من هنا بدأت الثورة ..من بين هؤلاء خرج من ينادي بالحرية و العدالة و إسقاط النظام ..من هنا خرج من ينادي بأنه يريد أن يحيا إنساناً لا جزءاً مهمشاً مستغلاً .
استهلها الطالب مصطفى رجب (19 عام) بقوله أشعر أن ثورتنا قد سرقت …تحولت من ثورة قيمية إلى مباراة تقاذف لمصالح انتخابية لمصالح قاصرة على كل الأصعدة و ليس طرفاً دون آخر..انتهت إلى عدم سماع الآخر بعد أن بدأ يشعر بحقه في التغيير و النقد و حتى الصراخ .
الإعلام أيضاً عدونا الآن .. في البداية هاجم ثورتنا و أثناءها كان عدواً فاعلاً و بعدها هو أكبر من يهدم .
و رغم كل حزني على ما ذكرته لكني سعيد بثورتنا لأنني الآن استطيع و بكامل الجراءة أن أوصل صوت و رأيي لأعلى جهة و أنا أعلم يقيناً أن صوتي سيكون ذا قيمة و صدى و الأهم سينبع عنه قرار .
و لكن كل ما أمله الآن هو حزم القيادة في تحقيق أهدافنا ..لا نريد وعوداً مرمزة غير قابلة للتنفيذ …فقد انتهى هذا الزمن و على الساسة أن يدركوا ذلك و يتداركوه قبل فوات الآوان .
عقبت الطالبة حسناء عبد الرؤوف ذات التسعة عشرة ربيعاً أنها تشعر بإشراقة أمل لأن قيام الثورة في حد ذاته يمثل استدعاء قيمة الإيجابية مرة أخرى للمجتمع .. قبل ذلك كانت الدنيا في نظري سوداء حالكة و لكن الآن هناك بصيص أمل .. الثورة أيقظت فينا الأمل و لكن علينا أن نعطي الرئيس و الحكومة الناشئة الفرصة الكافية لإجراء التغيير.. الحقيقي .. الرهان على الوقت ليس أكثر و كذلك احترام ما قمنا باختياره في الانتخاب و الاقتراع عن قناعة .
و بدأت الطالبة مريم سعد (20 عام ) حديثها بالقول .. لقد أيدت الثورة لكن أشعر الآن بعد عامين أن حياتي كفرد كانت قبل الثورة أفضل بكثير ..إيجابيتي في المجتمع تناقصت بشكل ملحوظ لغياب الأمن في المنطقة التي أقطن بها من القاهرة ..الثورة التي رفعت شعار الحرية جعلتني بعد عامين حبيسة جدران أربع خوفاً من هاجسٍ صار حديث الشارع و الصحافة ..ثورتنا لم تكن خطأ .. الخطأ فقط أنها لم تقم على أسس ..كانت لها مباديء لكن لم يسبقها تمهيد لهذه المباديء ..ثورة التغيير كانت تريد خلق أسس التغيير و هذا خطأ فادح .
في ذات السياق أضاف الطالب أيمن عبد العزيز (19 عام ) الثورة حققت مطالب جزئية و لكن ما يعرقل استكمال مطالبها هو غياب الثقافة الثورية عن الشارع للأسف . الحكومة المنتخبة القائمة الآن حكمت بأصواتنا كشباب علم أنها تسعى لتقديم شيء و لكنها تواجه بقايا نظام و تراخي أمني و إعلام موجه .. أنا متفائل كثيراً لكن أرى أن البداية الحقيقية للتغيير لم تظهر بعد ..وضع قوانين ضبط و تقنين للفساد الإعلامي هو بداية أي نهضة فعالة , على هذا أن يكون واقعاً .
عقبت الطالبة دعاء حراجي (21) عام : قبل ثورتنا كان هناك ظلم بشكل كبير و بشع لهذا كانت الثورة طفرة كبيرة و لكني لا أشعر أن الثورة أتت أكلها ..الرئيس مقصر كثيراً رغم صلاحه .. تمنينا أن يتولى الصالح هو صالح لكنه لا يمسك زمام الأمور كما يجب..بالسبة لطموحاتي الشخصية المتعلقة بالثورة .. أنا متفائلة لكنه يبقى نصف أمل .
و هنا أضافت الطالبة زينب سيد (19 عام ) : نا كنت من الشباب المؤيد للثورة تأييداً مطلقاً..الثورة غيرت الكثير من المفاهيم و لكن المصلحة الخاصة للأفراد قبل الأحزب جعلت البوصلة تنحرف كثيراً عن الدفة و الاتجاه السليم .
