قد كنت صغيرا حين شقيت
قد كنت صغيرا حين شُفيت
قد كنت أداعب أطرافي
أن تثمل فوق جدار البيت
تنقش أحرفها .. أدمعها
ترسم اشكلا اعرفها
تخطو كسماء أبسطها
وبكل نجومها قد ضليت
فأبيع سحابها .أمطره
وبخيط شموسها .أغزله
وأهيج بأفقها لا ادري
أسكير خطوي فيه بليت
هل تلك ملامح أنفاسي؟
هل ذاك حديثي أخراسي؟
لا أنوي فيه صفى كاسي
بل عبق أريجه ما ابغيت
قد كنت صغيرا حين نُهيت
قد كنت رضيعا يمناه
أختل أسوع بقرباه
أقترب أضيع .. بعيناه
لكني أبدا ما حسيت
هل كنت صغيرا حين نُفيت؟
في جندل نهري مقبور
في غابة زهري مبتور
وسميري دوما مخمور
لا تعرف قدمه اين تبيت
هل كنت صغيرا حين رضيت؟
أن ابقى في كهف ارعى
أن اشرب من بحر دمعا
أن أحلب من ثور ضرعا
أن أهطل مزني اين بقيت
هل كنت صغيرا حين جنيت؟