يرتبط الذكاء مع الانفتاح على التجربة الجديدة. ولكن ما الذي تعنيه “التجربة الجديدة”؟
أظهرت الأبحاث في علم نفس السمات Personality Psychology مراراً أن أحد عوامل السمات لنموذج “العوامل الخمسة” — الانفتاح على الخبرة — يرتبط إيجابياً إلى حد كبير (وإن بصورة معتدلة) مع الذكاء. فالأفراد الأكثر ذكاء أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة. إن التشابه والتداخل بين الذكاء والانفتاح يتضحان من حقيقة أن بعض الباحثين يدعون عامل السمات هذا “التفكر” بدلاً من “الانفتاح”.
يمكن للفـرضيـة تقديم تفسير واحد لكون الأفراد الأكثر ذكاء أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة، وبالتالي أكثر عرضة لالتماس الجـِدَة Novelty. فالذكاء العام تطور كتكيّف محدود بالمجال للتعامل والحل للمشاكل الجديدة تطورياً، لذا فمن المعقول جداً أن الأفراد الأكثر ذكاء، والأقدر على حل مثل هذه المشاكل، هم أكثر انفتاحاً على الكيانات والمفاهيم الجديدة التي قد تؤدي إلى حل مثل هذه المشاكل.
في ذات الوقت، فالفـرضيـة تشير لاحتمال الحاجة إلى صقل مفهوم الجـِدَة، والتمييز بين الجـِدَة التطورية (الكيانات والحالات التي لم تكن موجودة في بيئة الأسلاف)، والجـِدَة التجريبية (الكيانات والحالات التي لم يجربها الأفراد شخصياً في حياتهم الخاصة). ففي حين أن نموذج العوامل الخمسة لا يحدد أي نوع من الجـِدَة يكون الأفراد المنفتحون — ومن ثَمَّ الأكثر ذكاء — هم أكثر ميلاً لالتماسه، تشير الفـرضيـة إلى أن الأفراد أكثر ذكاء من المرجح أن يسعى للجـِدَة التطورية فقط، وليس بالضرورة للجـِدَة التجريبية.
على سبيل المثال، كل من على قيد الحياة في الولايات المتحدة اليوم قد عاشوا كل حياتهم في مجتمع أحادي monogamous صارم ، وعلى الرغم من الاستثناءات العرضية التي تصنع الأنباء، فإن قليلاً جداً من الأميركيين المعاصرين لديهم تجارب شخصية مع تعدد الزوجات. لذا، فالزواج الأحادي مألوف بالتجربة لمعظم الأميركيين، في حين أن تعدد الزوجات جديد بالتجربة. يجوز إذن لنموذج العوامل الخمسة التنبؤ بأن الأفراد أكثر ذكاء من الأرجح أن يكونوا منفتحين تجاه تعدد الزوجات باعتباره فكرة أو نمط حياة جديد تجريبياً.
على العكس، فالبشر متعددو زوجات بشكل طبيعي. تشير الأدلة المقارنة إلى أن أجدادنا قد مارسوا تعدد زوجات معتدلاً طوال التاريخ التطوري للإنسان. أما الزواج الأحادي المفروض اجتماعياً الذي لدينا اليوم في معظم المجتمعات الغربية فهو ظاهرة تاريخية حديثة نسبياً. لذا فإن تعدد الزوجات مألوف تطورياً في حين الزواج الأحادي هو الجديد تطورياً. سيكون للفـرضيـة بذلك أن تتكهن بأن الأفراد الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً للانفتاح على الزواج الأحادي وأقل عرضة لتعدد الزوجات. وفي الواقع، فإن الأدلة تشير إلى أن الرجال الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً لتقدير التفرد الجنسي من الرجال الأقل ذكاء.
وكمثال آخر، فلمعظم الأميركيين المعاصرين، الأسماء التقليدية المستمدة من الكتاب المقدس، مثل “جون/حنّا” و “ماري/مريم”، هي أكثر أُلفة بالتجربة من أسماء غير تقليدية مثل OrangeJello و LemonJello. لذا فقد يتنبأ نموذج العوامل الخمسة بأن الأفراد أكثر ذكاء هم أكثر احتمالاً لتسمية أطفالهم بأسماء غير تقليدية مثل OrangeJello و LemonJello من الأفراد أقل ذكاء. أما من وجهة نظر الفـرضيـة ، فكُلٌّ من جون وOrangeJello هما جديدان تطورياً بنفس القدر، وذلك لأن الكتاب المقدس نفسه وكل الأسماء التقليدية المستمدة منه جديد تطورياً. لذا فإنه لا يُتوقع أن الأفراد الأكثر ذكاء أكثر احتمالاً لتسمية أطفالهم أسماء غير تقليدية. في الواقع، لا يوجد أي دليل على الاطلاق على أن الأفراد الأكثر ذكاء من المرجح أن يفضلوا أسماء غير تقليدية لأطفالهم. إعطاء الأبناء أسماء غير عادية ربما يكون في الواقع دليلاً على انخفاض الذكاء.
