التالية..

تم تدشين صفحات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي facebook وكان من أهمها بعيداً عن صفحته الرسمية، صفحتي “أُلتراس أحمد جمال” و “رابطة محبي أحمد جمال” الصفحة الأولى “أُلتراس” والتي أعتقد لم يحدث لفنان مصري من قبل نزلت الشارع لدعم أحمد، علقت “بنرات” في الشوارع، وأقامت وقفات، ويعملون بجهد لم أراه من قبل يُقدم لفنان، مجرد شباب آمنوا بموهبة وقرروا دعمها، وهنا تتجلى الظاهرة بشكل كبير، الظاهرة التي يعتبرها كثيرون “تفاهة وقلة قيمة” وقد يعتبرهم الآخرون عالم “فاضية”.. خاصة لو عرفنا أن هناك في الصفحة الثانية شبابًا سخروا معظم وقتهم لمتابعة أخبار أحمد في الصحف والتليفزيون.. كل كلمة تُكتب، وكل خبر ينشر، وكل تقرير يحضر، يتم نشره فوراً على صفحة الرابطة أو “رابطة محبي أحمد جمال”

وعندما تساءلت بيني وبين نفسي: ما السبب في كل هذا..؟! وما السبب أصلاً في كتابة هذا المقال..؟ لم أجد إلا إجابة “منطقية” واحدة قد تريح القارئ.. أو لا تريحه فلم يعد يهم لأني كتبت المقال.. ولو تم قراءته سيكون قد تم نشره.. عزيزي وعزيزتي يا من قرأتم المقال.. “الظاهرة” التي أردت أن أكتب عنها.. والتي هي في أصلها إجابة عن السؤال.. هي “الحب”.. فعلاً هو الحب فقط الذي يشع من هذا الشاب صغير السن عظيم الموهبة، “الحب” الذي جعلني أهمل أشياء كثيرة في حياتي وأوقفها دعماً وحباً في صوته العذب.. إنه “الحب” والحب لا يعرف أبداً أسباباً منطقية.. هو (الحب) ظاهرتك التي لن تتكرر يا أحمد جمال.