امي الحبيبة…
لا ادري ما الذنب الذي اقترفته حتى تعاقبيني هكذا , و ما اشده عقاب..
ارأفي بي يا امي و اعفي عني .. اصفحي عني ان كنت قد اذنبت اتوسل لكي ان تبصريني بذنبي حتي اتوب عنه.
ان كنت لا تريدين لي توبة و تعزفي عن البوح بذنبي فتركيني ابحث عن ام غيرك.
ان كنت لا تنوين تركي اهاجر فاتوسل اليك اعفيني من الذل و المهانة التي القاها منك.
ارأفي بحالي و ارحمي ضعفي…
امي,
انا ابنك خالد , لن الومك لربما لم تعلمين, و لكن ابنائك –اخواني- قتلوني .. انا لست حزين لاني في وضع لشد ما تمنيته, لكني لا افهم.. لماذا سكتي يا امي ؟ سكوتك قتلني ثانيه.
امي,
انا ابنك عمرو, دافعت عنك كثيرا في مدونتي الالكترونية, حتى قام ابنائك بحبسي و تعذيبي.. لم اتوقع خنوعك يا امي, سكوتك يقتلني.
امي,
انا ابنك احمد, تعرضت لشتى انواع التعذيب في سجن ضيق لم استطع فيه فرد اذرعي او تحريك راسي… انا اسف لو آلمتك, ظننت ان دفاعي عنك على الانترنت سيسعدك, اظنني اخطات الفهم.
امي,
انا ابنتك نهى, تعرضت للتحرش من ابناءك و لم تحميني يا امي, ما يؤلمني اكثر هو صمتك.. صمتك يقتلني يا امي.
امي,
انا ابنك عمرو, تجاوزت الثلاثين و لم استطع الزواج بمن احببت فانتحرت…. عجزك ادى بي للكفر يا امي.
امي,
انا ابنتك سارة, لطالما حلمت بالالتحاق بالجامعة حتى اجلب الفخر لي و لاسرتي, لم احتمل ان اسمع لفظة فاشلة بعد ادائي لامتحان الثانوية العامة فانتحرت… صمتك لهو اشد هولا من فشلي, لكم وددت ان اجعلك فخورة, لكن على ما يبدو انت لا تبالي.
امي,
انا ابنك اسلام, تعبت يوما و لم اقم باداء واجبي المدرسي, فقتلني ابنك هيثم. اقسم لك يا امي انني كنت انوي اداؤه لاحقا, لكن لم يسعني الوقت, لاني مت.. انا آسف.
أمي,
انا ابنك سالم, تجاوزت ال30 و لم اجد عملا, تداينت باكثر من 20 الف و لم استطع سداد المبلغ, قررت الهجرة لايطاليا كي اعود اقوى و ارفع راسك, انا اسف غرقت بنا المركب قبل ان اشرفك.
امي,
انا ابنك اسماعيل, لا تخافي فأنا لا اشكي ضيق الحال, انا راضي, و اعلم انه ليس بوسعي شراء اكثر من الخبز لابنائي, الا انني مت في الطابور, لن طيل عليك يا امي, فقط هلا طلبتي من احد من باقي ابنائك ان يجلب اولادي الخبز اليوم؟ لاني مت., انا اسف سأزيد اعبائك.
امي,
انا ابنتك سامية, كنت اقطن بالدويقة, الا انه و لسبب ما انهارت الابنية فوقي و فوق عائلتي, لا ادري اين ابنائي.. اين هم يا امي؟ صمتك يرعبني!
أمي,
انا الحاج جمال, اتممت زيارة بيت الله الحرام, ولسعادتي فقد مت شهيد بعدها مباشرة فوق عبارة السلام, لكم انا سعيد, إلا ان صمتك اثار شكوكي.. الن تأخذي بتاري؟
أمي,
انا ابنتك .. صمتك يدهشني, صمتك يحزني… الا تحبيني مثلما احبك؟ فوالله لاني احلم ان تصيري اعظم ام…فوالله لاجدني لازلت احبك بعد كل ما جري… بصريني بخطأي يا امي.. زادت حيرتي و وهنت ارادتي.
لا تقسي علي و ليس لي سواكي.. و لكني اوعدك اني لن ايأس و سأظل لك مخلصة.
ابنتك/ رويدا
8 تعليقات على مصر
هذه المقالة شديدة قوي علينا!
رويدًا رويدًا يا هانم!
متميّزة!
تقريبا يا هويدا هي مش أمنا ولا حاجة، هي بس لقيتنا قدام جامع…
أما لو كانت أمنا فما بك من حاجة للشكوى لها، فهي لا تسمع، ولا تبصر. باقي أخوتك قطعوا أذانها وفقعوا أعينها وسرقوا مصاغها واستولوا على بيتها وعلى وشك طردنا منه. شخصيا لن أأسف كثيرا للرحيل من هذا البيت، إلا أني حتى عاجزة عن الخروج.
أقصد رويدا Sorry
أحمد:
اشكرك جدا على تشجيعك. اتكنى تكون عجبتك فعلا و لو عندك اي تعليق او نقد يا ريتتتتتتتتتتت
رايك يهمني
دينا:
مصر هي احنا يا دينا, مصر مش شخص هتروحيله و تقليله الكلام ده… مصر هي كل اللي ماتو, و اللي عيشين, و الحكومة.. و في تاريخ اي امة سنين ضعف و سنين قوة, احنا في اضعف حالتنا, بس احنا برضه اللي هنخد بايد نفسنا و نقوم
رأيي أنها مذهلة! لا تنقطعي عن الكتابة مرةً أخرى!
مش عارفة يا رويدا! لما ييجي وقت الجد ونحاول نقوم حاسة إننا هانشوف مفاجأت كتير. منطقيا احنا دلوقت قبل العاصفة، والتغيير وشيك، والكل متحمس، والحكومة الحقيقة كتر خيرها بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تستفز هذه الرغبة للتغيير. كل ده رائع! بس الصورة الرومانسية للتغيير غير واقعية بالمرة. أي نيزك سيهبط من الفضاء ليمحو جينات الفساد من المنظومة الأخلاقية؟ لحظة التغيير مش مهمة على الإطلاق. كلنا هنتحول لملائكة وهنلتف حول أول مسيح هانلاقيه على ناصية الشارع. خطة ومفهوم التغيير وتنفيذه هم التحدي.
عشان كده مضطرة أختلف معاكي في حكاية (مصر هي إحنا) عشان (إحنا) ده كيان مشوه، لأنه في رأيي بلا أغلبية. هذا التشوه مرعب لأنه تشوه فكري لا يجتمع أفراده على شيئ أعمق من السطح بسنتيمترات.
في رأيي مصر مش احنا، مصر صورة رومانسية جميلة آخذة في التآكل، وإلا، فلمن رثاءك للذات أعلاه؟
إلا أنها رسالة مؤثرة وشجية، ونسيت أسجل اعجابي المرة اللي فاتت
صباح الفل…
عزيزتي دينا، لقد أرسلت لك رسالة بريدية، أرجوكِ الإطلاع عليها…
تحياتي