هل كنت خائفاً .. لا اعرف بماذا كنت أشعر! .. ما أعرفه حقا أن كل المشاعر كانت غير مرتبه .. غير مفهومه ،مرتبكة ومهلهلة .. كنت قد مررت قبلها بحوالى عام بتجربة اعتقال .. وبالرغم من أن اعتقالى لم يزد عن ثلاثة ايام ، غير أنى فهمت الرسالة جيداً  ، أن الحبس الاحتياطى مالوش كبيــر .. المشهد كله يأبى أن يتضح حتى كتابة هذا الكلام .. لكنى أدرك جيداً  أنى أحسست بالقلق ، بالارتياب ، بالتفاؤل الحذر والاصرار على النزول المصحوب بالخوف الطبيعى.

 فى 25 يناير كان كل شئ قابلا لأن ينتهى كأى يوم غضب سابق أو ربما كيوم غضب غير عادى لكنه كان من المحتمل أن ينتهى .. لكن النظام السابق قرر أن لا ينتهى .. كل ما أدركه الان أننا نزلنا فى اليوم التالي 26 يناير وكلنا عزم على الوصول للتحرير والاعتصام بعدما فرقتنا قوات الأمن بالقوة أمس .. تحول الموقف الى ما يشبه حرب العصابات .. كنت فى المنطقة الفاصلة بين التحرير وميدان الاسعاف .. ولما ضاق الخناق علينا من فيالق الامن المركزى تحول الموقف الى كر وفر فى شوارع معروف وشامبليون وطلعت حرب .. فى لحظات سريعه تحول الموقف الى حرب شوارع حقيقة تحديداً فى المنطقة التى كنت فيها ، كنا ندخل  أحد الشوارع ونحن نجرى فنجد أصحاب المحلات والعاملين فيها يغلقون محلاتهم ، ثم تبدأ قنابل الدخان تنهال علينا فنجرى .. هل قلت لكم أنى كنت استنكر مقولة “الجرى نص الجدعنة” .. فى هذا اليوم عرفت المعنى الحقيقى للجرى .. جريت كما لم أجرى فى طفولتى ربما ، هل كنت أجرى هرباً أم خوفاً ! .. لا أدرى ولكن الجميع كان يجرى ، وكنا نقول لبعضنا من الذكاء ألا يتم اعتقالنا ، فلم يكن الهدف هو مقاومة  عساكر الامن المركزى الغلابة .

الشارع يقود الى الشارع الذى يليه والذى يليه يدفعك للذى بعده وهكذا دواليك حتى وصلنا عند مول طلعت حرب ، هنا رأيت بعينى الثورة تولد من العمق ، الشباب الذى لم يكن يهتم بالمشاركة فى الثورة ، العاملين فى المحال التجارية ، البسطاء .. “العاديون”  .. تركوا محلاتهم  وأشعلوا اطارات سيارات فى منتصف الشارع لمنع المدرعات من التقدم .. لم أر شارع طلعت حرب فى هذا المنظر من قبل .. كنا نهجم على الجنود فجأة فيجروا بعيدا .. ثم يبدأ ضرب القنابل الدخانيه وطلقات فى الهواء فنجرى نحن للخلف ، رأيت التحدى والإصرار أكثر فى عيون هؤلاء العاملين فى المحال التجارية .. أحسست أنهم يدافعون عن لقمة عيشهم ربما ، وربما وضعهم النظام فى حالة تحدى فقرروا أن يثبتوا لأنفسهم أولاً ثم للباقين أنهم رجالة .