تشدد الفـرضيـة على ضرورة التمييز بين الجـِدَة التطورية والجـِدَة التجريبية. ويمكن لها أن تفسر لماذا يكون الأفراد الأكثر ذكاء أكثر عرضة لالتماس الجـِدَة التطورية، ولكن ليس بالضرورة الجـِدَة التجريبية. كما تقترح أبعد أن يكون الترابط correlation المُثبَت بين الانفتاح والذكاء مقتصراً على الجـِدَة التطورية، وليس بالضرورة الجـِدَة التجريبية، ولكن المقاييس الحالية للانفتاح لا تعرض بشكل ملائم لهذا الاقتراح.
هذه المقالة هي ترجمة لمقالة د. كانازاوا What Does “Novelty” Mean?.
17 تعليقات على ما الذي تعنيه “الجـِدَة Novelty” ؟
تسعدني العودة إلى صفحاتكم من جديد، وأعدكم بترجمة المزيد من الموضوعات الجادة والمفيدة.
ما أن أنتهي من بعض الترتيبات الأكاديمية، سأعمل على كتابة مقال يتناول موضوع “الاستهلاك الذكي” من وجهة نظر موضوعانية، اعتماداً على كتاب يتناول موضوع الدعاية والإعلان.
أهلًا وسهلًا حيدر،
عودٌ أحمد، ومبارك إنهائك لعامك الأكاديمي.
افتقدنا ترجماتك بشكل كبير، وليكن صديقك محمد قد أثرانا بمقالة في هذا الشهر أثناء غيابك الطويل.
قطعًا، أحب هذه المقالة، وقد قرأتها منذ نشرها على موقع بي بي سي.
ولكن في خبر بي بي سي، الذي لم يشرح ما خضته أنت عن الجدّة التطوّرية واختلافها عن الجدّة التجريبية، قالوا أن الرجال الذين يميلون لممارسة الجنس مع أنثى واحدة، هم أذكى، لأنهم يقربون للجدّة التطوّرية، حسب المقالة.
هذا كله متسق تمامًا.
ولكني لم أفهم الفقرة السابقة لهذا:
إذا كانت نظرية الذكاء العام تقترح أن الأفراد الأكثر ذكاءًا هم الأقرب للجدّة التطوّرية… فلماذا يعد من يمثّلأون هذا المثال، وهو جدّة تجريبية، أذكياء أيضًا؟؟!
مع أن كانازاوا ذكر في أول المقالة أن الأذكياء ليسوا بالضرورة يتجهون للجدّة الجريبية، والزواج التعددي، Polygamy، في المجتمع الأمريكي، والغربي على العموم، هو جدة تجريبية، فلماذا يعد الأفراد الأكثر ذكاءً من الأرجح أن يكونوا منفتحين تجاه تعدد الزوجات باعتباره فكرة أو نمط حياة جديد تجريبياً؟ مع أنه نفي ذلك، أو لم يربطهما بصلة، في أول المقالة.
باختصار:
هناك علاقة واضحة وطردية بين الذكاء العام والجدّة التطورية.
ولكن لا توجد علاقة واضحة بين الذكاء والجدّة التجريبية.
إذا كان الجملتان الماضيتان صحيحتين… إذن، وبعد قراءة المقالة الأصلية، نموذج الصفات الخمس يتعارض جزئيًا مع نظرية الجدّة…
سؤال بسيط، لقد نشر ساتوشي كانازاوا بحثًا عن العلاقة بين نسبة مستوى الذكاء IQ والصحة العامة Healthcare… وأعطى أمثلة للصحراء الأفريقية وزنوج الولايات المتحدة.
هل قرأت هذا البحث؟
دكتور ساتوشي كانازاوا
د. كانازاوا، في موضوع “الفـرضيـة” الذي ترجمتُه هنا منذ أشهر، يقدم تصوراً مكتملاً عن علاقة الذكاء العام بما يسميه “الجـِدَة التطورية” ــ وقد ضرب له مثلاً بعقود الزواج، والحاسوب، وحتى الفيسبوك!
