باربي: صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور
(6)
الشعر الأشقر
لماذا الشقراوات أكثر متعة؟ لأن السادة يفضلون الشقراوات. لماذا يفضل السادة الشقراوات؟ لأن لديهم آليات نفسية متطورة تدفعهم لأن يفضلوا ذوات الشعر الأشقر. لماذا؟
إن فكرة كون الشعر الأشقر هو المثال الأنثوي تعود على الأقل لنصف ألفية، وربما لألفي سنة. فهناك أدلة على أن النساء خلال العصر الروماني وعصر النهضة كن يصبغن شعرهن أشقر، طويلاً قبل اكتشاف البيروكسيد في 1812. لقد كانت رغبة النساء في أن يكُنّ شقراوات قوية جداً طوال التاريخ المسجل بحيث استطعن إنجاز ذلك دون مساعدة البيروكسيد.
يعتقد البعض أن الرجال يفضلون الشعر الأشقر لأن الشقراوات يملن إلى أن تكون بشرتهن أفتح، وهو ما يفضلونه. ولكن هذا يبدوخاطئاً. ففي حين أن الرجال يفضلون النساء ذوات البشرة الأفتح، لأنها تشير إلى ارتفاع معدل الخصوبة (فلون بشرة المرأة يغمق حين تكون حاملا أو على الحبة)، يرتبط اللون الأفتح للبشرة مع الشعر الأحمر، وليس الأشقر، ومع ذلك، وفقا لدراسة واحدة، كل من الرجال والنساء لديهم نفور شديد من الأقران المحتملين ذوي الشعر الأحمر. فقد تبين أن الرجال يفضلون الشعر الأشقر بالضبط لنفس سبب تفضيلهم للثدي الكبير: كلاهما مؤشر دقيق على عمر المرأة، وبالتالي قيمتها الإنجابية.
ما يميز الشعر الأشقر عن كل الألوان الأخرى هو أنه يتغير بشكل كبير مع تقدم العمر. فالفتيات الصغيرات بشعر أشقر فاتح يكبرن عادة ليصبحن نساء بشعر بني (رغم أن هناك قلة من النساء اللاتي يحتفظن بشعرهن أشقر فاتحاً إلى سن البلوغ). وهكذا، فإن كان الرجال يفضلون النساء ذوات الشعر الأشقر، فهم يحاولون بلا إدراك أن يتزاوجوا مع النساء الأصغر سناً (وبالتالي، في المتوسط ، الأكثر صحة وخصباً) وذوات القيمة الإنجابية والخصوبة الأكبر. ليس من قبيل المصادفة أن الشعر الأشقر تطور في اسكندينافيا وشمال أوروبا، حيث يكون الطقس شديد البرودة شتاءً. في أفريقيا، حيث تطور أسلافنا لمعظم تاريخهم التطوري، بقي الناس (رجالا ونساء) عراة معظم الوقت. في بيئة كهذه، ويمكن للرجال أن يقيموا بشكل دقيق عمر المرأة من توزيع الدهون في جسمها أو اكتناز ثدييها (كما ناقشت في الإدراج السابق). لم يكن لدى الرجال في المناخات الباردة مثل هذا الخيار، لأن النساء (والرجال) يلتحفون بشدة في بيئات كهذه. وربما هذا هو السبب في تطور الشعر الأشقر في المناخات الباردة كوسيلة بديلة للنساء للإعلان عن شبابهن. طوّر الرجال لاحقاً الميل لتفضيل التزاوج مع شقراوات الشعر كاستجابة؛ وكان للذين فعلوا ذلك في المتوسط نجاح إنجابي أكبر من أولئك الذين لم يفعلوا، لأنهم، دون علم منهم، انتهوا بالتزاوج مع النساء الأصغر سناً مع صحة إنجابية وخصوبة أكبر.
