كما عرضت مسبقًا فقد انقسمت مجموعات “الجهاديين” المقبوض عليهم في السجن إلي ثلاثة مجموعات ومن مجموعه “عبود الزمر” برز “أحمد محمد سمن” وهو مهندس ميكانيكي اعتقل سنة 1981 ثم أفرج عنه ولم يكد يخرج من السجن حتي بدأ في تشكيل تنظيم جديد يعتبر امتداد لتنظيم الجهاد.
مركز الدعوة: اتخذ “احمد سمن” من مسجد العزيز بالله في منطقة الزيتون مكانًا لنشر أفكاره وتجنيد اعضاء جدد.
الأفكار العامة والمحرّمات:
- أما عن أفكاره فلم تخرج عن افكار الجهاديين التكفيريين المعروفة التي عرضناها من قبل الدعوة لفكر الجهاد ضد الحاكم والمجتمع فكلاهما كافر وان نطق المسلم الشهادتين وأدى فرائضه، العمل على اسقاط الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة لإقامة الحكم الإسلامي.
حرّم “احمد سمن” الانخراط في الخدمة العسكرية والجيش فالجيش كافر كذلك الشرطة فهي كافرة تطبق قوانين كافرة، حرم كذلك العمل في البنوك وبالطبع كفّر رجال القضاء!
تمويل التنظيم:
كما هو الحال عند كل تنظيمات الارهاب كان مصدر تمويل التنظيم
- سرقة محلات الصاغة المملوكة للأقباط او المسلمين (فالمسلمين كفار في نظر التنظيم).
- مهاجمة اوكار المخدرات وسرقة اموالهم.
- سرقة شركات الصرافة التي ترتكب إثم التجارة المحرمة.
انقسم تنظيم “احمد سمن” إلى قسمين
القسم العسكري: مكون من أربعه (4) من ضباط القوات المسلحة المتطوعين و الاحتياط ويهدف هذا القسم إلى إنشاء خلايا للسيطرة على الجيش وإمداد التنظيم بالسلاح والذخيرة.
القسم المدني: تكون من ثلاثة مجموعات مجموعه برئاسة أحمد سمن ومقرها مسجد العزيز بالله ومجموعه برئاسة “شوقي عبد الرازق” ومقرها الدرّاسة ومجموعه اخيرة برئاسة ” محمد السيد حجازي” ومقرها السكة الحديد.
في اعتراف لــ “شوقي عبد الرازق” احد اعضاء التنظيم المقبوض عليهم قال: “كان هدفنا هو اسقاط مملكة الارض لإقامة مملكة السماء”.
خطة التنظيم للانقلاب المسلح واقامة الحكم الإسلامي:
عرف “احمد سمن” اخطاء محاولة الثورة المسلحة وعزل اسيوط السابقة وحاول ان يتفاداها فيما يدبره من مخططات، ثم وضع خطة التنظيم وهي: اغتيال كل الشخصيات التي تتولى الحكم في البلاد بداية من رئيس الجمهورية، و وزراء الدفاع والداخلية حتى يتسنى له ان يسيطر على البلاد ثم القيام بانقلاب عسكري مصاحب لتوجيه ضربات للمرافق الحيوية في الدولة.
قبل استفحال أمر التنظيم تم رصدهم و القبض عليهم في شهر اغسطس سنة 1986 وقدم 33 عضوًا من اعضاء التنظيم للمحاكمة وتراوحت الاحكام بين السجن والبراءة ولم تكن هذه الاحكام بالطبع كافية لنزع بذرة افكار التطرف من عقول معتنقيها
الاسلام ممن استغله لمصالحة براء .. الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة.
يتبع،
3 تعليقات على تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر (8): تنظيمات الإرهاب والتكفيريين في عهد مبارك – تنظيم “أحمد سمن”
عظيمة يا رانيا… استمري في كشف تاريخ سوف يتم تغطيته، وقلّما أحد سيعرفه…
استمري!
سلسلة جديرة بالمتابعة يا رانيا…في انتظار المزيد
سرد رائع وبسيط لسلسلة أحداث تاريخيه مهمه تتناول هذه الآفات الأصوليه التكفيريه المتخلفه التي تفتك بأمن المجتمع وتشتت وتبدد تماسك أفراده , السؤال المحير الذي يراودني الان هو , أما آن الاوان لإعادة النظر بالاسلام بشكل عام والتمعن بجدية وجرأة بموائمته مع حياتنا المعاصره والتفكر جيدا بنوعية الخطاب الديني التي أفرزه ولا زال كذلك! , بدلا من رمي عيوبه ونقائصة على معتنقيه ونعتهم بأوصاف التشدد والمغالاة ثم تبرير ما يعتريه من إنحراف فكري حضاري بسوء فهم المسلمين له !