عرفنا من قبل شيئا عن تنظيم “سالم الرحال” الأردني الذى سعى “عبود الزمر” لضمه الى تنظيم “الجهاد” في صيف 1980 لدعم صفوفه، ثم بعد سجنهم في قضية اغتيال الرئيس “السادات” انقسم الجهاديون الى ثلاثة فصائل داخل السجن ومنهم مجموعه “سالم الرحال” وهى التي تدين بفكرة قلب نظام الحكم عن طريق انقلاب عسكري، ومن هذه المجموعة ثلاثة “عصام القمري”، “محمد الأسواني”، “خميس مسلم” استطاعوا الهرب من السجن يوم 17يوليو 1988.
عصام القمري: مواليد القاهرة 1952، كان رائدا سابقا بسلاح المدرعات بالجيش ثم مدرسًا بكلية القادة والأركان وظل في عمله حتى مارس 1981 حين تأكدت معلومة المخابرات بوجود تنظيم ديني داخل القوات المسلحة فهرب من الخدمة العسكرية في 2 إبريل1981 ثم ألقى القبض علية في 25 اكتوبر1981 بعد اغتيال تنظيم الجهاد “السادات” وحكم عليه في القضية رقم191 بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة مع أعضاء آخرين من تنظيم “سالم الرحال”.
“محمد الاسواني” و”خميس مسلم”: الأول كان طالبا في كلية الحقوق جامعه عين شمس، وتم القبض عليهما بعد اغتيال السادات في نوفمبر 1982
التخطيط للهرب:
انفصل “القمري” بمجموعته داخل السجن عن تنظيم الجهاد فكريًا وعمليًا.
وضع الخطة الأولى للهرب من سجن طرة إلا أن خطته اكتشفتها سلطات الأمن وظنوا أنها كانت خطة معدة لتهريب أعضاء تنظيم “الجهاد” وعلى رأسهم “عبود الزمر” المحكوم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 40 سنة.
أقام الثلاثة “عصام القمري” وزميليه في زنزانة واحدة وبدأوا التخطيط مرة ثانية للهرب وساعدهم “طارق الأسواني” بإعداد بطاقات شخصية مزورة من اجل تزوير جوازات سفر لهم وأعد لهم الاماكن التي من الممكن ان يلجأوا اليها بعد الهرب وتدبير المال اللازم لتمويل العملية.
تمويل عملية الهرب:
كان التمويل عن طريق “طارق الاسوانى” شقيق “محمد الاسوانى” الذى زور بطاقات شخصية ومحررات بنكية له ولصديقة بأسماء مزورة تفيد استحقاقه مبالغ تجاوزت مليون جنية من بنك الجيزة الوطني وبنك التنمية الوطنية بكفر الشيخ وبنك مصر الدولي فرع الألفي ولكن افتضح امرة وتمكّن من الهرب.
خطة الهرب:
وضع “القمري” خطته للهرب وتتلخص في
“الهرب من السجن اولا ثم الشروع في اغتيال عدد من الشخصيات العامة والسياسية
والقيام بعدد من التفجيرات في اماكن هامة بالقاهرة ليثبتوا للنظام الحاكم أن تنظيم الجهاد
لازال فاعلا مؤثرًا”
يوم 17 يوليو 1988 الزنزانة رقم 20 في سجن ليمان طرة:
تسلق “القمري” كتفى زميليه ووصل الى فتحة التهوية وقام بنشر القضيب المعدني للشباك وقفز “خميس مسلم” المتوسط الحجم منها إلى أرضية العنبر وكسر قفل الزنزانة وأخرج زميليه وتغلبوا على الحراس وألقوا عليهم عبوات مفرقعه ثم كسروا بعض الابواب والنوافذ باستخدام السلاح والعبوات المفرقعة وهربوا للخارج وكان في انتظارهم سيارة “فيات 131″ أقلتهم الى شقة في منطقة الشرابية.
إلا أن قوات الامن تمكنت من رصد ومحاصرة شقة الشرابية يوم 25 يوليو 1988 وحاصرتها ولكن الهاربين ألقوا على قوات الامن عبوات ناسفة وأسفرت المواجهة الأولى عن مقتل “عصام القمري” وتمكن الاثنان الآخران من الهرب، وفى المواجهة الثانية يوم 9 أغسطس 1988 تم القبض على “محمد الأسوانى” وشقيقه واعترفوا على مكان “خميس مسلم” الذى حاول الهرب للمرة الثالثة أثناء اعتقاله فأردته الشرطة قتيلا.
قدمت النيابة في هذه القضية 21 متهما في 28 أكتوبر 1988.
أحرجت محاولة الهرب نظام الرئيس “مبارك” و وضعته في تحد أمام الجماعات الإرهابية إلا أن الأمن استطاع إنهاء المسألة في أقل من شهرين، وهو ما يثبت نجاح الجهاز الأمني المصري في التصدي للإرهاب وجماعاته بصورة كبيرة وهو ما سيتضح تفصيلا في اجزاء قادمة.
الاسلام ممن استغله لمصالحه براء .. الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة.
يتبع
2 تعليقات على تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر (9) – تنظيمات الإرهاب في عهد مبارك – حركة الهرب من سجن طرة 1988
جهد جدير بالاحترام كالعادة يا رانيا..هلا وثقت مقالاتك قدر المستطاع؟ أعني هلا أشرت إلى بعض مصادرك كلما أمكن؟ تحياتي
صباح الخير سلمى
الف شكر، كل المصادر ستذكر فى تدوينة خاصة بعد انتهاء السلسلة ان شاء الله.