في البداية أذكر بمقال كتبته عن السد محل الجدل منذ عامين إبان مهرجان الوفد الشعبي  بقيادة حمدين صباحي هنا بالموقع و هذا المقال تكلمت فيه عن مخاوف منذ عامين تحولت اليوم لحقائق و المثير انها جاءت كمفاجاة بينما هي صارخة منذ سنوات ترقص البالية  أمام أمننا المائي و إليكم الامر على هيئة نقاط و ردود..

-1- هل السد سيؤثر على كمية المياة؟
قطعاً فبلد كمصر لا يجد ما يكفيه من الماء و يعاني شح مائي حينما يتم بناء سد ببلد آخر يحجز أي نسبة و لو مؤقتاً لمدة 5 سنوات فهو يتسبب بكارثة فيه مائياً ،بخلاف أنه  بعد ال 5 سنوات مع إمتلاء البحيرة ماذا ستفعل إثيوبيا حينما تجد جفاف يضرب أراضيها (كما حدث معنا بالثمانينيات و انقذنا سد جمال عبد الناصر السد العالي) هل ستترك البحيرة راكدة و لا تسحب منها مياة لمواجهة الجفاف لأجل عيون مصر ام ستسحب تحت ضغط شعبها العطشان بخلاف البخر و إستمرار الملء لتعويضه ، أظن أي حمار يدرك إستحالة عدم سحب المياة ثم إعادة ملء البحيرة وراء السد من جديد لنواجة نقص آخر شديد و هلم جرا.

-2- يقال ان نصف السد تم بناؤه بعهد المجلس العسكري فهل هذا حقيقي؟
المواقع الرسمية الاثيوبية و مواقع شهيرة كويكيبيديا تقول بوضوح انه في يونيو 2012 (وقت تولي الاستبن محمد مرسي الحكم بإسم المرشد) تم الانتهاء من 7% أي انه طوال عهد المجلس العسكري (مع برلمان الاخوان) الى يونيو 2012 تم بناء 7% اما مزحة 50% فهي من منافقي الاخوان و مطبليهم ممن يريدوا أن يجعلوا المجلس مسئول عن كل شئ و تنتشر كالمبيد الحشري بكل أسف  لتحميل المجلس المسئولية مع تجاهل ان المجلس شاركه برلمان الاخوان و السلفيين الحكم فقط يونيو 2012 7% من السد تم بناؤه و غير هذا كذبة من منافق للإخوان لا اكثر..

-3- هل يمكن للجيش ضرب السد؟
لا أعرف لماذا نصر على ان الجيش المصري جيش حقيقي ، هو فرق إستعراضات ضمن مجموعة الفرق التي تدور بالفلك الأمريكي بآسيا و إفريقيا و أكبر رأس بالجيش لا تجرؤ على العطس بوجه جندي امريكي واحد فما بالكم بدولة مدعومة امريكياً و إسرائيلياً ، سياسياً مستحيل أن تجد تغطية دولية للقصف و لا قبول من مسئول تسليحك امريكا و لا واحد بالحكم يجرؤ على توقيع ورقة امر بالهجوم و لا أي مسئول عسكري يجرؤ على هذا ، عسكرياً لا نملك أي سلاح مؤهل لضرب هذا السد سواء صواريخ أرض أرض لإنعدام إمكانية التوجية و لا حتى عبر طائراتنا القاذفة التي قبل ان تغادر مصر سترصدها إسرائيل و قبل ان تصل لحدود جمهورية جنوب السودان ستوجه لها القاعدة الامريكية بجيبوتي (نعم هناك قاعدة أمريكية دمرت أمننا بالبحر الاحمر  والذي كان هدفنا من حرب اليمن ضمانه و نجحنا وقتها بفضل الرئيس عبد الناصر و تجسد الأمر بحرب اكتوبر ) إنذار و قطعاً لا يوجد أحد بالجيش يجرؤ على الاستمرار ، بحرياً الامر مزحة فغواصاتنا الروسية (او حتى الالمانية الجديدة حين نتسلمها) لا تملك توجيه يكفي لأن تصيب صواريخها السد على إفتراض أصلا ان جيشنا العظيم به تكنولوجيا تسمح بصاروخ من الماء يضرب عمق الارض ، لا سياسياً و لا عسكرياً يمكن.

