ربما أكون قد تأخرت كثيرا في كتابة تلك المقالة و التي كانت فكرتها تراودني منذ فترة طويلة جدا و قررت أن أضع لها هذا الاسم تعبيرا عن ما تحويه كلامتي البسيطة .

كل يوم و كل واحد منا ذاهب الي عمله او الي مكان دارسته يري  الكثير من العربيات الملاكي التي تقتظ بها شوارع القاهرة الرئيسية و الفرعية أيضا و حينما تلقي النظر الي تلك السيارات تستطيع و بلمحه بسيطة أن تحدد ديانة سائق السيارة او بالأحري من يمتلك تلك السيارة و أول شئ تقع عينيك عليه هو هل يعلق صليبا علي مرأة العربية الداخلية ؟؟؟ أم هل يضع مصحفا فاخرا علي الطبلوه الأمامي للسيارة ؟؟؟ و من هنا تستطيع أن تحدد ديانته بكل سهولة . و هنا أريد أن أسئل كل من يمتلك سيارة و يضع بها ما يشير الي ديانته . لماذا تضع صليبا أو مصحفا ؟؟ أعلم انها حريتك الشخصية و لك فيها كامل الحق . ولكن أسئلك ماذا تود أن تشير بتلك العلامات الدينية ؟؟؟ الا تستطيع أن تضع صليبا و مصحفا في قلبك ؟؟ أم أن قلبك ربما لا يتسع الي ذلك فتضعها أمام الناس أفتخارا و أظهارا لمدا تدينك الرهيييب … نعم أنه النفاق الديني بكل أشكاله و الذي أصبح يسيطر علي مجتمعنا المصري بكل أشكاله و ألوانه… سوف أروي قصتين أعتقد أن كلا منا شاهدها ذات يوم . 

القصة الأولي : كل يوم أثناء ذهابي الي جامعتي و التي تقع في مدينة السادس من أكتوبر أستقل ذلك الميكروباص من منطقة القللي و حتي مدينة 6 أكتوبر و في الأغلب ما يقوم السائق بتشغيل أذاعة القرأن الكريم علي الراديو . أقتناعنا منه بأن اللة سيحفظه و يرزقه أيضا و هذا شئ جيد جدا و لكن حينما تقوم أحد السيارات بأخذ مكانه في الطريق أو أن يتحدث له أحد الركاب عن سبب زيادة الأجرة مثلا حينها تستطيع أن تسمع أفظع أنواع الشتائم و الألفاظ البزيئة … و هنا أتسئل هل وصل الحال الي تلك التناقد في الشخصية المصرية ؟ أم أنها عادات تعودنا عليها ؟

القصة الثانية : هي لا تختلف كثيرا عن القصة الأولي فالتشابه يجمعهما معا كنت أركب مع أحد أقاربي سياراته و كنا ذاهبين الي مدينة العبور ذات يوم و كانت الساعه تقترب من الثامنة صباحا حينها و قام بتشغيل القداس و كان يضع عدد 3 صليب و عدد 1 أنجيل و عدد 2 صور دينية في سيارته و كنت أستشعر و كأنني داخل كنيسة لم تكن سيارة علي الإطلاق و في أثناء ذلك كله اخذ يسرد في سيرة فولان و ما تفعله علانه و عن خطيب تلك الفتاة التي كان يحبها و لم يستطيع الارتباط بها و زكرياته معها و ماذا كانا يفعلان سويا و أشياء من هذا القبيل … كل هذا و القداس شغال… فأخذت أفكر لماذا اذا تضع كل هذا ( صلبان و صور دينية و انجيل ) هل تضعهما متباهيا فقط أمام الناس .

أتذكر أنني حضرت أحدي لقائات الدكتور مصطفي الفقي و كان يتحدث أن مصر في الماضي كنت لا تستطيع أن تحدد ديانة الاشخاص فكل المصريين كانوا لا تظهر عليهم علامات التدين النفاقي او التدين الظاهري بمعني أدق و تحدث أنه حينما كان قنصلا لمصر في الهند و عاد الي مصر في منتصف التسعينات صدم من منظر السيارات التي تضع صلبانا و مصحفا و تحدث بأن تلك ظاهرة عنصرية و طائفية لدرجة كبيرة تعبر عن مدي طائفية الشعب المصري و التي اصبحت تزداد يوما بعد يوم . 

كلمة أخيرة :  مفيش مشكلة أنك تحط صليب أو مصحف في عربيتك بس قبل لما تحطة في عربيتك حطة الأول في قلبك و تصرفاتك و تعاملك مع الناس . كفاية مظاهر كدابة و كفاية نفاق ديني و كفاية تطرف . هناك لادينيون يتعاملون مع الناس أفضل مما تتعامل أنت أيها المنافق الديني …