محمد بدارنة…فلسطيني ثلاثيني من عرب الثمانية والأربعين… ولد في قرية عرابة البطوف في الجليل عام ١٩٧٨ ويقيم بدينة حيفا …ناشط حقوقي يحب الاشتباك مع عقول الأطفال والشباب اليافعين..لطالما تفنن من خلال عمله في منظمات حقوق الإنسان المعنية بالتثقيف والتربية الحقوقية في استفزاز العقول الغضة وقراءة ما في ثنايا السلوك اليافع من تحيزات فكرية مسبقة وخوف من التغيير مصحوب بتوق إليه…
التقيته في مالطة قبل عامين في إطار منتدى حول نشر ثقافة حقوق الإنسان في المنطقة الأورومتوسطية… شاب عربي بجواز سفر إسرائيلي يمنحه ميزة العبوراليسير عبر مكاتب الجوازات الأوروبية والآسيوية والأمريكية والاسترالية والكندية…هي آية من آيات قوة العصب الإسرائيلي…آية تنقلب تماما حين يحاول بدارنة دخول إحدى الدول العربية…
مصر لدى بدارنة هي أرض الميعاد مع الأحلام الممكنة…مع الناس الطيبين والشوارع التي لا تنام والمقاهي المزدحمة والثورات الضاحكة…
حين بدأت تناديه نداهة التصوير الفوتوغرافي في 2008, كانت مصر هي “الموديل” التي يحب أن يغازلها بعدسته أولا…
برغم الصعوبات التي واجهته وتواجهه في المنطقة العربية بسبب جواز سفره الاسرائيلي, تمكن بدارنة من اقتناص أيام في معشوقته مصر يلتقط الصور من هنا وهناك…
لبدارنة صور من بلدان أخرى في المنطقة مثل المغرب والأردن وفلسطين المحتلة…كأنما يعيد رسم خارطة المنطقة بعدسته… العناوين التي حملتها معارض بدارنة تعكس إحساسه بمحيطه ونظرة الناشط المهموم بقضايا مجتمعه:
معرض “أثر : عن تجربة الموت المنتظر للاهل” (في مقهى اليكا بحيفا)
تيه : عن رحلة الجسد بين العتمة والضوء ( في مقهى فتوش بحيفا)
حافة الامل :عن عمالة الاطفال (مدينة شيفشاون .المغرب(
بدارنة لا تفارقه الكاميرا..ولا حتى في قاعة الاجتماعات فارقته…يشتبك يناقش يسأل يعترض…دون أن ينحي الكاميرا جانبا…بل غالبا يجلسها على المقعد المجاور كأنما هي رفيقته التي يقدمها لمن حوله في صمت..والتي يعيد بها اكتشاف المنطقة العربية…
يقول بدارنة عن نفسه: لم أدرك تماما أنني حين تلقيت كامرتي الأولى بصدفة الهدية أنها ستجعلني أكثر التصاقا بالشارع والناس بافراحهم بوجعهم وباحلامهم المعلقة بتبدل فصول الثورات
لم أدرك أنني ساترك مهنتي كمدرس ونشاطي في جمعيات حقوق الانسان لصالح رحلة الضوء الممتدة في خبايا الروح والباحثة عن قصص وحكايا جديدة بين الشخصي والعام .
إن شغفي بالكاميرا قادني إلي ادمان السفر والبحث المتواصل عن توثيق هؤلاء الناس الذين يشكلون وتر النشيد الحقيقي للحياة ولم تكن اسفاري إلا لتوسع ان فكرة الظلم لا تعرف حدود الجغرافيا والسياسية ولا يمكن أن نكون مقاومين حقيقيين اذا لم نؤمن أن وجع المجزرة هو ذاته في كل مكان هو وجع كبوديا وغانا ودمشق والعراق وفلسطين ….. إن إيماني بالناس واحلامهم البسيطة هو يدفعني للحياة في عالمي الفوتغرافي الصغير..
.ان الكاميرا التي لا تنقل هم الناس ميتة”…هكذا يقول محمد بدارنة ”
وهذا جانب من صور التقطها بدارنة :
2 تعليقات على محمد بدارنة: الحقوقي الذي نادته نداهة الفوتوغرافيا
إنت دومآ رائع يا بدارنه <3
محمد بدرانة .. من اروع الاشخاص الذين التقيتهم ..
بالتوفيق صديقي