بالمناسبة، فهذا يشير أيضا إلى أن تنميطة stereotype “أن الشقراوات غبيات” قد يكون لها أساس إحصائي ما وهي صحيحة (كما أن كل التنميطات تقريبا صحيحة، كما شرحت في سلسلة من الإدراجات السابقة). لماذا يعتقد الناس أن الشقراوات غبيات؟ تذكر أن الدماغ البشري، بما في ذلك التنميطات التي يولدها، هو متكيف مع بيئة الأسلاف (كما يشير مبدأ السافانا). ماذا سيكون متوسط عمر الشقراوات الفاتحات في بيئة الأسلاف (شمال أوروبا مثلاً، منذ 10,000 عاما) مع انعدام صبغة الشعر؟ حوالي 15. ماذا سيكون متوسط عمر السمراوات brunettes في نفس البيئة؟ حوالي 35. فلا بد لبنت الـ15 عاما من أن تكون أكثر سذاجة وأقل خبرة، نضجاً، وحكمة (بعبارة أخرى، “أغبى”) من امرأة الـ35 عاماً، مهما كان لون شعرها. إن الأمر ليس أن الشقراوات أغبى من السمراوات، بل أن الشابات “أغبى” (أقل معرفة، خبرة، ونضجاً) من النساء الأكبر، والشعر الأشقر هو مؤشر موثوق للشباب الفائر.
ربما يكون نفس المنطق وراء تنميطة أن ذوات الأثداء الكبيرة غبيات. ففي بيئة الأسلاف، دون جراحات تجميل أو حتى مناهد bras، وحدهن اليافعات جداً لديهن أثداء كبيرة ومكتنزة.
باربي: صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور
(7)
العيون الزرقاء
إن وصفاً نموذجياً للجمال الأنثوي المثالي يذهب دائماً إلى “شعر أشقر، وعيون زرقاء.” بعد أن اقترح مارلو حلاً للغز لماذا تفضيل الرجال للنساء ذوات الصدور الكبيرة، لا تزال جاذبية العيون الزرقاء هي السر الوحيد الواجب حله في مجال الصفات المرتبطة بالجاذبية الجسدية. عرفنا الآن لماذا يفضل الرجال النساء مع كل الصفات التي تميز باربي أو أي شقراء متفجرة نموذجية، وعرفنا المنطق التطوري وراء كل منها. ولكن لون العين، بشكل أكثر من لون الشعر، ويبدو سمة تعسفية جداً. لماذا يجب أن تكون النساء ذوات العيون الزرق مختلفات عن ذوات العيون الخضر أو البنية؟ مع أن تفضيل العيون الزرقاء يبدو عالمياً ولا يمكن إنكاره.
هناك طبقة إضافية على سرّ العيون الزرقاء. فخلافاً لجميع الصفات الأخرى التي نوقشت سابقا في سلسلة الإدراجات هذه (الشباب، الشعر الطويل، الخصر الصغير، الثديان الكبيران، والشعر الأشقر)، والتي تعتبر جذابة فقط للنساء، يعتقد أن العيون الزرقاء جذابة للرجال كما النساء. على سبيل المثال، فالوصف النموذجي للرجل الجذاب هو “طويل القامة ، أسمر، ووسيم ،” وليس أشقر؛ فعلى عكس النساء الشقراوات، لا يعتبر الرجال الشقر عالميا جذابين (لأن النساء يفضلن عموماً التزاوج مع الرجال الأكبر سناً، لا الأصغر). ومع ذلك، كما تظهر أمثلة كفرانك سيناترا (“تلك العيون الزرق”) وبول نيومان (الذي اشتهرت عنه نكتة أنه لا يريد أن ينقش على قبره “هنا يرقد بول نيومان الذي توفي فاشلاً لأن عينيه تحولتا للبني”) فالرجال مع عيون زرق يعتبرون جذابين، تماماً كالنساء مع عيون زرق. لذلك يبدو أن الإجابة على سؤال “لماذا العيون الزرق جذابة؟” يجب أن تتضمن أكثر من التفضيل الجنسي للذكور.