علقت الطالبة عبير عبد الله (19 عام ) : لا أشعر أن الثورة أتت بنتيجة جيدة هي كرفع الغطاء ليس أكثر ..لقد أظهرت الثورة الأزمة الحقيقية في المجتمع و هي أزمة أخلاقية في الأساس ..بعد عامين من الثورة أرى أن الثورة أضرت بطموحاتي الشخصية المتعلقة بها و ليس العكس بكل أسف .
أضافت الطالبة ندا محمد عمر (22 عام ) : الثورات تحتاج إلى وقت لتؤتي ثمارها و تظهر نتائجها ..هذه قاعدة لن تكون أي ثورة استثناءً منها..و لكن هناك غباء سياسي يؤخر تحقق الأهداف أكثر ..لأن المنظومة التي قامت الثورة لإسقاطها فاسدة .. الفساد مؤسسي و ليس متعلق بالأشخاص فحسب .
الثورة قامت على أسس و مهما طال الوقت سيتم استكمالها لإرساء قواعد احترام الجميع التي غابت عن المجتمع أو برز غيابها على الحقيقة.
لأنه إذا استمر هذا الوضع طويلاً ستضيع حقوق الكثير من الكفاءات و ستغيب عن عملية البناء في ظل روح التعصب السائدة .
و لكن لعل هذه الأوضاع و الأزمات السائدة تجعلنا كشباب نطرح سؤالاً :أين دور المستثمرين المصريين في مساعدة مصر على التعافي و خاصةً في ظل مماطلة الدول الكبرى و مراهنتها للتدخل لفرض سيادة ليست من حقها على الحكومة أيضاً أن تظهر ما لا تظهره وسائل الإعلام بإعلام قوي موزاي يبين أن هناك اتفاقيات استثمارية للشراكة تستهدف خلق فرص عمل للبطالة المصرية المتزايدة بعد الثورة عن قبلها .
عقب الطالب أحمد جابر (22 عام ): الثورة هي انهيار نظام فاسد حتى لو تمت تبرئة رموزه قضائياً ..هي خطوة لن يحدث فيها أي تراجع مهما حاولوا أو خططوا ..الثورة أبرزت للساحة خطط تنموة للمناطق المهمشة كالصعيد و سيناء .. الأغلبية تدعم هذه القرارات , الأقلية هي من تعارض ..مازلنا نفتقد ثقافة الديمقراطية لذا علينا زكاء روح لحوار البناء لنقلص الحساسية السائدة في الشارع …و الأهم من ذلك أن نبتعد عن الانتقاد لمجرد الانتقاد فعليننا جزء من المسئولية أيضاً.
و لكي نجد استقراراً سياسياً أرى أنه يجب أن تكون هناك عدالة اجتماعية مطبقة لن تتحقق إلا بتطهير الساحة القضائية الغير نزيهة و الغير مشرفة في آنٍ واحد .
أما الطالبة منى اسماعيل (19 عام ) فكان رأيها أن هناك انجازات كبرى للثورة قد تحققت و تمثل ذلك في دستور هو من وجهة نظرها حضاري كثيراً و أضافت معقبة : صار لنا رئيس أفضل و أنا أعده أفضل المتواجدين على الساحة السياسيىة و إن كنا مازلنا نطمح للمزيد , أشعر أن الثورة بدأت تخطو خطوات نحو حلمي الكبير بوجود تكتل إسلامي قوي في المنطقة فصعود الإسلامييين في نظري هو فرصة لتحقيقي هذا الحلم, فالثورة بمنظوري كانت إيجابية إلى حد ما و لكن أعتب على الشباب الجامعي تراجعه عن تحمل المسئولية و ظهر هذا فيوز بعد الأمور السلبية على الساحة و تعقيباً على سؤال وجه لها عن البلطجة على الساحة السياسية و أحداث المقطم و تجاوز الإعلاميين حدود الحرية المسموحة بمايقابل برد فعل هو الأعنف أيضاً قالت : البلطجة هي انهيار أخلاقي ناتج عن غياب الإحساس بالأمن و العدالة , أما أحداث المقطم فأحمل مسئوليتها للطرفين , فعلي الإعلام أن يرعى ضوابط الحرية التي لا تصل للإساءة و كذا الشخص الذي قام بالتعدي بالصفع تصرفه غير إخلاقي بالمرة و إن كان تصرفاً شخصياً ليس من المفترض أن يبرر ليتهم منهج كامل بسببه .
على الإخوان ضبط النفس عند الانتقاد و التوزان في الردع و هذا أراه مفتقد و كذا الحرية إذا افتقد الشفافية فخير منها عدمها .