أما في موضوعه الحالي، فهو يمتحن صحة فرضيته من خلال مقارنتها بنموذج موجود في علم نفس السمات، هو نموذج العوامل الخمس ــ الذي لم يضع الخاصية التطورية لطبيعة الإنسان في اعتباره، تماماً كنظيره المسمى “علم الاجتماع”. ولهذا نجد هذا النموذج خالياً من التفريق الواضح بين ما يستجد على صعيد التطور البشري ككل، وبين ما يستجد على صعيد خبرة الفرد الحياتية الخاصة.
أما الفـرضيـة فهي تقوم على أساس هذا التفريق، ولهذا فهي تنجح في تفسير ما يقف أمامه النموذج حائراً.
ربما يكون هذا الكلام خلاصة مجتزأة للمقالة أعلاه، ولكنه سيفي على أي حال بالإجابة عن تساؤلك.
أما العلاقة بين حاصل الذكاء والرعاية الصحية، فهو أمر لا يستغرب إذا أخذنا في الاعتبار أن حاصل الذكاء يشير إلى مستوى الاستعقاد في عقل الشخص (أو المجتمع إن تم حساب المعدل).
فوحدهم الأذكياء هم من يستطيع التكيف في بيئات العمل الجديدة المتسارعة في النمو والتخصص، والتي تعود على موظفيها بوارد جيد، يمكّنهم من توفير رعاية صحية لائقة.
هناك مقالة جديدة لكانازاوا يسعى فيها لتفسير هبوط مستوى الذكاء لدى المجرمين مقارنةً بغير المجرمين، قد أترجمها لاحقاً.
وعلى فكرة، فالاقتباس أعلاه هو صدى لما كتبه في مقالته الأولى، “إن كانت الحقيقة مهينة، فمهمتنا هي الإهانة!”.
http://www.psychologytoday.com/node/80
أشكرك باشمهندس حيدر، نعم الفكرة وصلت… كنت أتأكد فقط من صحة افتراضاتي.
بانتظار ترجماتك الضخمة، والأجمل على الإطلاق، ترجماتك لدكتور كانازاوا!
ولي لأ، قد ننشرها في كتاب بعد ذلك جميعها، بعد أن تستأذن المؤلف!
اختلف مع الاخ المترجم للمقال فالترجمة الحرفية لا تعطي المفهوم الكلي للمعنى فكلمة Novelty ومن خلال الاطلاع البسيط على واقع الترجمة العربية نجدها تقابل معنى الحداثة او الحداثوية وان ما يشير اليه كانازاوا هو الحداثة بعينها ولك ان تراجع المصادر كما ان هنالك الكثير من المصطلحات التي قمت انت بترجمتها ولا يفهم القارئ منها شيئا ربما يجدر بك ان تستعين بقاموس المصطلحات العلمية كلي تستطيع تقريب المعنى للقارئ
ملاحظة ان ترجمة جوجل التي تنتهجها قد تؤثر على الممصطلحات انصحك باستخدام قاموس جيب كبير افضل لكي لا تذهب بالمقالة بعيدا عن ما تراه لها لنا عودة ايضا
((((لنموذج “العوامل الخمسة” )))
يا اخي دعك من الترجمة الحرفية لجوجل وحاول ان تبحث عن المصطلح العربي الموجودة او تنقله كما في اللغة الانكليزية فمن سيفهم ما تعني به هنا
(( نظرية الخصائص الخمسة )) يا سيدي وليست نموذج العوامل الخمسة التي انت ترجتمها بجوجل
والتي تسمى “Big Five”, تقوم بتعريف الشخصية على ضوء درجة الخصائص النوعية الخمسة التالية:الانفتاح، الاستعداد المتحفز، الثقة، الجاذبية والتفتح. جميع البشر لديهم مقدار من هذه الخصائص، ولكن عند كل انسان تنمو مقادير مختلفة منها، تحت تأثير الظروف الذاتية والبيئية والتركيبة الثقافية للجماعة، في النتيجة مقدار المجموع يقرر مدى الانسجام التي تحققه لحاملها، كما تعطي المميزات القومية على العموم. ما يهمنا هو عامل الانفتاح فبدون هذا التعريف اجد مقالتك المترجمة حرفيا لا تغني القارئ كان يجدر بك ان تكتب تعريف البغ فايف لكي يتسنى للقارئ ان يفهم ماذا تعني لا سيما ان ترجمة الجوجل غير مفيدة احيانا
لنا عودة
(( اقتباس من المقالة)) ((((( إن التشابه والتداخل بين الذكاء والانفتاح يتضحان من حقيقة أن بعض الباحثين يدعون عامل السمات هذا “التفكر” بدلاً من “الانفتاح”.)))