 عندما كنت معتقلاً ، كنت فى حبس انفرادى وكان أمامى عنبر سجناء جنائيين ، كانوا يصرخون وأصواتهم ترتفع وترتفع ، وسمعت صوت تكسير وخبط ، وكلهم ينادون على البيه فلان ، علمت بعد حوالى نصف ساعه من الصراخ المتواصل أن البيه فلان الظابط مكانش موجود وأن ثمة سجين شهرته ” أيمن حوكا” كان يقطع فيهم داخل الزنزانة ، كانت تلك الليلة الأولى لى فى الحبس ، وسمعت من خارج الزنزانة أن “حوكا” قطع وجوه أربع أشخاص غير ما فعله بالباقين .. فى هذه الليلة تحديداً تمنيت أن يحدث معى أى شئ .. أى شئ مهما كان ولكن لا يدخلون معى هذا الحوكا فى الحبس الانفرادى .. لا أعرف حتى الان لماذا وُضِعت فى هذه الزنزانة تحديداً .. هل كان متعمداً وضعى هنا لكى أخاف وأفزع وتنهار أعصابى بسبب ما أسمعه طوال الليل حولى .. هل كنت خائفاً من حوكا نفسه أم من الاثار التى سيتركها حوكا فـعلى وجهي وربما بداخلى .

لا أعرف بحق لماذا أصرّ النظام على منعنا من التجمهر ، من الاعتصام ، من الوصول لميدان التحرير ، ما أعرفه حقيقة ًأننا لو كنا وصلنا للميدان دون عنف ، لو لم يوجد قتل واعتقال ، لو لم يموت الشهداء ، ربما كنا سنجتمع فى الميدان لساعات ، ربما ايام ، ربما بعد اقالة الحكومة وخطاب مبارك العاطفى كنا سنضطر للرحيل من ضغط الشارع والناس علينا ، لكن النظام استغبى وقد سقط فى شرك غباءه .. فى نهاية يوم 26 يناير كنا نسير فى الشوارع الخلفية لوسط البلد .. نتصل باصدقائنا الثوار فنجد بعضهم ناحية مقهى البورصة واخرين ناحية باب اللوق ، وكلهم يؤكدون على أن يوم الجمعة هو الأساس ولابد من التجمهر وتجميع كل الناس يوم الجمعة .. كنا نسير فى الشوارع يسألنا الباقون إيه خلاص مفيش تانى؟؟ وكأنهم يشتهون البقاء فنرد عليهم “يوم الجمعة من الصبح هنيجى ومش هنروح” فيقولون “قشطة تمام” .. لم أكن اقول “القشطة” هذة فى العادة .. لكن ذلك اليوم تحديداً كان الرد بكلمة قشطة هو أفضل الردود ، كان يورث فى النفس استسهالاً للموقف الذى سنقوم به وكأننا نقول “قشطة  ندخل سينما ماشى” .. أو قشطة نطلع على اسكندرية ، وهكذا قشطة نازلين المظاهرات يوم الجمعة .. وعندما اقتربنا من ميدان الإسعاف كان جنود الامن المركزى يؤدون عرضاً شبه عسكرى بشارع 26 يوليو  .. كان العساكر يضربون الارض ويصرخون ” هع” او ” ها”  لا استطيع تحديد منطوق الصرخه لكنها ترجف الشارع كله .. حينها تذكرت “حوكا”  والزنزانة  وتقطيع  وجوه المساجين معه فى العنبر ، لم يكن حوكا يعرفنى ولم اكن اعرفه ، لم نلتقى من قبل ، لم يكن ظابطاً فى أمن الدولة ، كان فى الحبس مثلى ، لكنه كان كفيل بتخويفى وبياتى ليلة كامله دون نوم ، وحدى فى الزنزانة أترقب ما يفعله حوكا فى المساجين هناك فى هذا العنبر الخيالى ، الذى يشبه كهف مجهول فى فيلم رعب أجنبى ، واتخيل ما قد يحدث بى اذا دخل علىّ حوكا .. وهكذا بالمثل تماماً لم يكن عساكر الامن المركزى سوى حوكات كُثر ، أو حوكيون كثيرون .. لا نعرفهم ولا يعرفونا ، ليسوا أصحاب قرار ، لكنهم محبوسون مثلنا فى الوطن ويُستخدَمون لإخافتنا .