جاذبية العيون الزرقاء بقيت غموضاً تطورياً حتى قامت طالبة جامعية لديّ، لي آن تيرني، باقتراح حل جديد في ورقتها الفصلية للصف الذي أخذته مني في ربيع 2002. بقدر ما أعرف، تفسيرها هو الوحيد المتاح لجاذبية العيون الزرقاء من بين كل ما اقترح فيما مضى، وله على الأقل معقولية ظاهرية. ولكن، بطبيعة الحال، لا بد له أن يخضع لاختبارات تجريبية صارمة قبل أن يصبح تفسيراً مقبولاً.
تشير تيرني إلى أن بؤبؤ pupil عين الإنسان يتوسع عندما يتعرض الفرد لشيء يحبه. على سبيل المثال ، بؤبؤات النساء والأطفال (وليس الرجال) تتمدد تلقائياً عندما يرون أطفالاً. وهكذا يمكن أن يستغل اتساع حدقة العين، وهو عادة ما يكون خارج سيطرة الفرد الاختيارية الواعية، باعتباره دليلاً صادقاً على الاهتمام والانجذاب. معظم الناس لا يدركون حتى أن حجم بؤبؤاتهم يتغير عندما يرون شيئا يروق لهم، لذلك سيكون من الصعب خداع الآخرين من خلال التلاعب الواعي بحجم البؤبؤ. فلا يمكننا إلا أن نكشف عن اهتمامنا وانجذابنا للآخرين من خلال حجم بؤبؤنا.
ثم تستفيد تيرني من ملاحظتين بسيطتين. أولاً، كل بؤبؤ بشري هو بني داكن، بغض النظر عن لون القزحية، التي تحتوي البؤبؤ وتحدد لون العين. ثانياً، الأزرق هو أخف لون لقزحية الإنسان. نتيجة هاتين الملاحظتين تفيد أن حجم البؤبؤ أسهل تحديداً في العيون الزرقاء. إذا كنت تواجه أناساً بألوان عيون مختلفة، وعليك تحديد ما إذا كان كل شخص يحبك أو يهتم بك، مع تثبيت كل شيء آخر، فمن الأسهل أن تقرأ مستوى الاهتمام أو الانجذاب لدى الشخص أزرق العينين.
حجة تيرني، والتي أعتقد أنها قد تكون صحيحة، هي أن ذوي العيون الزرق يعتبرون جذابين كأقران محتملين لأنهم أسهل في تحديد ما إذا كانوا مهتمين بنا أم لا. فمن الأسهل أن “تقرأ عقول” ذوي العيون الزرق من أصحاب عيون بأي لون آخر، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالاهتمام أو الانجذاب.
إحدى المزايا في حل تيرني للغز العيون الزرقاء هي أنه لا يفسر فقط لماذا تعتبر العيون الزرقاء مثالية في الأزواج ولكن ما يفسر أيضا لماذا، على عكس سائر السمات التي ناقشت في سلسلة الإدراجات هذه، تعتبر العيون الزرق جذابة في كلا الجنسين. فإنه أهمية قراءة عقول الرجال لدى النساء لا تقل عن أهمية قراءة عقول النساء لدى الرجال؛ فدون أي شيء، ونظراً للعواقب الأكبر بكثير للوقوع في الخطأ بالانجذاب إلى الشخص “الخطأ”، ينبغي أن تكون للنساء حاجة أكبر ليقررن ما إذا كان الاهتمام الظاهري لشركائهن المحتملين حقيقياً أم لا. فالآثار السلبية المترتبة على الانخداع بخاطب كذاب هي أكبر بكثير لدى النساء، فالعيون الزرقا ينبغي أن تكون صفة أكثر أهمية في الرجال عنها في النساء.
