نعم اتوقع سقوط الاخوان سياسيا فى عدة اعوام، وبمتابعة أى انتخابات منذ إستفتاء مارس الى الآن نجد تأثيرالاخوان سياسيا مازال كبيراً، ولكنه يقل بنسبة أكبر من المتوقع وبسرعة فلكية. وغالبا سيكون اسقاط الاخوان بالاخوان اى فشلهم نتيجة سياساتهم الخاطئة … هذا ما اتوقعه كمتابع وناشط سياسى مصرى.
لو استمر الاخوان وحلفاؤهم السلفيون فى مخالفة الوعود التى اعطوها للشعب، منذ برنامج المئة يوم الذى وعد به الرئيس، ومرورا ببرنامح النهضة الذى لم يتضح الى الأن أى شىء من معالمه … فطائر النهضة يبدو قد ضل طريقه .. ستكون تلك هى النتيجة الحتمية.

كل يوم يمر على الاخوان وهم فى السلطة يفقدون من رصيدهم، فكل يوم يفشلوا فى تقديم حلول حقيقية لمشاكل المصريين مما يقلل من ثقة المواطن فيهم. ولن ينخدع المواطن كثيرا بشعارات الشريعة والإسلام والتجارة بهما سياسيا، حين تصبح ظروفه الاقتصادية اصعب مما كانت فى عهد النظام السابق.

ومرورا بما يقطعه الاخوان على انفسهم من وعود ثم يخالفونها، ومرورا بالاعلان الدستورى الذى قسم الشعب وتسبب فى حالة غليان وفى اتحاد المعارضة (و منذ فترة كبيرة لم يحدث ذلك ). مرورا بما فعله هذا الإعلان من تدخل فى القضاء وتعدى واضح وصريح عليه، أقر به الكل داخليا وخارجيا، ومروا بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ..
ومرورا بالتخبط السياسى والاقتصادى فى ادارة البلد واصدار قرارت غير مدروسة جيدا، ومايتوقع من غلاء الأسعار وسوء المعيشة فى الأيام القليلة القادمة.

كل ذلك يؤكد أن الاخوان غير قادرين واقعيا على حل المشاكل الاقتصادية بمصر .. ولكن ليأخذوا فرصتهم.

ولكن لكى يتم اسقاطهم (إن فشلوا إقتصاديا وهذا مايتوقعه الكثير من المتخصصين) لابد من شروط معينة تحققها المعارضة واهم هذه الشروط :

- النخبة المصرية، العلمانية الليبرالية واليسارية، يجب أن تتوقف عن سياسة الصراخ وسياسة برامج الفضائيات .. لانها لا تمثل الا نسبة صغيرة عند ترجمتها واقعيا الى كتلة تصويتية فى أى انتخابات. ولا تعيد اخطائها التى تكررها، منذ عهد مبارك واثناء الثورة والى الان.

- وان تدرك الواقع وعقلية الكتلة التصويتية الاكبر من الشعب المصرى، فالمصرى اهم اولوياته ولاسباب عديدة ليس هنا مجال ذكرها (واهمها الفقر والامية)، اصبحت اولوياته الملبس والمسكن وجواز اولاده وتوفير علاج مجانى ورغيف عيش نضيف وكوب مياة نضيف وتوفير فرصة علاج كريم وهذه اهم شعارات ثورة 25 يناير (عيش …حرية..عدالة اجتماعية) … وليست من اولوياته المعارك الدستورية والمواد الدستورية التى اختلف فيها الفقهاء الدستوريون، وبغض النظر ان الفضائيات امتلأت بهذه النقاشات لكن النسبة الاكبر من الشعب المصرى لم تذهب الى التصويت لانها شعرت انها معركة وهمية وغير مفيدة لهم ولا مفهومة لهم. وتسبب هؤلاء الفقهاء الدستوريون فى توهان وتخبط المواطن المصرى.

- أهم شىء يجب ان تدركه المعارضة ان اغلب الكتلة التصويتية المصرية تخاف من عفريت ونقطة ضعف اسمه الاستقرار، ونحن كشعوب نيلية نعشق الاستقرار … فالمصرى من السهل التاثير عليه بكلمات مثل قول نعم من اجل الاستقرار ومن اجل دخول الاستثمارات الى مصر وهكذا .

لذلك يجب ان تتوقف جميع الاعتصامات فى الشوارع لفترة مؤقتة حتى لا تصبح شماعة سياسية واقتصادية لفشل الاخوان المتوقع، فسيعلقون حينها فشلهم على هذه المظاهرات والاعتصامات، وسيقومون بتصدير ذلك الى المواطنين المصريين.
لذلك فلتتوقف هذه المظاهرات والاعتصامات الحالية مؤقتا، ونعود للشارع فقط اذا تم تجاوز الخطوط الحمراء الخاصة بتداول السلطة وحقوق الانسان وأليات الحكم الرشيد.

ولو كان الأمر بيدى لاجبرت قيادات جبهة الانقاذ واحزابها على إعطاء فرصة حقيقية للشباب بداخل احزابهم وفرصة للقيادة المشهد السياسى فعليا ..
لو كان الأمر بيدى لأجبرتهم على بناء قواعد سياسية حقيقية فى ريف مصر … فى عشوائيات مصر … فى المناطق الفقيرة فى مصر.

ويجب عليهم إعداد كوادر سياسية حقيقية شبابية لخوض انتخابات مجالس الشعب القادمة وانتخابات المحليات.
يجب على احزاب معارضة بناء بدائل حقيقية لادارة مصر، ويجب عليهم تشكيل حكومة الظل.

ولنترك للاخوان والسلفيين فرصة كاملة، وهاهو قد مر دستورهم بدون مشاركة حقيقية من القوى الأخرى، ولياخذوا فرصتهم كاملة فى تشكيل حكومة كما يريدون … حتى لو كل أعضائها او رئيسها إخوان، وان كان الرئيس مرسى هو الذى يختار الحكومة فاى من كان رئيسها فمرسى مسئول أمام الشعب.
وليكن دورنا كمعارضة مراقبة الاخوان وتجهيز بديل حقيقى لحل مشاكل المصريين.

محمد عطية