 فى يوم 27 يناير كان التحدى يزداد ، وبدأت الاعتقالات العشوائية حتى من سيارات الميكروباص ، والتاكسيات ، جاءتنى رسائل من أصدقاء تحتوى عبارة “أنا اعتقلت”  ، وفى مساء ذلك اليوم اتصلت بصديقة اسألها أين ستكون غداً ، قالت لى جامع الاستقامه مع “البرادعى” ، أخبرتنى أن الأمن سيكون أشد وطأة ، وأنه تعلم الدرس من يوم الثلاثاء والأيام السابقة وبالتالى غداً ستكون حربا  .. كانت خدمة الرسائل من التليفونات المحمولة قد توقفت وعلى آخر الليل انقطع الانترنت .. كنت قد احتفظت بنسخه من الارشادات حول التعامل مع المظاهرات على جهازى ، قرأتها عدة مرات ، فى تلك الليلة تحديداً  كنت خائفاً جداً .. هل أدعى الشجاعة؟ .. كنت لا اتوقع أى شئ ولا استطيع فهم أى شئ ، كان رقمى مراقباً منذ خروجى من المعتقل وكنت اشك فى مراقبة تلفون المنزل ايضاً ، لم احب الكلام فى التلفون بشكل تحريضى عن الثورة وكان كل كلامنا تحريضى فى تلك الايام ، ومع انقطاع النت والرسائل الهاتفيه بت ليلتى منعزلا محاصراً بين خوفى وخوف اسرتى علىّ فى اليوم التالى وقد علموا اصرارى على النزول رغم محاولاتهم الحثيثة أن لا أذهب الى التهلكة بنفسي على حد تعبيراتهم ..

هل حكيت لكم عن مصطفى ابو قحافة ؟؟؟ لا أظن اننى حكيت عنه .. كان أضخم شاب فى مدرستنا ” المطرية الثانوية العسكرية ” كان بيلعب حديد على حد قوله وكانت عضلاته بارزة وبشرته داكنه هذا بالاضافة الى اسمه الذى لا اعرف هل كان حقيقى أم لا ولكن كان الاسم وحده كفيل بأن يترك أثراً مرعباً فينا .. ذات يوم تعرض مصطفى لحادث اغتصاب على يد خمس شباب من ” عزبة الصعايدة ” وعرفنا بعد ذلك أن الحادثة  كانت على خلفية خناقة قديمة بين مصطفى وواحد منهم بسبب بنت من المدرسة المجاورة ولم يكن الشباب مثليين جنسياً ولكنهم أرادوا كسر عينه ، ولا نعرف تفاصيل الحادث لكن تردد أن مصطفى “ضرب واحد كان بيعاكسها” .. فى إحدى المرات جلست مع مصطفى وحدنا وسألته ماذا فعل فى تلك اللحظة .. فقال اذا حاول أحد أن يغتصبك ولم تستطع منعه فحاول أن تستمتع .

 بت ليلة الجمعة أتذكر الصباح الاول لى فى الحبس .. دخل عسكرى على الزنزانة وقالى: انت احمد مهنى .. قولتله محدش غيرى هنا حضرتك ، ويبدو أن كلمة حضرتك قد أربكته فنظر لى فى مشاعر متضاربة وسألنى :بشتغل ايه؟ وأجبته سريعاً: ناشر ثم اوضحت أننى صاحب دار نشر ، فرد عليّ سريعا: طب اقلع “الفالنة” ، لم اعرف للحظة ما علاقة “الفالنة” بالنشر ، لكننى رفضت قلع الفانلة .. كان ينطقها “الفالنة” وكنت انطقها “الفانلة” ولم يمنع اختلاف النطق من أن يفهم كلانا أننا نتحدث عن نفس الشئ !