وبالمناسبة، أعتقد أن منطق تيرني يمكن أن يفسر أيضاً لماذا يعتبر ذوو العيون البنية الغامقة في كثير من الأحيان “غامضين”. فهم غامضون لأن عقولهم – أي: ما إذا كانوا أو لم يكونوا مهتمين أو منجذبين لنا – أصعب بكثير لدى التقييم. فاللون البني الداكن للقزحية مشابه جداً للّون (العالمي) للبؤبؤ البني الداكن، وهكذا فإنه من الصعب للغاية قياس حجم البؤبؤ في العيون البنية الغامقة. في دراسة واحدة، كثير من الناس، رجالا ونساء ، عبّروا عن كرههم للعيون البنية الغامقة جداً (كما فعلوا مع الشعر الأحمر).
باربي: صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور
(8)
العيون الواسعة
ميزة أخرى تعتبر جذابة في النساء هي العيون الواسعة. على عكس العيون الزرق (نوقشت في الإدراج السابق)، فالعيون الواسعة تعتبر جذابة في النساء فقط، لا في الرجال. لـِمَ هذا؟ لماذا تعتبر العيون الواسعة جذابة في النساء فقط، لا في الرجال؟
هناك على الأقل سببان منفصلان لكون العيون الواسعة جزءاً من الجمال الأنثوي المثالي. أولا، كما ذكرت باختصار في إدراج سابق، فالعيون الواسعة (مع الشفاه الأوفى، والجباه الكبيرة، والذقون الأصغر) هي مؤشرات على مستويات عالية من الإستروجين. والنساء بمستويات أعلى من هرمون الإستروجين يقضين وقتاً أسهل في الحمل من النساء بمستويات أقل من الإستروجين. فالنساء ذوات العيون الواسعة لذلك يصنعن أزواجاً أفضل في المتوسط مع النساء بعيون أصغر.
والسبب الثاني هو أن العيون الواسعة سمة طفولية neotenous (مميزة للأطفال والرضع). فلأن العين البشرية لا تكبر في الحجم خلال النمو بقدر سائر الوجه والرأس، فحجم العين نسبةً للوجه ينخفض مع نمونا. وكما نعلم جميعاً، فالأطفال (كصغار أنواع الثدييات الأخرى) لديهم عيون كبيرة نسبياً مقارنة مع الأطفال الأكبر والبالغين. نتيجة لذلك، غالبا ما ينظر الناس (رجالاً ونساء) إلى الذين لديهم عيون واسعة على أنهم أصغر سنا مما هم عليه فعلاً. (كم تقدر عمر المرأة في هذه الصورة، على سبيل المثال؟) فلأن الرجال يفضلون النساء الأصغر سناً، كما شرحت في إدراج سابق، فهم يميلون إلى تفضيل النساء مع ميزات طفولية، كالعيون الواسعة. وهذا هو سبب آخر لكون العيون الواسعة (وهي شائعة في الأطفال والأولاد) هي جزء من الجمال الأنثوي المثالي.
قد تتلكأ الآن عند هذا التفسير للنظر في الرغبة للنساء بعيون كبيرة لدى الرجال. يجوز لك أن تشير (بشكل صحيح) إلى أن الرجال لا يحاولون التزاوج مع الأطفال والأولاد؛ فهذا سيكون لاتكيفياً للغاية لأنهم غير ناضجين. لذلك، قد تسأل، لماذا الرجال يفضلون المرأة التي، جوهرياً، تبدو كالأطفال؟
هذه نقطة جيدة جداً لإدخال مفهوم هام في البيولوجيا التطورية: انتقاء الهروب Runaway selection، والذي تعرف أحيانا باسم انتقاء الهروب الفيشري، على اسم الوراثي البريطاني رونالد أ. فيشر، الذي اقترح لأول مرة هذه الفرضية. كاستطراد بسيط، لو كنت قد أخذت في أي وقت مضى الإحصاء الأساسي في الكلية، لا بد أن ك قد تستذكر شيئاً غامضاً يسمى “إحصائية F” أو ” اختبار F”. حيث F في إحصائية F ترمز إلى فيشر، الذي ابتكر الاختبار وقدم مساهمات هامة أخرى للإحصاء. وهذا هو السبب، على عكس إحصائية t ، إحصائية z، أو إحصائية مربع-كاي χ2، في أن F يكتب دائماً بالحرف الكبير.
