تغيرات تطرأ علي كل إنسان عندما يمر بمراحل عمره المتعددة منذ فترة والدته حتي يتوفاه الله سبحانه وتعالي , فمنذ أن يتفاعل الحيوان المنوي الذكوري مع البويضة الأنثوية يُعد هذا المخلوق من تعداد الأرواح والأنفس التي تتهيأ للخروج إلي الحياة , يتفاعل ثم يتكون ثم يُخلق كما تشاء له الإرادة الإلاهية ثم يُحدد “ذكرٌ أم أنثي” فيٌصبح في الطور البشري ويخرج /تخرج إلي الحياة.
تتفتح عيناه أولا علي والدته نتيجة لكل التفاعلات التي نشأت بين كليهما في فترة الحمل من صدور أصوات وذبذبات أموية نحو جنيها أو عكس ذلك , بما يصدر من الجنين من حركات إيحائية نخو من تحمله , في ذلك العالم الذي لايعرف ماهيته أو كونه , يصبح طفلا يشير إلي كل احتياجاته بالبكاء ثم يتقدم به العمر إلي الإشارة ثم إلي التحدث أو التخاطب , يكبر وتكبر مع أحلامه وأفكاره الطفولية فيشُب علي ما تعود عليه من والديه , يبلغ الحُلم , يدرك كل ما هو حوله , يفكر- يساهم- يُرشد – يتخاطب – يُعلم ويتعلم.
تلك هي بمثابة المراحل التي يمر بها الإنسان وكأنها شريط قطار ممدود علي طول الطريق أوله مكان وجوده وتشغيله وتحركه , وآخره هو آخر محطة يقف بها القطار ليتم الإستغناء عنه في هذه الحياة , يقف في كل محطة فتنزل من عرباته أُناس , ويصعد آخرون , تصعد أفكار وتنزل أخري , تمر علي عرباته كل من يصادف هذا القطار فمنهم من لا يطيل الركوب ومنهم من يلازم القطار ثم ينفصل عنه في وقت محدد , درجات متفاوتة , إنه الأمر العجيب لهذا المخلوق البشري يمر عليه كل شئ ويمر هو أيضا علي جميع الأشياء .
إنه القطار الذى لا يتوقف أبدا وإن كانت له وقفات فهي مسيرة من عند خالقه , يجمع بين جنباته الخير والشر ذلك الصراع المرير الدي دائما لا ينتهي بين كل من هذه العربات المتعددة إلا بانتهاء القطار نفسه , ويظلان يتقاسمان الصرراع بينما حتى النهاية , لا أدري لما كل هذا…
أمن أجل البقاء؟
أمن أجل السطوة والقوة؟
قطار سائر في وجهه علي شريط مُد له .. ويتعرض إلي كل هذه المآسي!
أم أن القدر له دور في ترتيب تلك المحدثات التي يمر فيها ؟
تلك هي الأسئلة التي تمر بخاطري عندما أكون قد أخترت لنفسي مكانا أسبح فيه بفكري وأطرح لنفسي تلك كل الأسئلة , والتي لا أجد لها بداخلي أىٌ من الأجابات المقنعة ,
هل سيجري عليَ القدر كغيرى من البشر بأن أكون مسالماً بكل ما يمر علي من أحداث؟
أم أن القدر قد يُطوع لي وأغير من ذلك القانون الذي يقع تحت طائلته الكثير والكثير من البشر ؟
أأنحدر عن الشريط الذي أنا سائرٌ فيه ؟ أم أسير كما خطت لي الخطط؟
إنه قطار العمر…
تعليق واحد على قطار العمر
لغة رائقة وتدفق صادق في الأحاسيس يا حازم…مرحبا بكتاباتك على موقعنا