لم يكن الخلاف متعلقا بـــــ هل هى فانله ام فالنة ولكن كان متعلقاً بفكرة القلع ذاتها ، ومع اصراره واصرارى وفى وسط الكلام قلت له حضرتك انا مش هينفع اقلعها ، وبدا للعسكرى أننى متمسك جدا بآخر الاشياء المتبقية لدى وهى الملابس بعدما أخذوا منى ساعتى ومحمولى وأوراقى ونقودى وفتشونى وتركونى وحيداً فى الزنزانة ، هذا بالاضافة الى أن كلمة حضرتك أربكته للمرة الثانيه وفهمت بعد ذلك أن الجميع ينادونه “يالاه” ، فقال لى: طب اصبر. ذهب للعنبر المقابل وكان أيمن حوكا يقف فى شباك باب الزنزانة يشاهد كل ما حدث ، لم أنتبه لوقوفه من البدايه إلا حين طلب منه العسكرى  موساً فأخرج حوكا موس من فمه وأعطاه للعسكرى وأكد عليه ان يعيده مره اخرى ، ثم قطع العسكرى شريط طويل من البطانية فى زنزانتى وغمانى بها وذهبت معه للتحقيق .. فى تلك اللحظة أحسست أن حوكا سوف يطلب بنفسه أن يأتى زنزانتي ليس لكى يجعلنى أقلع الفالنة ولكن لكى أقلع اشياء أخرى  .. تذكرت “مصطفى ابو قحافة” ولم أكن على أى استعداد للاستمتاع !

فجر الجمعة كنت قلقاً للغاية كنت قد تذكرت كل الفترة الماضية فى حياتى ، صليت الفجر حاضرا لأول مره منذ فترة طويلة ، صليت بعدها ركعتـيّ قضاء الحاجة ، دعوت الله كثيراً  أن يلهمنى الشجاعة على النزول والاستمرار والمواجهة ، طلبت من الله أن يرعى أمى إذا لم أرجع ،وأن يعين أبى  ..  كنت قلقاً جداً وفى نفس الوقت مصراً على النزول .

ألم أقل لكم أن المشاعر  تأبى أن تتضح؟!! ترفض أن تكون مفهومة ،  المشهد كله لا يبدو طبيعياً ، لا يبدو منطقياً

نزلت مبكرا جداً .. فى الثامنه صباحاً كنت فى الشارع .. قررت أن أورط نفسى فى النزول قبل أن يتملكنى الخوف ، كان المحمول قد توقف هو الاخر ، ولم يتبق أى وسيلة اتصال ، كنا قد قررنا بشكل مسبق التجمع فى منطقة إمبابه .. فى إمبابه فهمت معنى الثورة .. بدأنا خمسين شاب من أمام  أحد الجوامع الذى أُصلى فيه للمرة الاولى ، وخرجنا من امبابة اكثر من خمسة وعشرون الف شخص  ، كان الناس فى البلكونات يهتفون معنا ثم ينزل بعضهم وهكذا نزداد ونزداد ونزداد .. زال كل قلقى .. تقدمنا نحو المهندسين وحوصرنا وانعدمت الرؤية من الدخان الكثيف وكان الكل يشترى الكولا والخل ونغسل وجوهنا بها ، ثم ذهبنا للدقى .. والشارع يوصلك للذى بعده وكلما دخلنا شارع زاد عددنا ونخرج منه بحصيلة أكبر ، كان النظام أغبى مما تصورنا ،  لو لم يحاول محاصرتنا من البداية .. كنا سوف نتوجه للتحرير وسط كردون أمنى كعادة الوقفات الاحتجاجية السابقة ..لو لم يمت الشهداء فى السويس لم تكن لتشتعل رغبتنا فى محاسبة القتله والسفاحين ..

