الكثير من البحوث والدراسات التي ناقشت ظاهرة العنف بشكل واسع من الناحية السايكلوجية والاجتماعية وعديد من العلماء والفقهاء المختصون في مجال القانون تناولوا هذه الظاهرة وخاصة المختصين  في مجال علم الاجرام فهذا النوع من القانون له علاقة متينة بالجانب السايكلوجي للفرد التي لها علاقة قوية باقدام الفرد على ارتكاب الفعل الجرمي (العنف) بأي شكل من حيث نشأته ونموه وحياته وكذلك علاقته الاجتماعية ضمن الاسرة والمجتمع من خلال عمله وممارسته اليومية وكذلك مشاهدته للتلفاز وقراءته واطلاعاته وكذلك تنقلاته.

والعنصر المهم هو معتقده الذي له التأثير المهم على سير حياته، وكذلك مبدئه أي بماذا يؤمن والديه كل هذه العناصر المؤسسة  لحياة الفرد في الاسرة خاصة والمجتمع عامة التي لها التأثير الفعلي الكبير والواضح على اكتساب شخصية الفرد .

والكثيرمن العلماء والاساتذة الذين ناقشوا هذه المسألة ومنهم لومروزو ودي تيليوالمختصين بمجال القانون من خلال وجود صفاة عضوية تميز المجرم عن غيرة وكذلك المتعلق بمسألة الخلق التي تعطي الدور الاساسي والفعال اتجاه الفرد نحو ارتكاب الفعل الجرمي .

ان الدراسات الخاصة بهذا الموضوع يمكن من خلالها الاستدلال عن طريق دراسة مجموعة من الشخصيات المرتكبة للفعل الاجرامي.

فيمكن ان نشير الى ان كل من يقوم بالفعل الاجرامي هو ادرى بالنتيجة التي يرمي الوصول اليها وانه يعلم علم اليقين بانها سوف تسبب الضرر بالغير. فالأب الذي يقوم بضرب ابنائه تأديباً لهم كما يضن هوبأنه متأكد من النتيجة التي تؤدي الى الضرر بهم جسديا ونفسياً.

فالضرب تأديباً لا يسمح به عقلياً وتحديداً بجر أذن الطالب تأديباً له او ضربه تكراراً على مناطق معينه من جسمه كالضرب بالعصا على يديه وعلى رجله هذه الطريقة تستعمل لحد الان في المدارس حيث يقوم الاستاذ أو المعلم بضرب الطالب تاديباً له ضاناً انه من خلال ضربه سوف ينه فعله المشين او السيء او ضربه لتقصيره عن اداء واجبه، لا يهتما المعلم لما قد يعانيه الطالب نفسياً نتيجة ضربه .

فلماذا يمارس العنف ضد الغير؟ اساس العنف هوعدم الاعتراف بالاخر كانسان ، فالعنف يمارس عادة من قبل افراد متسلطين بهدف فرض سيطرتهم على المقابل وصولاً الى اهدافهم مهما وصلت درجة العنف جسدياً او معنوياً او حتى الى تدمير ممتلكات المقابل. فالدول التي نراها الان تستعمل العنف بشكل اساسي في سياستها لغرض فرض سيطرتها على شعبها فلا يستطيع اي فرد من افرادها الوقوف ضد هذا العنف لان كل من يقف امامها يتعرض للعنف اما ان يقتل اويُعذب .فالعنف ليس في السياسات فقط فهو يستعمل احياناً من قبل الشعب. يلجأ الشعب الى العنف لماذا؟ كونه معنف من قبل السلطات التي قست عليه اذاً فالعنف لا يجلب الا العنف.

فيجب وضع حل للحد من ظاهرة العنف الموجود في جميع المجالات، التربية والتعليم والسياسة اي سياسة الدول اتجاه شعبها بإستخدام سبل بديلة غير اللجوء الى العنف . فالمعلم يستطيع ان يكسب تلاميذه من خلال الاسلوب والكلام الطيب بتحسسيس الطالب بأنه ابنه،صديقه أو أخ اكبر له من خلال توجيهه او بالطلب منه دون أمر فلا نتوقع بأن التربوي تدرب على مادة معينة تحث على استخدام العنف للتوجيه. اما بالنسبة لسياسات بعض الدول فان الوضع الاحسن لكسب الشعب هو الوصول الى بيوتهم من اجل معرفة متطلباتهم لا الاكتفاء بالجلوس في قصوركم مكتوفي الايدي تاركين الشعب يقتله الجوع لان اساس عنف الشعب هو جوعه الذي يولد العنف. فلنرى تجربة على شخص لو قُطِع عنه الغذاء لعدة ساعات اجعله في مكان درجة حرارته عاليه اي ليس فيه(كهرباء) ماذا تتوقع منه ستراه بركان من الغضب سوف يلتجأ مباشرة للعنف ستراه سيئ المزاج اي كلام لا يعجبه سينهال عليك اما بكلام سيء او باستعمال ( الضرب).

كيف نستطيع ان نتخلص من ظاهرة العنف حفاظاًعلى أنفسنا وعلى حقوقنا وحقوق غيرنا، من خلال التوعية والثقافة والعلاقات الاجتماعية الجيدة التي تؤدي الى انشاء جيل مثالي بعيد عن العنف فالوالدين اهم ركن من اركان انشاء اسرة متينه من خلال سلوكهم ومعاملتهم الحسنة مع اولادهم دون اللجوء الى العنف، وكذلك السياسات، الرجوع الى التفاوض والتفاهم والتريث في اتخاذ القرارات وتلبية متطلبات شعبها دون الحرمان والجوع هذه عوامل اساسية اذا اتخذت واتبعت بالتاكيد سوف يمنع العنف ، وبهذا يلعب دور المنظمات حكومية كانت ام غير حكومية بالتوعية والعمل من اجل منع هكذا ظاهرة لبناء جيل جديد ومجتمع متكامل سليم بعيد عن العنف.