يشدو الملك المتوج على عرش محبيه محمد منير في ألبوم “افتح قلبك” الذي تم انتاجه عام ١٩٩٤ مخاطبا حبيبته التي لم يعرفها أحد ، فيقول في مطلع الأغنية الأولي من الألبوم “يا هل ترى” : “يا هل ترى مسموح أفتح عيوني وأبوح وأتملّى في عيونك وأنا قلبي مفتونك وانتي الضيا والروح “.
فالأغنية تلمس وترا حساسا في كل مستمع بكلماتها الحساسة التي تأخذ كل محب ليلاقي محبوبته في خياله فيغني لها ويطلب منها الإذن أن يبوح بعشقه لها وتيهه في عيونها ، بينما في نفس الحال يطرب المستمع المنصت جليا للحن يتراقص له القلب بين جنبيه فيعلو حتى يصل لمنتهي اللذة في العشق .
منير الذي تربع على عرش قلوب المحبين ليس له معجبون وانما مريدون فحبه في قلوب يأخذ شكلا مش أشكال الوله الصوفي في عالم العشوقية والمعشقة ، فلا يتخيل مستمع لمنير حياة من لا يستمع له ، وينتظر الجديد من ألبوماته دائما ويعشق قديمه أكثر من جديده فأغاني منير تشبه النبيذ في تعتيقها فبعضها لا يلذ لمحب له أن يطرب لها إلا بعد مضي شهور بل وسنوات على اطلاقها فكلما مضى من الوقت كلما صارت الأغاني أكثر طربا وسُكْرا لمستمعيها بإنصات . فكل أغنية من أغاني منير العتيقة تجمع في طياتها الكثير من روائع الكلمات واللحن والتوزيع فكل كلمة لوحة فنية ترسم خيالك وكل جملة موسيقية هي معزوفة خصيصا من أجلك ولطربك بعيدا عن صوت منير النقي الذي ينفذ عبر أذنيك إلى قلبك بدون واسطة ، باختصار .. منير هو جسد لحياة كل مستمع له ، كل أغنية تصف حالا من أحوال الانسان فمهما كنت غاضب ، سعيد ، حزين ، في حالة شجن .. ستجد صوته النقي يحيطك . فمنير مشوار اسمه حياة .
أطلق محبو منير عليه ألقابا عديدة منها الكينج ، الملك – وذلك بعد مشاركته في مسرحية الملك هو الملك وتم إصدار ألبوم يجمع ما غناه فيها – وابن النيل وجوهرة مصر السمراء وصوت مصر وحدوتة مصرية ومطرب ثورة يناير – بعد غنائه لأغنية “ازاي” والتي تتحدث على لسان قلب كل شاب يحاور وطنه مصر ابان الثورة المصرية.
كلمات أغنية “يا هل ترى” :
يا هل ترى مسموح
افتح عيونى وابوح
واتملى فى عيونك
وانا قلبى مفتونك
وانتى الضيا والروح
يا هل ترى مسموح
وعنيكى تسمحلى
قلبك بكل وضوح
لو ادق يفتحلى
ازرع تكونى فروع
مين اللى قال ممنوع
ده انتى الهوا المسموع
يا هل ترى مسموح
الخوف يودعنا
نعشق وفين ما نروح
ايه اللى يمنعنا
لا الدنيا هتسعنا
ولا خوف يرجعنا
طول ما احنا فينا الروح
تعليق واحد على يا هل ترى مسموح
يظل منير حالة متفردة يا محمد…حالة فيها جنوبية سمراء وصوت شجي وحوار رائق مع الذات والحياة… هو الكينج بلا منازع..تحياتي