في ظل غياب المصداقية بين إعلامٍ رسميٍ تحركه الحسابات السياسية القاصرة و ما بين إعلامٍ فضائي تحكمه التوجهات .. كان الإعلام الجديد  إشراقة مصداقية للتعبير عن الواقع بدرجة عالية من الصدق و الموضوعية .. فكان شعلة الثورات في عالمنا العربي . 

و لكن طفرة كبيرة في أسلوب الإعلام الجديد و قدرته على تغطيه الأحداث و ملأ الفراغ الإعلامي الكبير  ظهر واضحاً  في الثورة  السورية .. فكان أعظم إبداع يخرج من وسط ركام الألم  .. 


الثورة السورية بحق ليست ثورة عظيمة فحسب بأهدافها و تضحياتها بل في إضافتها المميزة و إثرائها للإعلام الجديد بأسلوب مبتكر و مميز سيحسب دوماً  في التاريخ لنشطائها …و سيفتح أبواباً كانت تبدو مغلقة لزيادة مستوى احتراف الإعلام الجديد و بروزه على الساحة كوسيلة بديلة لإدخال الكثير من الهواءالنظيف لساحة إعلامية مليئة بالأهواء و الفساد الإعلامي  المتمثل في إحتراف قلب الحقائق . 


و لعلنا يمكن أن نلقي الضوء على ثلاث إضافات مميزة  للثورة السورية و أهمها على الإطلاق هو مشروع عدسة شاب ثائر …و الذي تتطور ليصبح  مشروع عدسة شاب سوري  ينقل الأحداث 

 من كل مدينة سورية..و لكن الاختلاف أنه فقط حديث الصورة ..

 لا توجد مقالات .. الصورة هي التي  تحكي كل شيء .

بمنتهى الاحتراف و المهنية و المصداقية وسط مخاطر جمة و مع هذا يخرج هذا العمل في النهاية بمنتهى الاتقان و الروعة .

و في طريق الثورة و مسار الاعتقالات الجبرية الزائد عن الحد خلال هذه الثورة ظهر إبداع آخر للتعبير عن قضايا المعتقلين السياسييين و معتقلين الرأي و الاتهام الكاذب  من خلال فكرة طيور السلام من ابتكار هذه الشابة الدمشقية الرائعة صانعة طيور السلام و التي  تعرضت للاعتقال أيضاً على أثر عملها النبيل لإيصال قضية الاعتقال و الأسر بصورة تعكس سلمية الثورة و أهدافها  الثورية  الحقيقية .

و في ظل إعلام ٍ رسمي مازال يسعى للفساد و الإفساد حتى بعد الثورات و في ظل غياب إعلام إسلامي يحترم القيم الإعلامية و يحارب الفساد و يتميز بالنقد البناءللحكومات و الأنظمة الناشئة .. فلا هو يغير مبادئه لأي  هدف و لا هو  يمدح المدح المتناهي المتشح بالنفاق .. فإن الإعلام الجديد ساحة بحاجة لمزيد منالإبداع و الاهتمام  لتخرج لإطارٍ أوسع و لكي تصل لشريحة عريضة في المجتمع  بمنتهى الصدق و الموضوعية و الحياد …و هذا لن يتم إلا بآليات إبتكارية كتلك التي حدثت في الثورة السورية العظيمة.و من أحد أهم الإضافات المميزة للثورة السورية هي  الصفحات التي تعرض الأحداث بأسلوبٍ فكاهي يختلط فيه الأمل بالألم و الأمثلة عليه كثيرة ..و ظهرت الكثير من صفحات الفن العميق  .. و كأن السوريين يعلنونها للعالم إن ثورتنا هي  ليست ثورة جندي فقط بل ثورة الناشط و  الفنان و الرسام و الإعلامي و الطبيب و التاجر ….كل له دور و لكن عليه أن يقدمه بإبداع و تفاني. 

الرابط الأصلي للصورة المستخدمة: http://www.coconutlounge.co.uk/magazine/2012/02/23/fear-of-the-camera/