يوم الجمعة  أكبر من أن يوصف .. انه الملحمة الكبرى ، فى ذلك اليوم تحديداً رأيت كل ما لم أكن اتخيله  .. بقيت بعدها لايام استغرب من اصرار النظام على الغباء المتواصل .. هل تعرفون لو لم يخرج الناس فى لجان شعبية لحماية بيوتهم لم يكن الجميع ليعرف أن هناك ثورة حقيقية فى البلد  .. كنا سنتحول الى مجموعة شباب يتظاهرون فى التحرير وباقى البلد بيتفرج علينا فى التلفزيون ، النظام هو من اخرج السجناء من الاقسام .. هو من اشاع الفوضى .. هو من سحب الشرطة .. وهذا ما أدى الى شعور المصريين بأن هناك ثورة حقيقة الجميع شارك فيها سواء بالتظاهر أو فى اللجان الشعبية ، النظام هو من فرض حظر التجول ، وكنت مندهشاً بحق من استمرار الحظر والكلام عن عودة الامور لطبيعتها فما علاقة الاعتصام فى التحرير بالغاء الحظر وعودة العمل لطبيعته، النظام هو من وضع البلد تحت ضغط ووضع نفسه تحت نفس الضغط ، وكان هذا هو سبب شعور الناس بأننا فى ثورة ، النظام هو من خلق حالة التحدى فى نفوس اصحاب المحلات فى شارع طلعت حرب يوم 26 يناير .. تخيل لو ان نظام مبارك لم يصد المعتصمين وتركهم مجتمعين فى ميدان التحرير دون التعرض لهم .. تخيل أنه لم يحدث قتل .. لم يوجد شهداء .. لم يوجد معتقلون .. وأن النظام ترك لهم حرية التعبير والتظاهر والاعتصام بالكامل .. ساعتها كانت الثورة بالكامل ستنقلب ضد الثوار مع بعض الاصلاحات الطفيفة جداً والتى لا تكاد تذكر .. النظام أخطأ مجموعة أخطاء أدت الى قتله .. قتل النظام نفسه عندما فرض حظر التجول .. عندما غابت الشرطة ، عندما صد المعتصمين ، وكانت الثورة يمكن أن تنتهى اذا تركهم النظام وقدم خطاب عاطفى مع تغيير الحكومة ، حينها كان الشعب سينقسم الى مجموعة متظاهرين فى التحرير ترك لهم النظام حريتهم المطلقه .. والشعب يشاهدهم فى التلفزيون..

لو بقيت أردد اخطاء النظام التى أفادت الثورة لربما نصل لأن النظام هو من صنع الثورة .. هل كنا نقاومهم أم كانوا يقاوموننا ؟ !!  للحظة ستدرك أنهم كانوا يقاومون مقاومتنا لهم ولم يكونوا  يمتلكوا  أى قوة من الاساس .. كان النظام هشا وكنا نحن جبناء ، صنعنا خوفنا بأنفسنا وعشنا داخله .. هل تعرفون ، أشخاص مثل “حوكا” هم اللذين كانوا يقفون فى الصفوف الاولى يوم الجمعة .. هم اللذين واجهوا عصيان الامن المركزى .. هل قلت لكم إن حوكا تعاطف مع قضيتى فى اخر يوم لى فى الحبس وسلم علىّ من شباك الزنزانة وقالى مع السلامه يا بيه .. كنت بالنسبه له “بيه” وكان بالنسبة لى المجهول ، الخوف ، القلق الغير حقيقى .. فى منتصف يوم الجمعة وتحديداً على كوبرى الجلاء بين الدقى والتحرير أحسست أن النظام يريد أن يقلعنا الفالنة .. لكننا رفضنا ان نقلع الفانلة ولم نعد نخاف من “حوكا”  أو من “عذبة الصعايدة” فقد تعامل معنا النظام على أننا العدو وبالتالى أصبح هو العدو .. وفى الميدان تأكدت أن المصريين كلهم  لهم عدو واحد ، وأن العدو يوحدهم .. بعد منتصف ليل الجمعة رأيت مصطفى ابو قحافة فى ميدان التحرير .. ابتسمت له  وأدركت أن الاستمتاع أصبح له ظروف مختلفه وأصبح  متاحاً للجميع!