حقيقة اجد من المضحك المبكي انك تذكر الترجمة الحرفية لجوجل فمن سيفهم من هذه الجملة شيئا
اخي ان مصطلح (( intellect )) الذي ترجمته انت بمفردة (بالتفكر) اجده لا يليق بما يريد ان يصل به العالم الكبير كانازاوا فالاصح انه يريد ان يقول التالي ((ان التداخل والتشابه يظهر جليا في هذا المصطلح حيث انهم يدعون احد عوامل نظرية البغ فايف ب intellect اي الفطنة او الذكاء اكثر من مصطلح openness اي الانفتاح ))
لا اعلم مفردة التفكر التي وضعتها انت في المقال اجدها دخيلة ولا دخل لها بالموضوع فما دخل التفكر بموضوع الحداثة ؟؟؟
موووو
اقتباس منك ((يمكن للفـرضيـة تقديم تفسير واحد لكون الأفراد الأكثر ذكاء أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة،))
يبدو انك لاتعلم ما هي الفرضية وقد اشرت اليها انا في احد ردودي في اعلاه وادرجها مرة اخرى
(( نظرية الخصائص الخمسة )) يا سيدي وليست نموذج العوامل الخمسة التي انت ترجتمها بجوجل
والتي تسمى “Big Five”, تقوم بتعريف الشخصية على ضوء درجة الخصائص النوعية الخمسة التالية:الانفتاح، الاستعداد المتحفز، الثقة، الجاذبية والتفتح. جميع البشر لديهم مقدار من هذه الخصائص، ولكن عند كل انسان تنمو مقادير مختلفة منها، تحت تأثير الظروف الذاتية والبيئية والتركيبة الثقافية للجماعة، في النتيجة مقدار المجموع يقرر مدى الانسجام التي تحققه لحاملها، كما تعطي المميزات القومية على العموم.
أثيل فوزي:
ثق أنني يسعدني تلقي النقد والمراجعة لأي عمل أقوم بإدراجه هنا، لأنه قد يعود عليّ بشيء من الحكمة والفائدة بلا ريب.
أما نقدك هذا فقد وجدتُ فيه أخطاء أكبر من تلك التي تتهمني بوجودها.
1- ترجمتك لكلمة “Novelty” بـ “الحداثة”.
يشترط أساتذة الترجمة في من يترجم المصطلحات، أن يكون على علم بجذورها اللغوية والمعنى الذي وُضعت له، حتى يبحث أو ينحت مصطلحاً مقابلاً لها في اللغة المترجم إليها (أو: الهدف).
وفي خصوص هذا المصطلح، تقول ويكيبيديا:
Novelty (derived from Latin word novus for “new”) is the quality of being new.
وترجمتها بالعربية: “الجـِدَة” (مشتقة من الكلمة اللاتينية novus ومعناها “جديد”) هي حالة أن تكون جديداً.
لو عدنا لعلم الصرف العربي، فالمصدر الذي يفيد الحالة بالنسبة لصفة “جديد” هو “جـِدَة”، كما يشتق من صفة “واثق” مصدر “ثـِقَة”.
لاحظ أن اختياري لهذا المصطلح استند على حجة صرفية من اللغة الإنجليزية ذاتها، بالإضافة إلى مقاربته الشديدة للمعنى الموضوع فيها ــ وهذا غاية ما يراد في ترجمة المصطلحات.
أما ترجمتك لذات المصطلح بـ”الحداثة”، فهو خلط مع مصطلح Modernism، والذي تقول ويكيبيديا في محاولة لتعريفه:
Some commentators approach Modernism as an overall socially progressive trend of thought, that affirms the power of human beings to create, improve, and reshape their environment, with the aid of practical experimentation, scientific knowledge or technology.
وترجمتها بالعربية: بعض المعلقين يتوجهون للحداثة على أنها تيار فكري تقدمي شامل للمجتمع، يؤيد قدرة البشر على خلق، تحسين، ورد-تشكيل بيئتهم، بالاستعانة بالتجربة العملية، المعرفة العلمية أو التقنية.
فبين المصطلحين اختلاف في المعنى، لا يحلّه إلا تخصيص مصطلح واحد لكل منهما ــ وهو ما فعلتُه أنا، وسهوتَ عنه أنت.
