كنت أقرأ كتابا عن النهضة فى اليابان وكيف حدثت على أثر كارثة سقوط قنبلتين ذريتين من طائرة امريكية , ولكن رغم الدمار الذى لحق باليابان على اثر تلك الكارثة إلا انها لم تستسلم لليأس وعادت خلال سنوات قلائل لتصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم قبل أن يأتى من جانبها التنين الصينى ليحتل مركزها لتخلفه فى المركز الثالث.
الكاتب اليابانى أرجع سبب المعجزة اليابانية إلى سبب وحيد وهو ” سيادة روح التفائل والمعنويات العالية فى كافة أنحاء اليابان” !!!.
ويؤكد الكاتب على أن انتشار روح التفاؤل فى داخل أى شعب سيحوله من شعب خامل ضعيف متخلف إلى شعب جبار يضيف إلى الحضارة العالمية وليس مستهلكا غير منتج.
فاليابانيون – كما يرى مؤلف الكتاب – لم يعتبروا إلقاء القنبلتين نهاية العالم بل سعوا الى التغيير والانتقال من مرحلة أمة محطمة إلى أمة قادرة وقوية وناجحة.
على نفس الطريق يرى الدكتور عصام حجى العالم المصرى الشهير فى وكالة ناسا الفضائية والمشرف على مشروع الصعود إلى المريخ أن مصر ما بعد الثورة لا يمكن أن تحقق أى نجاح يذكر ما دامت الحالة كما هى عليه الان وفى وسط أجواء التشاؤم والخمول ومواجهة أى محاولة للتغيير الأحساس بأن القادم أسوأ وأن الثورة لم ولن تغير شيئا.
ويضرب على ذلك مثالا بأن الولايات المتحدة فى الستينات ووسط أزمة مالية كادت تضرب اقتصادها ركزت وصممت على الاستمرار فى مشروع الصعود إلى القمر خاصة بعد اغتيال الرئيس الامريكى والذي كان بمثابة أزمة جعلت من الستينات حقبة الأحزان إلا أن المسؤلين أصروا على ضرورة الاستمرار فى هذا المشروع.
يقول حجى إن المظاهرات كانت تحيط بمقر ناسا يوميا وكان المتظاهرون يقولون أنفقوا علينا هذه الأموال بدلا من صرفها فى الفضاء وكانوا يقولون أيضا إنهم أحق بتلك الأموال وأن الصعود إلى القمر لن يؤثر عليهم بشىء إلا أن المسؤلين الأمريك
عندما رأى الأمريكيون علم بلادهم على القمر خرجوا من أحزانهم وسادت روح التفائل أرجاء الولايات الأمريكية وتظاهر الأمريكيون مجددا أمام ناسا معلنين فخرهم بهذا الأنجاز الكبير.يين وقفوا أمام ذلك الضغط الشعبى الكبير حتى وصل أرمسترونج إلى القمر ورفع العلم الأمريكى عليه وهنا كانت الصدمة.
الدرس الذى يجب أن نتعلمه فى مصر من التجربة الأمريكية واليابانية أن التقدم والازدهار لآى بلد لا يمكن أن يتحقق فى ظل شعب مشاعره منكسرة وآماله محطمة ورغبته فى التغيير ضعيفة وإحساسه بالعدل منعدم وإيمانه بالأمة ضعيف فالنهضة لا يمكن ان تحقق فى ظل أجواء يسودها التشكيك والإنقسام والتمزق بل يحتاج إلى أمة مترابطة قوية ومتماسكة ويحتاج أيضا إلى مسؤولين يتمتعون بصدقية عالية وأمانة وثقة شعوبهم بهم.
2 تعليقات على أمة ممزقة … وأمم متفائلة
هو عين الفرق بين أمة وأمة يا عزيزي…هو الأمل..الروح المرتفعة التي لا تنكسر…القدرة على تخطي الصعب..هذا هو ما يجعل ثورة ضاحكة في مقابل ثورة متخبطة تستخرج فزاعاتها القديمة من صناديق الخزين فيهرب الضحك وتخبو فورة الحماسة و تعم الفوضى وتشرذماتها…تحياتي على المقالة
السواد منتشر في مجتمعنا وإعلامنا ونحتاج حقا لمشاعل قوية لتضيء الأمل في قلوبنا، يجب أن نحلم لكي نحقق تلك الأحلام لأمل.