-4- النيل الأزرق مهم لنا بالصيف فقط و ليس الشتاء فكيف يؤثر السد؟
من يقول ان النيل الازرق لكونه مؤثر بالصيف فقط  ((80-85٪) من المياة المغذية بالصيف) علينا فهو غير مهم يفترض أننا لا ننشط بزراعة أهم المحاصيل و نحتاج المياة مضاعفة بالصيف و ليس الشتاء ، نعم النيل الأزرق شريان حياتنا بالصيف كيف سنعوضه و لا أفهم كيف يوجد عاقل يتكلم كأننا لا نشرب ماء بالصيف و كان نقص المياة الكارثي بالصيف لن يكون مدمر لنا ، الصيف بالذات فيه يعلوا النهر و يفيض و منه نخزن بالبحيرة و نزرع مزروعات المياة الكثيفة في أكثرها فكيف نتخيل ضربة قاتلة لحصتنا التي لا تكفينا بالمرة و نعتبر هذا غير مهم؟؟
بكل أسف منافقي الاخوان و غيرهم من راقصي تنورة الاسلام السياسي يتكلمون هكذا و من ينقل عنهم يشارك بالجريمة.

-5- ألا توجد لجنة مشتركة لدراسة الأمر فلم الغضب؟
طبعاً منافقوا الاخوان يتحدثون عن اللجنة التي تشكلت من 10 أفراد مشتركين دون ان يذكروا ان العمليات مستمرة في السد لدرجة تحويل مجرى المياة و هي من خطوات السد الأساسية دون إستشارة اللجنة و لا إذنها كان اللجنة غير موجودة فمطبلي الاخوان يتحدثون عن لجنة تافهة لا قيمة لها و لا تأثير و لا يحترمها أحد بينما يلقون كل شئ عليها بإعتبارها مفتاح الأمان -!!!!- هل اللجنة وافقت أصلا على إستمرار العمل؟ هل اللجنة أُبلغت بالخطوات القادمة بالسد؟ هل اللجنة أصلا تقدر على إيقاف البناء؟ إنها تذكرني باللجنة الرباعية للسلام بالشرق الاوسط ، الاخوة عليهم ان ينظروا للجنة و عملها ثم يتكلموا لا ان يتحدثوا عنها كأنها لجنة حاكمة مسيطرة بينما هي تعرف اخبار السد من الجرائد و الانترنت.

-6- ما الحل مع السد؟
في ظل الدعم الأمريكي و التمويل الصيني و التأييد الاسرائيلي لا يمكن لنا بعد كل هذا أن نتكلم عن شئ غير سياسي ، الحل عبر إتفاقية شاملة جديدة لمياة النيل تعيد التوزيع فلا مجال لأي تاجيل بالمرة بل لا بد من ان يكون الأمر فورياً و اليوم قبل الغد حتى لا يكون الوضع مستقبلاًحين نعيد الكتابة للإتفاقية من جديد (لأننا في كل الاحوال سنعيد التوزيع للمياة) فلو اجلنا الإتفاق سياتي الاتفاق شاملاً امر واقع لتوزيع مياة حاضر وقت التوقيع  يشمل السد الاثيوبي و غيره من السدود (عن جمهورية جنوب السودان اتكلم فهي ستبني سد آخر بلا جدال مثل سد إثيوبيا) و ربما حتى لا نصل لما تريده إثويبيا اليوم ، تاجيل الاتفاق = فرصة لخلق أمر واقع (مزيد من السدود تخزن الماء أو مشاريع سدود في بدايتها تجبرنا على المزيد من التنازل كهذا السد الذي في بدايته و يجبرنا على التنازل و القبول بالامر الواقع) و فرصة للمزيد من المشاريع الممولة صينياً و المدعومة غربياً و إسرائيلياً.

-7- ما هو واقع العوز المائي بإفريقيا؟
اليكم الخرائط:


-8- ختاماً من يتحمل المسئولية؟
حتى نوفر الوقت فهم بالترتيب:
أ- مبارك الذي ألقى إثيوبيا بصفيحة القمامة و خاصمها لأسباب شخصية و جعل الامر كخلاف وطني.
ب- المجلس العسكري و برلمان 2012 معاً يتشاركان المسئولية و هما اللذان لم يفعلا شئ.
ج- محمد مرسي الذي قضى عام كامل بلا حركة مع سد تم بناء 7% منه وقت تسلمه الحكم نيابة عن سيده المرشد.
د- المجموعة الفاشلة التي تسمى الوفد الشعبي لإثيوبيا و التي لعبت دور المسفه للامور و رسمت صورة كاذبة.