لا تلاقى أفكار الليبرتارية، أو الليبرالية الكلاسيكية، أي دعم يُذكر من جانب أي حزب سياسي أو مجموعة ضغط أو خلية تفكير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل ويندر أن نجد مفكرًا أو كاتبًا يتبنّى توجهًا ليبرتاريًا في صحافتنا أو كتبنا، إلا من بعض الأفراد القلائل، ومعظمهم من المدونين الشباب تقريبًا، والذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالأدبيات الغربية مباشرةً؛ لخلوّ الساحة الفكرية العربية من أي ترجمات نظيرة، أو كتابات، أو مؤلفات أصيلة حول مبادئ الليبرالية الكلاسيكية، واقتصاديات السوق الرأسمالي، والحرية الفردية – ويستثنى من هذا بعض الكتابات والمقالات على مدوّنات قلائل ومنابر للإعلام الاجتماعي في المنطقة، ومن بينهم شبكة شباب الشرق الأوسط.
مؤسسو إتحاد الشّباب الليبرالي المصري (Egyptian Union for Liberal Youth) اختاروا، بكامل إرادتهم، أن يتخذوا الطريق الوعرة، ويحاولوا نشر الأفكار الليبرتارية بشكل تنظيمي منهجي، من خلال جمعية غير حكومية نشأت عام 2007 في قلب القاهرة، وهي المنظمة الوحيدة تقريبًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تدعّم توجهات الليبرتارية والرأسمالية التنافسية.
تعمل المنظمة وفق محورين، أحدهما نظري يعتمد بشكل مباشر على أدبيات الليبرالية الكلاسيكية لكبار الاقتصاديين والسياسيين والفلاسفة، من أمثال آدم سميث، ديفيد هيوم، روسّو، لودڤيش ڤون ميسس، فريدريش هايك، ميلتون فريدمان، وغيرهم الكثيرين. والمحور الآخر هو عملي تطبيقي لهذه الأفكار، عبر أنشطة المركز المختلفة والتي يروّج لها عبر موقعه الإلكتروني، أو صفحته على موقع فيسبوك، حتى لقد أصبح اسم (EULY) مرتبطًا في أذهان الكثيرين بمنظمة صغيرة تسعى لنشر أفكار كبيرة، غيّرت في تاريخ البشرية، لا تحظى بأي دعم من أي نوع في المنطقة، وهي أفكار حرية الفرد وحرية السوق وحرية الفعل.
حاز المركز على مصداقية كبيرة في خلال ثلاثة أعوام، هي عمره، كونه لا يساوم حول مبادئه وأفكاره التي يعتز بها أعضاؤه اعتزازهم بالإتحاد نفسه، كونه مبنيًا، في الأول والأخير، على هذه الأفكار، والمتمثّلة في شعارهم، نحو الحرية.
“قد يساوم چورج بووش الأب، أو بووش الإبن… ولكن مؤسسة هِريتيدچ لا تساوم.” كان هذا ردّ عمرو برجيسي، أحد مؤسسي الإتحاد، القاطع، عندما سألناه إذا كان الإتحاد ينوي أن يساوم حول أفكاره لاكتشاب مؤيدين سياسيين، مشيرًا إلى أن الإتحاد ينوي أن يحتذي خطى مؤسسة هِريتيدچ، واحدة من أعظم وأكبر وأقدم المؤسسة الليبرتارية الغير حكومية في الولايات المتحدة والعالم.
فاز إتحاد الشباب الليبرالي بجائزة تيمپلتون للحرية عام 2009 لنشاطه الكبير في نشر قيم الحرية الفردية في مصر، وهي جائزة رفيعة مقدّمة من مؤسسة أطلس للدراسات الاقتصادية، وقد حضر مؤسسو الإتحاد، محمود فاروق، عمرو برجيسي، وصامويل تادروس، عشاء الحرية السنويّ الذي تقيمه المؤسسة في نيويورك، والذي وافق هذه المرة الذكرى العشرين لانهيار سور برلين.
إتحاد الشباب الليبرالي المصري (EULY)
اضغط هنا لزيارة موقع الإتحاد الإلكتروني، وإذا كنت أحد قاطني القاهرة، أو تخطط لزيارة القاهرة قريبًا، لا تفوّت على نفسك فرصة زيارة مقر المركز في وسط القاهرة، والتي سوف تقابل فيها، لأول مرة في حياتك في المنطقة على الأرجح، صور كبيرة للآباء المؤسسين لولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم توماس چيفرسون، مارجريت ثاتشر، رونالد ريجان، وغيرهم الكثيرين من السياسيين والاقتصاديين والمفكرين الليبرتاريين، معلّقة على حائط المدخل الرئيسي لمقر إتحاد الشباب الليبرالي.
استمع الآن بهذه الحلقة المميّزة من آرابيكاست شبكة شباب الشرق الأوسط، ةالتي حاورنا فيها اثنين من مؤسسي إتحاد الشباب الليبرالي، وهما محمود فاروق وعمرو برجيسي، ولم نتمكّن من مقابلة صامويل تادروس، المؤسس المشارك الثالث، كونه يدرس حاليًا في الولايات المتحدة، ولكن قد نجري معه حوارًا قريبًا فقط على آرابيكاست شبكة شباب الشرق الأوسط.
حاورنا فاروق وبرجيسي حول أمور كثيرة، منها فكرة الإتحاد ونشأته، أنشطته واستراتيچيته، توقعاته وطموحاته، وأشياء أخرى كثيرة، سوف تستمعون إليها بأنفسكم، وقد أبديا، مؤسسي المركز ومديريه الحاليين، خلال الحلقة استعدادهما للتعاون مع شبكة شباب الشرق الأوسط، بشأن أي مشاريع مستقبلية في الإتحاد.
الجدير بالذكر، أن قد سبق لشبكة شباب الشرق الأوسط أن حازت على جائزة منظمة أطلس للأبحاث الاقتصادية لأفضل مشروع فكري جديد في مجال المبادرة الاجتماعية عام 2007.