عقبت الطالبة فاطمة أدريس (21 ) الثورة لم تحقق ما طمحنا إليه .. ليست الفكرة فيما تحقق بل في مقدار ما طمحنا إليه , هناك ضبابية ..و لكني مازالت أرى أننا لم نفتقد الإيجابية التي اعتدنا عليها كجيلٍ ثائر على الكبت قد أتقن التمرد عليه .
أضافت الطالبة ريهام محمود (20 عام ) الثورة لم تحقق مطالبها كاملة لأن هناك روح إقصاء سائدة بالشارع المصري هي التي جعلت جبهة الانقاذ تبرز كحالة للوجود على الساحة السياسية ليس أكثر .
و كانت مداخلة الطالبة دعاء كمال ( 19 عام ) حول الأزمات المستجدة على الساحة المصرية في السولار و الدقيق و غيرها أن غياب الطريقة السليمة في مواجهة الأزمات هو سبب تفاقمها إذا أن الاعتراض فقط على المسئولين حديث التعيين و تغييرهم المستمر يؤدي إلى زيادة حالة عدم الاستقرار و هذا لا ينهي الأزمة بل يصنع أزمات غيرها
أم عن جبهة الإنقاذ فقد أضافت معلقة : إنها جبهة تخريب ليس أكثر و لديهم قدر كبير من الديكتاتورية المرفوض و فرض القرار بشكل مرفوض لذا لن تدعمهم الساحة الشبابية أبداً في نطاقها الغالب.
هنا أضاف الطالب أشرف سيد مكي (19 عام ) أنا أخالف زملائي في رؤيتهم فأنا أرى أن الأهداف المحققة حتى الآن بسيطة كثيراً .. الأهداف الحقيقية لم تتحقق بعد .. التضليل الإعلامي أذكى روح الإقصاء في الشارع و التي صارت ظاهرة بشكل مخيف ..الثورة أسقطت نظام الشرطة الفاسد .. إسقاط الداخلية تم بنجاح كبير و لكن مازال لم يسقط الكثير بعد..و مع هذا لن نفقد تفاءللنا أبداً لأنني الآن املك حقي في جراءة المطالبة بحقوقي كمواطن صغرت أم كبرت .
أما الطالبة إسراءعبد الدايم ( 22 عام) فقد عقبت : تفاقم ظاهرة البلطجة بعد الثورة هي رد فعل على غياب سيادة القانون أو التطبيق الأعوج له .
و بالتالي ففي حالة سيادة جو اختلاق الأزمات عن طريق عمليات التهريب و غيرها لابد أن تتواجد ردود فعل هي أقرب لحالة التمرد من غيرها .
و لكني أرفض موقف الأمن المركزي في مطالبته بعدم التدخل لفك بلطجة العنف السياسي , عليهم التدخل و لكن قبلها يجب تعريفهم بكيفية التدخل السليم .
هنا أضافت الطالبة دعاء سالم ( 22 عام ) : على الرئيس أن يتخذ خطوات إيجابية لمواجهة العنف الإعلامي المثير للفتن و الذي يضع كل تركيزه على السلبيات و تضخيمها , أخبار موجزة , قواعد حاكمة , تحليلات صادقة ستفرق كثيراً لدعم التغيير الإيجابي .
و انهت الطالبة أسماء بكير ( 23 عام ) الحوار بقولها : على الشارع أن يكون أكثر إيجابية و إبداعاً و أن يتوقف عن التقليد العمى لأساليب التظاهرو الاعتصام المفرغة من الرسالة العليا و المقتصرة على المصالح الخاصة أو استغلال المواقف لأن فتح باب الحريات يستلزم هذه الإيجابية ليتحقق التغيير الهرمي الحقيقي الفعال .
من بقاعٍ شتى في مصر ..جمعهم هدف واحد هو أن يروا وطناً كما يتمنون له أن يكون
رسالتهم واضحة كما اعتادوا وضوح وجهتهم و صدقهم فيها .
لن نكون يوماً وقوداً يهدم ما بنيناه و لكن رجاءاً يا كل الساسة حافظوا على ما وضعناه أمانةً في أيديكم ..هي أحلامنا التي أعلنت يوماً ما تاريخ عودة نبض أمل كان قد توقف ..فابقوا الأمل حياً في نفوسا لأن هدنتنا لا تعني الموافقة المطلقة و لا تعني المعارضة أيضاً و الأهم أنها لا تعني العودة لجدران الصمت !.
3 تعليقات على ما يقول شباب مصر بعد مرور عامين على ثورتهم؟
مقالة موفقة يا صبرين وتوليفة ممتازة من الآراء والمداخلات…تحيات الموقع
مقالة من الاخر فعلا
شكراً يا سلمى و شكراً يا أبانوب , المهم إن صوتنا كشباب ما يوقفش أبداً