يشير مفهوم انتقاء الهروب إلى أنه عندما يفضل جنس ما أزواجاً مع سمات وراثية معينة، ثم، من خلال عملية الانتقاء الجنسي، سيأتي الجنس الآخر ممتلكاً هذه الميزة بأشكال مبالغ فيها على نحو متزايد. تقدم قرون الإلكة (أكبر أنواع الأيائل) مثالاً جيداً. فإناث الإلكة تفضل التزاوج مع ذكور بقرون أكبر، وذلك لأن هذه الذكور يمكنها هزيمة الذكور الأخرى ذوات القرون الأصغر في المسابقات على الأراضي والأزواج، ولأن حجم قرن الإلكة محدد وراثياً إلى حد كبير، فسيحمل أبنائهم أيضاً قرون كبيرة تكون جذابة للأقران المحتملين. ونتيجة لذلك، وسوف يأتي ذكور إلكة بقرون أكبر وأكبر ، إلى نقطة تصبح قرونهم ببساطةٍ كبيرة جداً. قد تصبح كبيرة بحيث تشكل عقبات أمام التغذية والبقاء، وحتى لقتال الذكور الآخرين، وهو الغرض الأصلي من وجود القرون الكبيرة في المقام الأول. ولكن الذكور يواصلون إظهار قرون مبالغ بها جداً لأنها سمة مفضلة لدى الإناث تطورت عن طريق انتقاء الهروب لفيشر.
ربما نفس العملية تحدث مع تفضيل الرجال للنساء بميزات طفولية. لأن الرجال يفضلون التزاوج مع النساء الأصغر سناً، فالنساء يأتين مع المزيد والمزيد من الميزات الطفولية، مما يجعلهن يبدون ليس فقط صالحات للزواج وبالغات، في نهاية المطاف يافعات، أشباه-أولاد بل حتى أشباه-أطفال. ربما كان تفضيل الرجال للشعر الأشقر قد توجهوا من خلال انتقاء هروب مماثل. كما أشارت لي المحررة الأقدم في “علم النفس اليوم”، كارلين فلورا، من قبل، والعديد من الأطفال الصغار الشقر لا يعودون شقراً وشعرهم يتحول للأغمق قبل وقت طويل من وصولهم إلى سن البلوغ (كما فعلت كارلين). لذا بتفضيل التزاوج مع النساء بشعر أشقر خفيف، فالرجال في كثير من الأحيان ينجذبون (لاتكيفياً) للأطفال قبل سن البلوغ. قد يكون تفضيلهم للنساء مع عيون كبيرة لاتكيفياً بالمثل. ولكن تفضيل الرجال للنساء مع سمات طفولية، وامتلاك النساء لمثل هذه السمات، مع ذلك، قد يكون تطور عبر انتقاء الهروب.
باربي: صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور
(9)
المفارقة الكبيرة: لماذا ينخدع الرجال
إذن فالرجال يحبون النساء اللاتي يبدون كشقراوات متفجرات، أو باربي، والنساء يريدن أن يبدون مثلهن، وذلك لأن كل من سماتهن الرئيسة (الشباب، الشعر الطويل، الخصر صغيرة، الأثداء الكبيرة، الشعر الأشقر، العيون الزرق، والعيون الواسعة) هو مؤشر على الشباب، وبالتالي على الصحة، القيمة الإنجابية، والخصوبة. هناك منطق تطوري دقيق وراء صورة الجمال الأنثوي المثالي. الآن، قد يكون القراء الحاذقون الذين تابعوا إدراجات هذه السلسلة قد التفتوا إلى المفارقة في كل هذا. لا شيء مما قلته في الإدراجات السابقة لهذه السلسلة صحيحٌ بعد الآن.