2- قولك: “الخصائص الخمسة”.
الخلاف إذن في معنى كلمة factor، والذي تقول فيه ويكيبيديا:
A factor, a Latin word meaning ‘who/which acts’
وترجمتها إلى العربية: العامل، وهي كلمة لاتينية معناها “من/ما يعمل”.
أما ترجمة Factors إلى “خصائص”، فبغضّ النظر عن كونه يقع في دوامة الخلط بين المصطلحات، وهو ما يستغيث منه المترجمون، فهو ترجمة اختصّ بها جماعة علم النفس في الشرق، وهم عادة يدرسون علم النفس بالعربية، ولا يجيدون من الإنجليزية إلا لماماً. فعنايتهم بالمصطلح والبحث عن مقابل دقيق له ليست أمراً متصوراً في حقهم.
أما المصطلحات الذي قد يختلط معها factor حين يترجم إلى “خصيصة” (وهي المفرد الصحيح لـ”خصائص”) فهي: attribute, characteristic, property, quality.
ولكل من هذه المصطلحات معناه المنفرد الذي يقبُح بالمترجم المُجيد أن يخلطه بغيره، لاسيما إن كان يترجم مقالة علمية.
3- ترجمتك intellect إلى “الفطنة والذكاء”.
إذن إلام ستترجم intelligence ؟ أليس كل من اللفظين موضوع لمعنى مختلف، لا يفي به إلا هو؟
أقول لك: رغم أن الكلمتين من جذر لاتيني واحد هو intellegere أي: يفهم، إلا أن معناهما الاصطلاحي قد تباين حين استُخدم في الإنجليزية لأغراض مختلفة.
فمعنى intellect، وهو ما يهمنا، وفقاً لقاموس ميريام-ويبستر، هو:
1 a : the power of knowing as distinguished from the power to feel and to will : the capacity for knowledge b : the capacity for rational or intelligent thought especially when highly developed
2 : a person with great intellectual powers
وترجمتها إلى العربية: 1-أ: القدرة على المعرفة، مميزة عن القدرة على الشعور والإرادة: إمكانية المعرفة.
ب: إمكانية التفكير العقلاني أو الذكي خصوصاً إن كان شديد التطور.
2: شخص له قدرات فكرية كبيرة.
لاحظ كيف يرتبط معنى intellect بالقدرة على التفكير والفهم، ويمتاز عن intelligence الذي شرح د. كانازاوا معناه في مقالة “كيف تطور الذكاء العام؟” المنشورة في هذا الموقع.
ولهذا المعنى اخترتُ ترجمة intellect إلى “التفكر”، أما “الفطنة” فقد اختار كانازاوا في مقالات “لماذا الليبراليون أكثر ذكاء من المحافظين؟” ــ المنشورة هنا أيضاً ــ أن يربط معناها بالحس السليم/المشترك common sense.
4- قولك “أنت لا تعلم ما هي الفـرضيـة”.
أقول: صحيح، ولولا ذلك لما قلتُ في هذه المقالة
http://www.mideastyouth.com/ar/?p=1942
“ملاحظة: في هذه المقالة يستخدم د. كانازاوا عبارة “The Hypothesis” للدلالة على فرضيته التي يستنتجها هنا، وقد فضّلت ترجمتها إلى العربية هكذا: “الـفرضيـة” .. وسأستخدم هذه الكلمة لاحقاً في كل مقالاته القادمة.”
أنا أعرف أن اسمها “فرضية تفاعل السافانا-نسبة الذكاء”، ولكن قل لي من الذي قد يروق له قراءة هذا المصطلح في كل حين تستدعى فكرته ضمن المقال، لاسيما وأن كثيراً من استنتاجات د. كانازاوا قائمة على هذه الفـرضيـة؟
لهذا فضّلتُ كتابتها بهذه الصيغة، وأحلت إلى المقالة التي تشرحها في أول مورد لها في المقال.
5- رددتُ عليه من قبل في 2، فاقرأه من فضلك.
اهلا حيدر تحياتي لك
سياق الكلام احيانا يفرض عليك ان تنجر لكلمة دون اخرى
يتعين ان نراعي هذا
الجدة التطورية
ام الحداثة التطورية
اممممم
ونعم تناققشت مع زميل عن مفهوم المودرن والنوفل
لكني ارى ان مفردة الجدة ليس لها استخدام بقدر ما تحمل مفردة الحداثة معنى اقرب
تحياتي
اكسبرت مجاناً