السادة “المسافرين” على رحلة مصر للطيران رقم 777 المتجهة إلى لندن، برجاء سرعة التوجه إلى باب الخروج إف-7.
السابعة والسبع وخمسون دقيقة – الأحد 17 فبراير 2013.
لا أعرف ما هو سرّ الرقم سبعة معي اليوم.
لم أتعرض لهذا الكم من التعددية والتنوع في رحلاتي القليلة مثلما تعرّضت له على شباب الشرق الأوسط خلال ما يربو على ثلاث سنوات ويزيد، تحديدًا منذ 17 سپتمبر 2009.
شباب الشرق الأوسط كانت بالنسبة لي بيتًا، وليس موقعًا افتراضيًا. بل وكانت الشبكة محورًا هامًا لما وصلت له اليوم، مغادرًا لمصر عامًا على الأقل – بلا حد أقصى.
بعد ثلاثة أيام من الآن، سأحتل موقعًا طالما نشدته. وما سأفعله لن يختلف كثيرًا عما كنت أفعله هنا: سأكتب وأكتب.
نوعا “موسيقى” يمثلان لي الرتابة الكليّة – ثلاثة في الحقيقة: موسيقى سيارات فيات 128 راجعة للخلف، موسيقى مصعد بار أوديون، وموسيقى مطار القاهرة بين تنويهات المذيعة الداخلية عن أنباء قيام ووصول الرحلات.
أودّ أن أغوص أكثر في النوع الثالث، يذيع المطار مقاطع قصيرة من أغنية خالد الشهيرة “عييشة” عندما تعلن المذيعة الداخلية عن قيام رحلة مصر للطيران المغادرة للجزائر. قد يرى البعض هذا مناسبًا، وهو كذلك بالفعل، إلا أنه مُملّ لأبعد الحدود. هذا ليس كل شيء، فبغضّ النظر عن كيتشيّة هذه المقطوعات من عدمها، فهي غير شاملة على كل حال، لأنه إذ تذيع الهيئة المسؤولة أغنية “حلاوة شمسنا” قبلما تغادر طائرة داخلية إلى الأقصر، وأغنية “مشكلني حبك” عندما تصل طائرة من دبي، لا تجد نفس الهيئة أغنية مناسبة عندما تغادر طائرة متجهة إلى هلسِنكي، فلا تقوم سوى بإعادة تشغيل مقطع أغنية “عييشة”. ناهيك عن الخطأ اللغوي “الفاضح” في لفظة المسافرين.
شيء وحيد لن أفتقده في مصر: سياقة سيلڤيا.
أثق أن المحررة النشيطة سلمى أنور ستساهم في تطوير موقع شباب الشرق الأوسط العربي تحديدًا، وشبكة شباب الشرق الأوسط عامةً.
لماذا لا يشغّلون “سافر” لفريق أوتوستراد عندما تغادر طائرة إلى عمّان؟
شكرًا لشباب الشرق الأوسط، إسراء الشافعي، وجميع كتّاب، أعضاء، وقراء الشبكة.*
بحبُكوا كلكوا!
* تنويه: هذا ليس سطرًا استهلاكيًا. (موسيقى)
6 تعليقات على وداعًا شباب الشرق الأوسط!
كل ما يكتب عن المطارات جدير بالقراءة في تقديري! فالمطارات هي الأماكن الفريدة بين ال “هنا” وال “هناك”…فريدة بما تخلقه من تداعي أفكار ومشاعر وذكريات من أمس وأحلام لغد…لك كل الخير يا أحمد في رحلتك وأنا من تشكرك على الوقت والجهد والتشجيع الذين استثمرتهم معي في فترة تدريبي على تحمل مسئولية الموقع.
كل الشكر سلمى! وكل الموفقية لكِ ولشباب الشرق الأوسط!
الموقع هيفتقدك يا أحمد..
الموقع ده إنت اللي دخلتني فيه و دعوتني للكتابة مما صنع محمود عرفات الذي تعرفونه اليوم..
لا أعرف ماذا أقول إلا رجاء ألا تنقطع عن متابعتنا و لعل يوما ما نتجمع معاً في شراكة جديدة|..
كم أسعدني تعليقك عزيزي محمود…
لن أنقطع عن متابعة الموقع بالتأكيد، فشباب الشرق الأوسط هو بيتي، الذي وإن غبت عنه، سيظل يحمل معنى وذكرى بالنسبة لي.
تحياتي
.. تستفيق متعتي، كلما أرد فني صديقي “آليكس”، مخرج البرامج الثقافية للتلفزيون العمومي الفرنسي، على دراجته النارية؛ عابرا خيوط فجر باريس المشرقة، نحو مطار “شارل ديكول”، لتناول فطور متريث، أرقب خلاله وصول “آلفا بلوندي” ملتفا بخيمته الإفريقية، وبيمينه عصاه الذهبية الثمينة، مغادرة مهاجر مغربي، صنع من “فاقته” الباريسية، أجيالا، تحلم تفكيرا، وتشعر إبداعا في “أكادير/المتعة”، ناسك سني، في طريق العودة إلى الجزائر؛ مشبعا، بجغرافية إبداع المتنبي، سينغاليا، مفزوع الضحالة.. أشياء جميلة؛ تأخذ حتى المتعة! برصيد مقارب؛ يلحقك احترامي في مطارات التخمة الثقافية، وأتمنى لك من قلبي ظفرا هادئا، أنيقا.. لاينفد.
عني، سجل، وشباب الشرق الأوسط، يشهد اعترافا بجميل تحليق حروف موريتانيا ـ على تنوعها ـ في سماء شرقنا، بفوله البارد، ونجيبه المحفوظ أبدا في ذاكرة “أولاد حارتنا”، نحن سكان الساحل والصحراء.. بركات الأدب ترعاك وصخب الإنتماء يحفظك.. خالص محبتي.
أشكرك عزيزي عبد الله…
أغرقتني إلهاما وأشبعتني مديحا…
أراك يوما في سفر العودة…