من خلال شد الوجه، الشعر المستعار، شفط الدهون، تكبير الثدي جراحياً، صبغ الشعر، عدسات لاصقة ملونة، وجراحات التجميل، يمكن لأي امرأة – بغض النظر عن سنها – أن تحصل على جميع السمات الرئيسة التي تميز الجمال المثالي للإناث. قليل جداً من مظهر باميلا أندرسون هو طبيعي. فامرأة عمرها 40 عاماً اليوم يمكن أن تعتمد على التقنية الحديثة لتستمر في الظهور كامرأة عمرها 20 عاماً). وفرح فاوسيت في الـ60 تبدو أفضل وأصغر من معظم النساء “العاديات” في نصف عمرها.
والرجال يقعون فيهن. كما يشير مبدأ السافانا (“لدى الدماغ البشري صعوبة في الفهم والتعامل مع الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف”)، فأدمغة الرجال لا يمكنها حقاً أن تفهم أثداء السيليكون أو صبغ الشعر الأشقر، لأن هذه الأشياء لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف منذ 10,000 سنة. ويمكن للرجال أن يفهموا بوعي وإدراك أن كثيراً من النساء كثيرة بأثداء كبيرة مكتنزة لسن في الواقع بعمر 15 سنة، لكنهم لا يزالون يجدونهن جذابات لأن آلياتهم النفسية المتطورة تنخدع بالاختراعات الحديثة التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف.
* اقرأ الجزء الأول من هنا، باربي: صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور — 1.
3 تعليقات على مقالة الشهر: باربي .. صنعتها “ماتيل”، ولكن صممها التطور — 2
أشكرك يا حيدر بك على هذه الرحلة الشيّقة والممتعة في أرجاء علم النفستطوري.
دراسة رائعة للغاية وإن كنت أرى أن لا يزال أمام العلم الكثير حتى يفسر ببراهين واضحة العديد من النقاط التي يتم تفسيرها حتى الآن بالمنطق المعتمد على سعة الخيال والتصور والمنهجية في التفكير وليس على الأدلة المادية
شكرا لك أخ حيدر على هذا العرض الممتع….ولكن لى معتقدات خاصة أن سر يرجع الى نوع من أنواع التصميم الربانى للدماغ البشرية من ناحية والسيكولوجية من ناحية أخرى …هى مستمرة باستمرار الجنس البشرى مهما تعددت الوسائل التكنولوجية …. هى التى تعمل على الانجذاب ليس فقط للشقراوات ولكن لأى أنثى تتمتع بصفات الجمال…وصفات الجمال ليست فقط الواردة فى مقالكم الرائع … ولكنها تكمن فى سر التناسق وتناغم تركيب عناصر الوجه مع بعضها البعض وعناصر الجسم مع بعضها البعض…والدليل على ذلك وجود العديد من النساء التى تمتلك لكل صفات الجمال لواردة فى مقالكم …ولكن بمجرد النظر اليها نجد انها ليست بالجميلة ….على عكس اناث أخرى سمراوات وخمريات ولا يمتلكون نصف هذه الصفات ومع ذلك تجد اجماع على جمالهن وجاذبيتهن..
ووهو ما قد يثير سؤال مشابه لموضوعكم الجميل ألا وهو : -
* لماذا تحصر الاناث فى الوقت المعاصر على اكتساب اللون البرونزى ؟ ( وهو ما يبتعد عن اللون الفاتح أو الأشقر)
* ولماذا تسعى النساء لنفخ شفاهها هذه الأيام …. على عكس المثل العربى المعروف بأن فمه خاتم سليمان …؟؟؟!!!
مع قبول فااااااااااااااااائق التقدير
دام عطاءكم ودمتم